بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
آثر خالد المسالمة، المكنى بـ"أبو الوليد" من سكان مدينة درعا، البقاء في الأحياء المحررة بدرعا البلد على اللجوء إلى الأردن، وعمل ممرضا في المشفى الميداني منذ عام 2012، بعد خضوعه لدورات تدريبية في مجال التمريض والإسعافات الأولية، بقصد تغطيه النقص في الكوادر الطبية لعلاج الأعداد الكبيرة من الضحايا الذين يستهدفهم النظام بشكل يومي.
قبل يومين، تعرض حي المنشية في درعا البلد للقصف بصاروخي أرض-أرض من قبل قوات النظام، ما أدى لاستشهاد سبعة مدنيين، جلهم من النساء والأطفال.
وروى الناشط أسامة الحمصي من مؤسسة نبأ الإعلامية، تفاصيل المجزرة، وهو أحد جيران "أبو الوليد" وناشطي درعا، بالقول "تعرضت مدينة درعا للقصف بصاروخين من نوع أرض-أرض ليل الاثنين، سقطا في حي المنشية، وهرع "أبو الوليد" الذي كان خارج منزله إلى منطقة القصف ليجد بيته عبارة عن ركام، وقبل أن يتفقد بيته هرع إلى المشفى الميداني، تاركا مهمة انتشال عائلته لفرق الدفاع المدني".
وتابع الناشط "بعد بدء توافد الجرحى إلى المشفى الميداني وصل بين الجرحى طفلة تبين أنها ابنة "أبو الوليد" ورغم كل محاولات الإنعاش إلا أن الطفلة استشهدت، دون أن يمنعه ذلك من متابعة عمله في إسعاف الجرحى، كما وصل إلى المشفى بعد دقائق زوجته وطفله بعد انتشالهما من تحت الأنقاض حيث أصيبا بجروح خطيرة".
ويوضح "الحمصي" -الذي كان يغطي توافد الجرحى إلى المشفى- أن أبو الوليد كان يردد طوال الوقت باكياً جملة "الحمد لله نحن مو أحسن من غيرنا".
وأشار "الحمصي"، إلى أن شقيق أبو الوليد وكامل عائلته المكونة من ثلاثة أطفال وزوجته قضوا بالقصف ذاته، وقد كانوا يتوافدون تباعاً إلى المشفى الميداني، مؤكداً أن كل ذلك لم يثنيه عن القيام بواجبه الإنساني في إسعاف الجرحى الذين أصيبوا بالقصف.