بلدي نيوز- عرسال (فادي سوني)
تعاني مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية من واقع تعليمي متردٍّ في ظل غياب الدعم الكافي للمدارس المُؤسسة من قبل متطوعين في المخيمات.
يقدر عدد اللاجئين السورين في عرسال اللبنانية بنحو 120ألف لاجئ تقريباً، من بينهم 15ألف طفل (غالبيتهم بمرحلة التعليم الأساسي) تتراوح أعمارهم بين 6 و14عاماً من بينهم 8 آلاف طفل موزعون داخل منطقة عرسال على 11مدرسة سورية و4 مدارس لبنانية ويبقى حوالي7 آلاف طفل بدون تعليم.
وأفاد محمد الزين مدير إحدى المدارس السورية عن الوضع التعليمي للاجئين السوريين في عرسال لبلدي نيوز: "تتجلى أكبر معاناتنا في تأمين اللوازم المدرسية للطلاب الذين ينحدرون من أسر فقيرة"
وشرح أبو الزين الوضع:"جلّ الأطفال لدينا في المدرسة هم من العوائل التي وصلت إلى هنا إبان موجة النزوح الكبيرة في أوائل 2013 قادمين من حمص ومن ريف دمشق، فبعد 3 سنوات من الحياة في لبنان يكون الأهل قد أنفقوا كل مدخراتهم، وبات تأمين أساسيات الحياة لديهم أمراً شاقاً".
وأردف تضم المدرسة نحو 1200 طالباً موزعين على 12 غرفة صفية، نسعى لتأمين احتياجات الطلبة الأكثر فقراً، ونأمل أن نوسع دائرة قدرتنا لتشمل جميع الطلبة".
وأكد أبو أنس عامر أحد مدرسي مدرسة الأزهر التي تعنى بالطلاب السوريين ما قاله أبو الزين من حيث عدم قدرة المدارس السورية على تأمين مستلزمات المدرسة من قرطاسية وملابس للتلاميذ الذين يتوجهون إلى سوق العمل لإعالة أسرهم الفقيرة.
وعلق أبو أنس قائلاً: "أهم ما يدفع الطالب للتسرب هو الوضع المادي السيء للأهل، والمعاناة الشديدة للآباء التي تتسبب بها القوانين اللبنانية؛ فعمل الصبية هنا أيسر وأضراره القانونية أقل".
لا تساعد الظروف المادية والنفسية السيئة التي يعيشها الأطفال السوريون في عرسال اللبنانية بشكل خاص على إنتاج بيئة تعليمية جيدة، وفي هذا الخصوص قال الطفل مجد البالغ من العمر 8 سنوات :"أحب المدرسة جداً؛ لكني هنا في عرسال لن أتمكن من متابعة تعليمي لأني الولد الأكبر لأسرة توفي والدها فأنا هنا المسؤول عن إعالة أسرتي".
وتفيد إحصائية الأمم المتحدة التي نشرت نهاية 2015 بأن طفلاً من بين 3 أطفال سوريين لا يعرف المدرسة؛ ما دفع العديد من المنظمات العالمية لتسمية الجيل السوري الذي كبر ونشأ خلال الثورة بـ "الجيل الضائع".
