بلدي نيوز – (أمين محمد)
أكدت المعارضة السورية أنها لا تعوّل على تحوّل مهم في الموقف الاوروبي حيال الملف السوري، من شأنه وضع حد للمأساة السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات على يد قوات الأسد وحلفائه، معتبرة تصريحات وزير الخارجية البريطاني الجديد التي دعا فيها روسيا للضغط على الأسد ليتخلى عن السلطة، أشبه بـ"إبر التخدير".
وأكد أسعد الزعبي، وهو رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض، في تصريح لبلدي نيوز أنه لا يرى في تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دليلاً على تغيّر في الموقف الأوروبي، وأضاف "نسمع جعجعة الأوروبيين، ولكن لا نرى طحيناً"، معتبراً تصريحات المسؤولين الأوروبيين عن القضية السورية "أشبه بإبر التخدير غايتها إطالة الوقت"، وأضاف "موتنا هو ما يريدونه، لذا نسمع تصريحاً من هنا وآخر من هناك، كل فترة".
وحول ما تناقلته وسائل إعلام عن اتفاق الأوروبيين مع الأمريكيين على استبعاد الأسد بعد المرحلة الانتقالية، أكد الزعبي لبلدي نيوز أن قرار إزاحة بشار الأسد، وأركان حكمه عن السلطة اتخذته الثورة السورية، مشيراً إلى رفض المعارضة السورية بقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية في حال الاتفاق عليها مع المجتمع الدولي.
ودعا وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون روسيا إلى استخدام "قدرتها الفريدة" لإقناع بشار الأسد بوضع حد للقتال الذي دمر البلاد على مدى خمس سنوات.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، مع نظيره الأمريكي جون كيري في العاصمة البريطانية لندن إن "روسيا على وجه الخصوص تملك قدرة فريدة على إقناع نظام الأسد بإنهاء المذبحة، والعودة إلى طاولة المفاوضات"، واصفا الوضع الحالي في سوريا بأنه "مروع".
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن البلاد تواجه "كارثة إنسانية رهيبة". وجدد جونسون موقف بلاده بضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة، مشيرا إلى أن جميع القوى الغربية متفقة على ذلك، وفق وكالة رويترز.
وذكرت مصادر إعلامية اليوم الأربعاء أن وزراء خارجية عدة دول أوروبية أبلغوا نظيرهم الأمريكي جون كيري رفضهم ترشّح الأسد بانتخابات تلي المرحلة الانتقالية، والمتوقع أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا -وهما راعيا عملية التفاوض في سوريا- على أن تبدأ خلال الصيف الراهن على أن تنتهي بعد عام، ولكن المعارضة لا تزال تصر على أنها لن توافق على مرحلة انتقالية يكون بشار الاسد جزءا منها، متمسكة بمبدأ تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات يُتفق عليها على طاولة التفاوض، تدير مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات نيابية، ورئاسية وفق دستور جديد. فيما يرفض الأسد فكرة الانتقال السياسي بالمطلق، ويعتبر نفسه "فوق التفاوض"، ويدعو إلى اشتراك المعارضة مع نظامه فيما يسميه بـ"حكومة وحدة وطنية"، الأمر الذي أدى إلى تعليق المعارضة السورية لمشاركتها في مفاوضات جنيف منذ نيسان الفائت، حيث وصلت العملية السياسية إلى طريق مسدود في إصرار بشار الأسد على الحسم العسكري، مدعوما من موسكو، وطهران.