كيف باعت واشنطن سوريا لإيران؟ - It's Over 9000!

كيف باعت واشنطن سوريا لإيران؟

The Tower - (ترجمة بلدي نيوز)
أدت رغبة البيت الأبيض في تمكين إيران في الشرق الأوسط إلى عواقب وخيمة كان من الممكن التنبؤ بها، فلقد أصبح يُنظر لإيران كشريك في الاستقرار، وتم البدء في تسليمها بلدان لتصبح كمناطق لنفوذها، بينما لم يتم فعل أي شيء لردع أو رفع تكلفة التدخل الروسي الذي قام بفرض إمبرياليته، والدمار الذي شهدته مدينة حلب في فبراير على سبيل المثال، يمكن الأخذ به كنتيجة: كسب أعداء للدول الغربية، أزمة إنسانية، وزعزعة كبرى للاستقرار، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن وفي أوروبا.
لقد قامت الولايات المتحدة بإعادة توجيه سياستها بعيداً عن احتواء إيران بتعزيز تحالفها مع حلفائها التقليديين من دول الخليج وتركيا وإسرائيل، إلى شراكة مع ايران حول بعض القضايا، خاصة في محاربة تنظيم "الدولة"، وعلى نطاق أوسع بخلق حالة من التوازن في الشرق الأوسط (والتي بحكم التعريف يعني تمكين إيران)، إذ أن الهدف الرئيسي من ذلك هو السماح للولايات المتحدة بسحب مصادرها من المنطقة.
لسوء الحظ، فإن إيران لا تريد أن تكون "قوة إقليمية ناجحة جداً"، كما وصف الرئيس باراك أوباما آماله حول الجمهورية الإسلامية في عام 2014. بدلاً من ذلك، ترى إيران في انسحاب الولايات المتحدة فرصة كبيرة للهيمنة وفرض النفوذ، إذ أنها وبتحالفها مع روسيا قامت بالدفع نحو هذا الاتجاه، وبشكل أكثر وضوحاً في سوريا، حيث تنازلت الولايات المتحدة ضمنياً عنها كمحمية إيرانية.
إن المأساة الجارية في سوريا هي النتيجة المنطقية لهذه السياسة المتّبعة، حيث ودون التراجع عن هذه السياسة، سيكون هنالك العديد من المجازر والمدن المدمّرة كـ"حلب"، إذ ولارتفاع ثمن التواطؤ الأخلاقي في مثل هذه الجرائم، فإن المردود المفترض في تهدئة التوترات مع إيران، والقضاء على تهديدات مثل تنظيم "الدولة" والسنة المتطرفين الآخرين، لن يتحقق أبداً، ولن يمكن له أن يكون، حتى لو أرادت لها إيران ذلك.
في بداية فبراير/شباط ، حين تقدمت القوات البرية التي تقودها إيران نحو حلب، تحت غطاء من القصف الجوي الروسي العنيف، مطوقة المدينة من الشرق والشمال، وقاطعة خط الإمداد الأخير للثوار السوريين من تركيا، كان يبدو من المعقول، بأن تكون تلك بداية نهاية الثورة السورية، وانتصار الحاكم المستبد بشار الأسد.
لقد فر 70،000 مدني من السوريين تقريباً من مدينة حلب، وكان للسكان سبب وجيه للذعر من حصار النظام، حيث شاهدوا في ثلاثة وأربعين حصاراً قد فرضه على المدى السنوات الماضية، بشاعة وصرامة ذلك الحصار، حيث كان هنالك المئات من الذين يموتون إثره متضورين من الجوع الشديد.
وبحلول 21 فبراير قامت بعض القوى المعارضة للنظام بالقيام بهجمات من الجانب المقابل، أدت لإيقاف خط إمدادات النظام في جنوب حلب، والذي مكنه سابقاً من الهجوم شمالاً، منهية بذلك زخم التحالف المؤيد للنظام، وبعد عدة أيام من استعادة النظام لبلدة خناصر، خسرها لمرة أخرى بعد ذلك.
إن هذا يدل على أن النظام غير قادر على الصمود على نحو مستدام في السيطرة على الأراضي الجديدة التي كسبها، دون أن يهدد الأراضي التي يسيطر عليها بالفعل في غرب سوريا، وحتى بالمساعدة الكبيرة من القوى الخارجية، فإن المكاسب التي ربحها في شمال حلب لم يستطع فرض سيطرته عليها طويلاً، فقد كان النظام ضعيفاً ، وغير قادر على الدفاع عنها ليبقيها تحت سيطرته.
إن فكرة بأن الأسد كان أو سيكون في أي وقت قادم، قريباً من المكانة التي تجعله قادراً على الزحف نحو عاصمة تنظيم "الدولة" في الرقة، قد تكون ضرباً من الخيال، فقد كان الأسد بنفسه قد اعترف في خطاب له في يوم 26 يوليو، من عام 2015 قائلاً "كل شيء متاح للجيش، ولكن هنالك نقص في القوى المقاتلة" وبحلول الشهر المقبل، كانت روسيا قد بدأت بتدريب قواته على الساحل السوري، وبعد ذلك، جلبت إيران له الآلاف من الجنود، في حين بدأت روسيا تدخلها المباشر، مجرية العديد من الغارات الجوية المباشرة في سوريا، في آخر سلسلة من التصعيد من قبل إيران وروسيا لدعم الأسد.
وفي صيف عام 2012، أصبحت مدينة حلب ودمشق منخرطتان تماماً في الثورة السورية، حيث قتل فيهما عدد من كبار أعضاء نظام الأسد، وبدا بأن النظام أصبح مترنّحاً حينها، وفي أواخر عام 2012، أصبحت قوات فيلق القدس، الجناح الاستطلاعي للحرس الثوري الإيراني، مكلفة بنشر وحدات لها على الأرض، ومن ثم أصبح هنالك وجود منتظم للحرس الثوري الإيراني في سوريا، وذلك لإعادة تنظيم وتدريب وقيادة الميليشيات الطائفية المختلفة للأسد، لتصبح جاهزة لتنضوي تحت مسمّى قوات الدفاع الوطني، "الموحد ظاهريا".
وقد كتب تشارلز ليستر في كتابه الجديد الجهاد السوري "كقوة صارمة تطوعية، اكتسبت قوات الدفاع الوطني على الفور سمعة الولاء الراسخ للأسد، حيث أن هذا الولاء المتطرف، بالإضافة إلى هيمنة العلويين والشيعة على تلك الجبهة، شجعها أيضاً لتصبح منظمة تأسست بشكل كبير على مبادئ طائفية".

وصرّح قادة علويّون من قوات الدفاع الوطني بالفعل، قائلين بأن تنظيمهم يهدف إلى "قتل السنة واغتصاب نسائهم انتقاما (لثورتهم)"، كما أضاف ليستر بأن "ضباط الحرس الثوري هم جزء لا يتجزأ ضمن الوحدات الفردية، لذلك التنظيم"، إذ أن إيران صبّت تركيزها على القيام بالمزيد لمكافحة الثورة، ولكن بطريقة لم تتوجه للقلوب والعقول، بل إنها قامت بصنع ما يمكن القول بأنه المكافئ "العلويّ" لتنظيم "الدولة"، بما في ذلك القسوة الشديدة، والقيام بحرق عائلات بأكملها وهم أحياء، ناهيك عن القيام بسجن المدنيين، في حين لم يقم الإيرانيون بفعل أي شيء لوقف أو معاقبة أولئك الأفراد في التنظيم.
وأضاف ليستر "لقد تم إنشاء قوات الدفاع الوطني لتقوم بلعب دور دفاعي في الغالب، وبالتالي اقتصر دورها على الدفاع، دون الهجوم" ولكن جيش نظام الأسد، الجيش الرسمي للنظام، تم استنزافه بشكل شديد في أواخر عام 2012، فقد كان النظام قد بدأ ظاهريا الحرب مع ما يقرب من 300،000 جندي، لكنه لم يثق بشدة بالمجندين السنة، حيث أن ذلك من وجهة نظره لم يكن دون سبب، لأن العديد منهم انشقوا وأدوا لاحقاً لظهور أوائل المجموعات العسكرية ضده، و قام أولئك الجنود بتشكيل الجيش السوري الحر، لذلك يقتصر وجود الجنود السنة في جيش النظام إلى حد كبير على الثكنات ووحدات معينة، يسيطر عليها العلويون، مما لم يقم فقط بجعل النظام خائضاً بشكل علني في الديناميكيات الطائفية، بل وتقيده بالثقة بقوة قليلة فقط من حوالي 38،000 مقاتل، ومع تمرد بأكثر من 50،000، كان ذلك يمثل مشكلة كبرى للنظام، وما أن تم التنازل عن سيادة سوريا إلى إيران، قامت إيران باعتماد حل لهذه المسألة.
فبالتزامن مع إنشائها لقوات الدفاع الوطني، قامت إيران بتدبير جهاد الشيعة، بصلاحيات دولية كاملة وعلى مرأى من العالم، لتمنح الجيش الأسد بعضاً من القدرات الهجومية، حيث جلبت العديد من المقاتلين الشيعة العقائديين والمرتزقة من أفغانستان وحتى ساحل العاج، وفي الوقت الذي أصبح فيه لدى النظام ما يقارب من 20،000 من المقاتلين الشيعة المدافعين عن وجوده، بما في ذلك جماعات إرهابية مثل حزب الله اللبناني وكتائب حزب الله، تم اقتياد أولئك الجنود الشيعة في أحدث هجوم في حلب وتدمر، كما تم استخدامهم أيضاً في معارك النظام الأخيرة في الشمال والجنوب.
و تزعم روسيا بأن "العشرات" من الجماعات المعروفة على غرار الجيش السوري الحر، والبعض من المدعومين من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، هم تحت سيطرة النصرة، وبالتالي هم أهداف مشروعة، وعلى المدى الطويل ترغب روسيا بتأمين الأسد سياسياً من خلال ترك المتطرفين وحدهم فقط ضد الأسد.
"إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بأن الهجمات الجوية الروسية كانت تستخدم من قبل الولايات المتحدة كورقة ضغط ضد حلفائها الظاهريين، في حين تقوم سلفاً بتبرير تلك التصرفات كنشاط شرعي لمكافحة الإرهاب" كما ذكر السيد هادي البحرة، الرئيس السابق للمعارضة السياسية السورية، وأضاف بأن كيري أشار لذلك بتصريحه "نحن واضحون، إن لم تقوموا باختيار أن تكونوا جزءا من اتفاق "وقف إطلاق النار"، فإنكم تختارون لربما أن تجعلوا من أنفسكم هدفاً." طارحاً كيف سيتم تفعيل استثناء جبهة النصرة من وقف إطلاق النار، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر: "إن جبهة النصرة وتنظيم "الدولة" ليسا جزءا من أي نوع من وقف اطلاق النار، وإن قام أحد ما بالتواجد مع الأناس الخطأ، فإنه يقوم باتخاذ هذا القرار بنفسه، إن قرار التواجد مع من، يرسل إشارة عن النتيجة اللاحقة".
على الأرض في سوريا، يبدو أن الكثير من التحركات الأمريكية التي يفترض منها دعم وقف إطلاق النار، وكأن الولايات المتحدة وروسيا يعملان جنباً إلى جنب لتدمير الثورة السورية، وإن كانت إدارة أوباما تقوم بوعي بالتفكير في تلك الشروط أو لا، فإن سياستها المتّبعة في سوريا، والتي توصف بأنها مجموعة فرعية من سياستها إزاء إيران، تقترب بفظاعة من فعل ذلك.
الإعلان عن الاتفاق النووي الموقّع مع إيران تم الإعلان عنه في يوليو من قبل إدارة أوباما بـ"أضيق العبارات الممكنة" على أنه اتّفاق للحدّ من التسلّح، ولكن وما وراء ذلك الخداع السياسي كانت "طموحات أعظم" تطمح إلى "فتح العلاقات مع طهران وجعلها جزءاً من التحول في الشرق الأوسط، "إن الرئيس ينوي قيادة حالة من التوازن في المنطقة ما بين إيران وجيرانها" كما قالها بشكل واضح جيفري غولدبرغ من صحيفة أتلانتيك، عقب سلسلة أخيرة من المقابلات، باختصار لم يكن الاتفاق النووي يدور حول وقف برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، بل كان يهدف إلى نزع المسألة النووية من العلاقات ما بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستستطيع توجيه إيران نحو الهيكل الأمني في الشرق الأوسط، ومن ثم سحب الاستثمارات الأمريكية من المنطقة.

مع مرور الوقت، فإن تهديد تنظيم "الدولة" سيستخدم مستقبلاً في تبرير سياسة الانفراج مع إيران، وحتى فإن الرئيس أوباما شارك دون أي مقابل في حملة الرسائل الموجهة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، والذي قام في نهاية عام 2014 على ما يبدو باستخدام التهديد الشائع لتنظيم "الدولة" كوسيط من أجل الوفاق مع الولايات المتحدة، ولكن إصرار الإدارة على متابعة هذه الدورة من السياسات بدأت حتى قبل وجود خطر تنظيم "الدولة" في الأفق، حيث بدأت نداءات أوباما لخامنئي منذ عام 2009.
لقد كان الإيرانيون يقومون بقراءة ذلك وفقاً لرؤية مختلفة، فخلال أيام من الاتفاق النووي الذي وقع مع أمريكا، متعهداً بإطلاق سراح ما يصل الى 100 مليار دولار، قام قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني بالذهاب إلى موسكو لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات التدخل الروسي في سوريا، والذي جرى التخطيط له في يونيو/حزيران، وبدأ يوم 30 سبتمبر، سليماني ذو الأيدي المضرجة بالدماء الأمريكية، قام بهذه الرحلة منتهكاً حظر السفر الذي فرض عليه، لأنه تم إدراج اسمه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولمرتين.
إن فيلق القدس هو السبب الأوضح بأنّ أي مفهوم للتوازن لا يمكن أن يعمل في الشرق الأوسط: إذ أن إيران لديها قدرات غير متناظرة، لن تستطيع ببساطة دول الخليج مجاراتها، في حين أن تقسيم الانحياز حتى ما بين إيران ودول الخليج هي طريقة أخرى للانحياز نحو إيران، ولم يكن هذا الافتراض الخاطئ الوحيد للولايات المتحدة، ولطالما كانت هناك حقيقة أساسية يتم تجاهلها من قبل الولايات المتحدة، بأن إيران لا تريد هزيمة تنظيم "الدولة"، على الأقل ليس الآن، إن القدرة على تقديم تنظيم "الدولة"، والقاعدة كالخصوم الخطيرين والوحيدين لبشار الأسد ونظامه العميل لإيران في سوريا، يزيد من شرعية الأسد الدولية.
إن وجود دويلة سنية جهادية تغطي المناطق السنية في غرب العراق وشرق سوريا ليست مصدر قلق لإيران، والتي لا يمكنها السيطرة على تلك المناطق بنفسها لأسباب بسيطة أولها القوة البشرية، وثانياً بأن ليس لديها أي حافز لفعل ذلك على أي حال، بحيث أن تهديد تنظيم "الدولة" يبقي على الأنظمة في دمشق وبغداد ضعيفة متهاونة، تعتمد على إيران، مما يسمح لطهران أن تكون الجار الداعم المسالم على حدودها، والذي لطالما أرادته، بالإضافة إلى الأراضي السورية بكونها الجسر لحزب الله اللبناني، المجموعة التي توفر القالب الأصلي لمجموعاتها الخاصة والوسيلة الأساسية للنفوذ على إسرائيل.
بالنسبة لإيران، برنامجها كان يسعى بشكل أساسي لعرض الأسد على المجتمع الدولي بكونه الخيار الأقل سوءاً، مما يجعل الولايات المتحدة متحيزة نحو سلاح جو الأسد، حيث أخبرت الولايات المتحدة إيران في وقت مبكر حين بداية الضربات الجوية في سوريا، بأن الأسد كان خارج حدود الاستهداف، وكان الهدف الوحيد هو تنظيم "الدولة"، بينما ركز الأسد طاقاته على القضاء على المعارضة المعتدلة، لإنشاء الوضع الثنائي الوحيد،( الديكتاتور أو الإرهابيون)، والذي لطالما كان دائماً ما يريده ويروّج له إعلامياً.
وبعودة القوات الأمريكية لمرة أخرى إلى العراق، هناك حيث إيران تستولي على قطاع الأمن بذات المجموعات الخاصة التي قتلت فيها الاميركيين سابقاً، فإن طهران قادرة على إضافة تهديد إضافي، إن تحركت الولايات المتحدة ضد الأسد، فإنها ستنشط حملة الميليشيات ضد قوات الولايات المتحدة في العراق.
وبوجود سياسة الولايات المتحدة في سورية الخاضعة للفيتو الايراني، فإن إيران قادرة على التدخل في سوريا بشكل صارخ أكثر من أي وقت مضى، بدءاً من تشكيل قوات الدفاع الوطني إلى قيادة تدفق الجهاديين الشيعة في أواخر عام 2012، ومن الملاحظ جداً بأن هذه الكتلة من حركة الإرهابيين الشيعة، تتكامل عميقاً في شبكة إرهابية عالمية تقودها إيران.
إن السبب في السماح لإيران بالقيام بكل هذا، هو لأن الهدف الحقيقي للمفاوضات النووية يتجلى بتأمين الشراكة في المنطقة، وهو ما يعني السماح للأسهم الإيرانية، بدلاً من الولايات المتحدة باستخدام سوريا كمسرح تثبت فيه بأن الاتفاق النووي كان أداة ضيقة، وأن هذا العدوان الإيراني في سوريا سيقاوم كل الضغوطات مهما كانت، لأن الهدف الحقيقي للمفاوضات كان يسعى للانفراج، وهنالك حاجة ماسة لأن تصل ورقة الاتفاق إلى هناك، يمكن لإيران الآن المضي قدما دون أي عائق في سوريا، واستخدام سوريا لزيادة النفوذ في المفاوضات النووية.

كما دعمت روسيا إيران بشكل علني وصريح، في دفع إمبرياليتها نحو العالم العربي، حيث كثيراً ما لعبت روسيا دور المخرب في الجهود المبذولة لكبح جماح البرنامج النووي الايراني بالطرق الدبلوماسية، خاصة في عملية بيع ايران نظام مضاد الطائرات S-300، والذي من شأنه حماية البرنامج النووي الإيراني عسكريا، بينما أصبحت زيادة التعاون الاستخباراتي ما بين إيران وروسيا مرئيةً علناً في أواخر عام 2014، ومؤخرا أصبحت هذه الخلية في تبادل المعلومات الاستخباراتية الرسمية في بغداد، تضم ايضاً الحكومة العراقية والأسد على حد سواء تحت التأثير والنفوذ الإيراني الكبير.
وهكذا أصبحت الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط في تدهور شديد بالفعل، في حين أن المحور الإيراني-الروسي بدأ يتبلور في مكانها، ولا يمكن لذلك المحور أن يجلب أي سلام، بالإضافة إلى عدم وجود أي رغبة في القيام بذلك، وتعتمد على الأدوات الطائفية والتي تخلق موازنتها الخاصة، وتؤمّن المناطق الرئيسية المطلوبة من قبل اثنين من الجهات الفاعلة الدولية الخبيثة، في حين تترك الباقي في خضم الفوضى والعنف والذي يزعزع بالفعل استقرار السياسات الأوروبية.
خلال الهجوم على حلب، كان هنالك جدال بين المؤيدين البارزين لاتفاق النووي الإيراني، والذين يعترفون بأن إدارة أوباما تدعم بشكل فعال طهران وموسكو في سوريا، إن أحد الظواهر الأكثر غرابة هو أن أولئك المستنكرين لذلك الاتفاق، لا يزالون يحافظون على تأييدهم لأفكارهم، حيث لم يقوموا أبداً بالربط ما بين الأمرين، وبأن أحدهما قاد وسهّل لوجود الآخر، ولعل هذا الاعتراف الحقيقي سيأتي، ولكن يبقى علينا أن نرى ما إن كان ذلك الاعتراف سيأتي في الوقت المناسب لإنقاذ سوريا من الاختيار المزري والخادع ما بين الجمهورية الإيرانية الإسلامية أو الدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا