بلدي نيوز
أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "التمويل غير الكافي يترك الوصول إلى الرعاية الصحية والإنجابية بعيدة المنال بالنسبة لكثير من النساء في شمال غربي سوريا".
وقالت المنظمة، في بيان لها، إن "أربعة ملايين شخص، بينهم 2.7 مليون نازحون، يعيشون في شمال غربي سوريا، 80 % منهم نساء وأطفال"، مشيرة إلى أنها "شهدت طوال الحرب في سوريا، العواقب الإضافية للنزاع على النساء، حيث يعيش الكثير منهن في ظروف محفوفة بالمخاطر ويعانين من انعدام الأمن الغذائي".
وأضافت أن "التحديات القائمة، مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، تزيد من تفاقم نقاط الضعف لدى النساء"، مشيرة إلى أن "الوصول إلى الرعاية الصحية يمثل تحدياً كبيراً بسبب انعدام الأمن، وبُعد المسافة للوصول إلى المرافق الصحية، وتكلفة الخدمات والمواصلات".
وأوضح بيان المنظمة، أن "أحد عشر عاماً من الحرب أثرت أيضاً على الصحة العقلية للنساء، حيث يعاني الكثير منهن من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة"، فيما تشير معظم النساء والمراهقات اللواتي يتلقين الدعم النفسي في مرافق منظمة "أطباء بلا حدود" إن "محنتهن مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع".
وأشارت إلى أنها تقدم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء في شمال غربي سوريا منذ العام 2012، ويشمل ذلك رعاية ما قبل الولادة وبعدها، ورعاية الأطفال حديثي الولادة، وإدارة الولادات، بما في ذلك الولادات القيصرية، واستشارة أمراض النساء، وخطة العائلة، ودعم الصحة العقلية.
ولفتت إلى أنه في العام 2021، ساعدت فرق المنظمة أكثر من 18 ألف ولادة في محافظتي حلب وإدلب، وقدمت أكثر من 200 ألف استشارة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، من خلال إدارة ودعم مشافي ومراكز صحية وعيادات متنقلة.
وقال بيان "أطباء بلا حدود" إنه "مع استمرار تزايد الاحتياجات الإنسانية شمال غربي سوريا، فإنه ما تزال هناك فجوات هائلة في الرعاية الصحية، حيث يواجه النظام الصحي الهش تحديات هيكلية، وما زال نقص التمويل يمثل تحدياً كبيراً"، مضيفاً أنه "في مخيمات النازحين، حيث تدير المنظمة عيادات متنقلة، تعبر النساء بانتظام عن مخاوفهن بشأن انخفاض توافر خدمات رعاية الأم والطفل".
وأوضح أنه "على مدار العام الماضي، شهدت المنظمة العديد من المرافق والمشاريع الصحية التي قلصت أنشطتها أو أغلقت أبوابها بعد فقدان تمويلها".
وذكر البيان أن "مئات المرافق الطبية تضررت أو دمرت بسبب النزاع، وقتل العديد من العاملين في المجال الطبي أو فروا من البلاد، كما أن الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية غالباً ما تكون غير متوفرة"، مؤكداً على أن "كل ذلك أثر سلباً على الوصول إلى الخدمات الأساسية للنساء والفتيات وحديثي الولادة".
وأكدت على أن "الاستجابة الإنسانية في شمال غربي سوريا لا تتناسب مع الاحتياجات، وهناك حاجة ملحة لزيادة التمويل للأنشطة المنقذة للحياة، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية".
وشددت "أطباء بلا حدود" على أن "النساء في شمال غربي سوريا يحتجن إلى توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية عالية الجودة على المدى الطويل للحصول على فرصة لعيش حياة صحية".