"قمة الأمل" في موريتانيا.. أم قمة العجز والفشل؟ - It's Over 9000!

"قمة الأمل" في موريتانيا.. أم قمة العجز والفشل؟

بلدي نيوز (أمين محمد)
بدأت قمة جديدة للعرب، اليوم الاثنين، أطلق عليها اسم "قمة الأمل" تضاف إلى عشرات القمم العادية والطارئة والاقتصادية التي عقدتها الجامعة العربية منذ تأسيسها في منتصف الاربعينيات من القرن المنصرم لتكون بيتا للعرب، وعامل وحدة وتضامن، ولكنها تحولت مع مرور العقود الى مؤسسة مترهلة، لا قيمة لها في خضم تحولات كبرى تضرب المنطقة العربية.
وتستضيف موريتانيا على شاطئ الأطلسي القمة لأول مرة اثر اعتذار المغرب عن استضافتها التي سيتغيّب عنها أبرز وأهم الرؤساء والملوك العرب، لأسباب متعددة تؤكد على تراجع الإيمان بأهمية العمل العربي المشترك، وطغيان "القطرية"، على "القومية"، وفقدان الأمل في إعادة هيكلة الجامعة العربية التي باتت اليوم في أسوأ أيامها، وفق مراقبين.
ووصل إلى نواكشوط عدة زعماء، للمشاركة في القمة الأولى للجامعة تحت قيادة الأمين العام الجديد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق، وهم: رؤساء اليمن، والسودان، وجزر القمر، وجيبوتي، والصومال، إضافة إلى أميري قطر والكويت.
وكان علّق وزراء الخارجية العرب عضوية سوريا في الجامعة في منتصف تشرين الثاني من عام 2011، احتجاجا على القمع الذي مارسه نظام الأسد بحق السوريين المطالبين بإسقاطه، ورفضه تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الأزمة التي تسبب بها النظام، في موقف عدّه مراقبون "نقطة تحول" في مسيرة الجامعة.
ومنذ ذلك الحين تحاول المعارضة شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، إلا أن رفض العديد من الدول العربية المساندة للنظام حال دون ذلك باستثناء قمة الدوحة في أواخر آذار من عام 2013، حيث دعي معاذ الخطيب الذي كان يرأس الائتلاف الوطني السوري إلى حضور القمة، إلا أن الجامعة لم تدعو المعارضة إلى قمم تلتها.
وحاولت الجامعة العربية التدخل لإيجاد حلول تنتصر للثورة السورية في عام 2011، وأرسلت لجنة مكونة من عدة وزراء خارجية عرب في أواخر عام 2011، لحث النظام على قبول خطتها للحل.
ووافق النظام على دخول بعثة مراقبين عرب برئاسة السوداني محمد الدابي أواخر عام 2011، الا أن مهمتها باءت بالفشل الذريع بسبب اتهام المعارضة السورية للدابي بالانحياز للنظام، فاضطر لتقديم استقالته في شباط من عام 2012، فبدأ تدويل القضية السورية، بحيث لم يعد للجامعة أي تأثير فيها.
ورفضت عدة دول عربية أبرزها الجزائر، ومصر، والعراق، حضور المعارضة السورية لقمة نواكشوط، فيما رحبت دول أخرى أبرزها السعودية والسودان، وقطر، وامتنعت دول أخرى عن التصويت أثناء اجتماعات وزراء خارجية الجامعة العربية التي سبقت اجتماع القمة.
ولم يعد يعوّل السوريون على الجامعة العربية في نصرة قضيتهم، حيث "لم تعد -حتى شكليا- تلك المؤسسة التي ينتظر منها تحقيق أي شيء عملي، حتى لو كان ذلك بيان استنكار، أو إدانة"، وفق الكاتب والمعارض عماد غليون.
وأضاف في حديث مع "بلدي نيوز": "ازداد ضعف الجامعة العربية، وانفراط عقدها بعد انكشافها منذ موجة الربيع العربي، وعجزها عن أن تكون ممثلة للشعوب العربية وتطلعاتها نحو الحرية والديمقراطية"، مشيرا إلى أنها "ظهرت كممثل للأنظمة، والحكومات العربية، ومن هنا زاد عزوف الشارع العربي عنها واستهتاره وعدم اهتمامه باجتماعاتها، وعدم توقعه لصدور أي شيء مهم يمكن أن يصدر عنها".
وأشار غليون إلى أنها "عجزت في أن تقف إلى جانب الشعب السوري، ومأساته المستمرة منذ سنوات"، لافتا إلى أنها "رفعت الملف برمته إلى الأمم المتحدة، ووقفت تراقب، وتنتظر".
ويرى غليون أنه "بعد انحسار موجة الربيع العربي، وبدء موجة الثورات المضادة في مصر وتونس وعدم نجاح ثورات اليمن، وليبيا، وسورية، بدأت الأنظمة العربية التقليدية تطل برأسها بقوة من جديد"، وأضاف "ومن هنا لم يستغرب الشارع السوري مواقف بعض الأنظمة، وتحولها إلى اتجاه معاد للمعارضة، والثورة السورية".

مقالات ذات صلة

"تجمع أحرار جبل العرب": معركتنا مع النظام نكون أو لا نكون ومستعدون للمواجهة

تصريح أوربي يستهدف النظام بما يخص الحل السياسي في سوريا

نظام الأسد يناقش مع إيران عقد اتفاقيات تجارية وصناعية

"السورية لحقوق الإنسان" تكشف ما يفعله النظام بالمرحلين من لبنان

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟