بلدي نيوز - حلب (عبدالعزيز الخليفة)
استمرت قوات النظام وميلشيا "الوحدات الكردية" التابعة لها مدعومة بغطاء جوي من الطيران الروسي هجومها على الأحياء الشرقية من حلب، وسيطرت الميليشيا "الكردية" على أحياء بني زيد والأشرفية والسكن الشبابي، ليل أمس الأربعاء، وبالتزامن مع استمرار حملة القتل لأهل حلب من قبل النظام وحلفائه.
وألقى الطيران المروحي التابع لقوات النظام مناشير وأكياس تحتوي على أغذية للأطفال هي مجموعة "من قطع البسكويت والزبدة وحفاضات الأطفال)، كما ألقت مناشير تضمنت تعليمات للمدنيين الذين يريدون الخروج من مناطق حلب الشرقية المحاصرة باتجاه مناطق سيطرة النظام.
و قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، اليوم الخميس، إن الجيش الروسي وقوات النظام سيبدأن "عملية إنسانية على نطاق كبير" في حلب لمساعدة السكان "الذين أصبحوا رهائن لدى (الإرهابيين)".
وأضاف "شويجو" في تصريحات بثها التلفزيون، إن روسيا ونظام الأسد سيفتحان ثلاثة ممرات لخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، وقال وزير الدفاع إنهما سيفتحان ممرا رابعا للمسلحين في شمال حلب وقرب طريق الكاستيلو، حسب وكالة رويترز.
بالمقابل، أكد مصدر محلي في حلب، لبلدي نيوز، أن خبر فتح روسيا والنظام لثلاث معابر إنسانية ليس صحيحاً، موضحاً أن هذه يدخل ضمن دعايتهما التي تدعي الاهتمام بأمر المدنيين، الذين لم يتوقف الطيران الروسي عن قصفهم بشتى أنواع الأسلحة رغم حصار المدينة.
واستطاعت قوات النظام، بعد نحو ثلاث سنوات من المعارك، قطع طريق الإمداد الوحيد إلى مناطق المعارضة السورية بحلب، بعد أن استقدمت قوات النظام ميلشيات أجنبية من إيران والعراق وأفغانستان وكتائب فلسطينية ولبنانية لمساندتها في تحقيق ما عجزت عنه طوال السنوات الثلاث، مستعينة بغطاء جوي روسي عمد إلى إحراق كل شيء، واستهداف وسائل حياة وصمود الناس في المدينة، فدمر المخابز والمشافي والبنى التحتية، ليجعل الحياة أقرب إلى المستحيل.
ويعرّض الحصار 400 ألف مدني داخل مدينة حلب لأوضاع إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة بسبب الافتقار إلى جميع مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومواد غذائية، ولعدم دخول تلك المواد منذ قرابة الثلاثة أشهر، بعد تعمد الطيران الحربي والمروحي التابع لقوات النظام وحليفته روسيا بتدمير جميع المراكز الحيوية بالأحياء الشرقية في حلب، وبشكل خاض مشافي المدينة المحاصرة التي خرجت بشكل كامل عن الخدمة، بالتزامن مع قصف قوات النظام وبشكل عنيف بالطائرات الحربية والمروحية بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ الفراغية والمدفعية الثقيلة للمناطق السكنية المكتظة بالسكان ما تسبب باستشهاد نحو 1500 مدني خلال الشهرين الأخيرين، ترافق ذلك مع ضعف شديد في إمكانيات فرق الدفاع المدني في مدينة حلب بسبب استهداف كوادرها في المدينة وريفها وتدمير معظم الآليات التابعة لها.
ويعول النظام ومن ورائه روسيا إلى إحكام السيطرة على عاصمة البلاد الاقتصادية وثاني أكبر مدنها، ليذهب إلى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف فارضاً شروطه، وتعمد روسيا إلى تأخير الجولة القادمة من المفاوضات لتحقيق هذا المكسب على الأرض.