مدير منظومة الإسعاف يروي لبلدي نيوز تفاصيل ليلة الأتارب السوداء - It's Over 9000!

مدير منظومة الإسعاف يروي لبلدي نيوز تفاصيل ليلة الأتارب السوداء

بلدي نيوز – حلب (صالح أبو اسماعيل)
روى أحمد مصطفى عبيد مدير منظومة الإسعاف في مدينة الأتارب، تفاصيل الهجمة الشرسة التي شنها طيران النظام الحربي على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي أول أمس الأحد، حيث قصف المدينة بـ29 غارة جوية خلال ساعتين، خلفت نحو 15 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً في السوق الرئيسي بمدينة الأتارب بريف حلب الغربي.
وقال عبيد في حديث مع بلدي نيوز "لم تكن ليلة عادية بل ليلة سوداء لن تمحى من ذاكرة أهالي المدينة، ثلاث طائرات تتناوب على قصف المدينة وتركز كل طائرة على تجمع الناس بعد كل غارة لتقتل أكبر عدد ممكن، لم نتوقع أن نجد شيء من منازل المدينة في الصباح، استمر القصف لساعتين وكأنها عشر ساعات".
وتابع مدير منظومة الإسعاف "لم تكن المدينة مجهزة لهذه الهجمة الشرسة، فقد دمّرت طائرات النظام منظومة الإسعاف الوحيدة في المدينة، قبل ثمانية أيام بغارتين جويتين دمرتا مبنى المنظومة والسيارات الخاصة بها لنقل الجرحى".
وأشار عبيد إلى أن مصير مشفى الأتارب كان مشابهاً عندما تعرض هو الآخر لقصف أخرجه عن الخدمة ودمّره بشكل جزئي، لتأتي غارة أخرى يوم المجزرة وتدمّر غرفة العمليات، وتكون بذلك مدينة الأتارب التي تحوي آلاف العائلات من النازحين فضلاً عن المقيمين، بدون أي نقطة طبية.
يقول عبيد "مع أول غارة اجتمع الناس لإسعاف الجرحى تحت جنح الظلام ولهيب النار التي نجمت عن القصف، لتأتي غارة أخرى حصدت أرواح بعض المسعفين وأصابت البعض الآخر، فهام الناس على وجوههم ولم يعرفوا ماذا يفعلون، وكأنه قيام الساعة، لم تكن هناك فرق طبية جاهزة للعمل، في حين انشغل فريق الدفاع المدني بإطفاء الحرائق".
ونوه عبيد إلى أن هناك شيئين اثنين كان لهما وقع في تلك اللحظات، فليس هناك سيارات خاصة لنقل الجرحى، إضافة لحجم الدمار الذي عرقل إسعاف الجرحى بالسرعة القصوى، إذ استمر انتشال الضحايا لأكثر من اثنتي عشرة ساعة.
وتركزت الغارات الجوية على السوق الرئيسي وأطراف المدينة وبالأخص مخارجها لاستهداف السيارات التي تنقل الجرحى، فقد دمّرت الغارات ثماني سيارات أثناء خروجها إلى المشافي الحدودية.
واختتم عبيد حديثه بالقول "أكثر من ألف عائلة فرّت من الموت إلى الأراضي الزراعية المجاورة وسط حالة من الرعب والهلع الذي حلّ بهم جراء أصوات الانفجارات المتتالية، ناهيك عن طلقات الرشاشات المنبعثة من الطائرات وكأنها شهب في ليلة مقمرة، أصوات بكاء الأطفال والنساء لا يفارق مخيلتي وأنساني هول القصف ومنظر الدماء والأشلاء والجرحى الذين أخرجناهم من تحت الأنقاض".
ما حدث في مدينة الأتارب مشهد من مسلسل تعيشه مدينة حلب وريفها وإدلب وريفها منذ أكثر من أسبوع خلال الحملة الشرسة من طيران النظام والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي، فقد سجل خلال الأيام القليلة الماضية استشهاد أكثر من 500 مدني في مدينة حلب وريفها، بالتزامن مع هجوم قوات النظام على طريق الكاستيلو الذي سيطرت على أجزاء منه وأحكمت الحصار على أكثر من 400 ألف مدني في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، إضافة إلى هجوم ميليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم جوي من التحالف الدولي على مدينة منبج التي يسطر عليها تنظيم "الدولة".
ويتعمد نظام الأسد وروسيا استهداف المرافق المدنية وخاصة الطبية منها، حيث خرجت أكثر من ثمانية مشافي عن الخدمة بعد استهدافها بالقصف الجوي لتصبح مدينة حلب بدون أي مشفى، كذلك الأمر بالنسبة لريفها الذي شهد تدمير عدة مشافي.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

مسرات للنظام تستهدف ريف حماة

النظام يصعد بالطائرات المسيرة في منطقة خفض التصعيد

إصابات بحوادث سير في إدلب في اول أيام العيد

"الدفاع المدني" يطالب بتشكيل محكمة دولية خاصة بمحاسبة مستخدمي السلاح الكيماوي

مسؤولون أمميون يدعون لمواجهة خطر الألغام في سوريا