هل انضم "التحالف الدولي" إلى قائمة الإرهابيين؟ - It's Over 9000!

هل انضم "التحالف الدولي" إلى قائمة الإرهابيين؟

بلدي نيوز – (حسام محمد - هبة محمد)

عندما سمع السوريون للمرة الأولى عن ولادة ما سمي بـ "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب في سوريا، اعتقد الشعب السوري بأن الفرج اقترب، وأن الأسد سيحال إلى محكمة الجنائيات الدولية، بعد ارتكابه أفظع الجرائم بحق الشعب، الذي طالب فقط بالتغيير، ولكن التحالف الدولي أجاب السوريين بصواريخه المدمرة، بأن الأسد غير موجود قطعياً على اللائحة السوداء، وأن إرهابه هو "إرهاب جيد" ولا يشكل مشكلة للغرب.

التحالف الدولي رفع شعار "مكافحة الإرهاب"، ذلك الشعار الذي تحول لصواريخ ذكية مدمرة، لم تجلب للسوريين سوى المزيد من الموت، ومضاعفة أعداد الضحايا بذريعة قتال تنظيم "الدولة".

 مجازر متتالية بحق المدنيين السوريين، يتبادل التحالف الدولي بقيادة أمريكا ارتكابها، في أكثر من محافظة سورية مع النظام وروسيا.

التحالف الأمريكي نفسه لم يتردد في تشكيل وتسليح ودعم ميليشيات مرتزقة كردية أو غيرها، لإحلالها في المناطق التي ينسحب منها تنظيم "الدولة"، بغية إحداث شرخ اجتماعي في النسيج السوري، وإكمالاً لعملية التغيير الديموغرافي، وخلق عداوات وثارات بين مكونات الشعب السوري، ستتحول لشلالات من الدماء مع الزمن.

الصحفي السوري أحمد عاصي قال لبلدي نيوز: "هنالك توافق دولي من كل الأطراف التي دخلت الصراع في سوريا على استهداف المدنيين بحجج وذرائع مختلفة، أهمها قضية مكافحة الإرهاب"..

 وأضاف: "إن التحالف منذ تدخله في سوريا إلى الآن، قتل المئات من المدنيين، فحتى لو كان الأمر صحيحاً، وأن التحالف يستهدف الإرهابيين فيما يزعم، فالمفروض أن يتجنب المدنيين، فالأطفال والنساء لا شأن لهم بكل ما يحصل، لكن تكرر حتى الآن استهداف القرى والأحياء السكنية، إضافة إلى استهداف مخيمات النزوح من قبل طيران التحالف".

أما الناشط الإعلامي "ماجد عبد النور" أحد أبرز الناشطين الإعلاميين في حلب وريفها فيرى أن التحالف الدولي دعم التشكيلات التي تواكب أهواءه بالسلاح والمال، مقابل إحداث تغيير على الأرض لصالح القوى الكبرى، مشيراً إلى أن انتهاكات هذه التشكيلات، كانتهاكات التحالف الدولي لم يسلم منها السوريون، في كافة المناطق التي خلقت فيها هذه التشكيلات.

ورأى الناشط الإعلامي، أن التحالف الدولي كرس عبر أفعاله ومجازره الإرهاب بأبشع صوره، رغم أنه ادعى قتاله  في سوريا، وأن حضوره العسكري جاء لأجل إنهائه، وأن حديثه عن مكافحة الإرهاب لا يحاكي الواقع إطلاقاً، مضيفاً:  لو أن التحالف الدولي فعلاً جاء لمقارعة الإرهاب، لرأينا الأسد اليوم في محكمة الجنايات الدولية، لا على وسائلهم الإعلامية ضمن سياسة إعادة تسويق الأسد من جديد".

أما المقدم المنشق عن قوات النظام "محمد أبو بهجت" فأشار خلال اتصال خاص مع بلدي نيوز، أن تعريف الإرهاب لدى الغرب ككل ولدى الولايات المتحدة على وجه التحديد، وكذلك محاربته تتناسق بشكل جوهري مع أهدافهم ومصالحهم فقط.

وأردف المقدم بالقول: "هذه المعادلة نراها بوضوح في سورية منذ أشهر، فالتحالف الدولي بقيادة أمريكا لا يريد أن يرى ولا رغبة لديه في اعتبار الانتهاكات والجرائم المخيفة التي ارتكبها بشار الأسد إرهاباً، وهذا ليس حباً بالأسد ونظامه، بل لأن الأسد ينفذ لهم ما يريدون، ويحقق لهم مصالحهم والأهداف التي جاؤوا إلى سوريا من أجلها".

الضابط المنشق أكد أن الإرهاب لا يمكن تجزئته، فالتحالف الدولي أسقط القيم الأخلاقية للدول المشاركة فيه، واستحل دماء السوريين بذريعة قتال تنظيم "الدولة"، واليوم بات التحالف الدولي يرتكب فظائع تغلب فيها على ممارسات تنظيم "الدولة" الذي ادعى التحالف قدومه إلى سورية لوضع حدٍ لها، وفق تعبير المصدر.

وفي السياق، فقد ارتكب التحالف الدولي "لمكافحة الإرهاب" مجازر مروعة خلال الساعات القليلة الماضية في ريف حلب، قتل خلالها ما يزيد عن 150 مدنياً سورياً جلهم من النساء والأطفال، بعد تنفيذه لعشرات الغارات الجوية ضد مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في منبج وجرابلس وضواحيهما.

الكاتب والمعارض السوري "فواز تللو" أفاد لبلدي نيوز، أن ما يجري في سوريا ليس محاربة الإرهاب، بل تغذيته بإرهاب مقابل يقوده التحالف الأمريكي، الذي يقصف في الشمال لتغطية الميليشيات الكردية متعددة التبعيات لروسيا وإيران، وكذلك تفعل روسيا وإيران اللتان تقصفان في مناطق أخرى.

واعتبر "تللو" تغذية الإرهاب إرهاباً، ويتمثل بتهجير السنة العرب في العراق وسوريا بحجة تنظيم الدولة، بالاستعانة بميليشيات عرقية ودينية مدعومة غربياً، فلو كانوا جديين في محاربة الإرهاب، فعليهم أن يدخلوا في شراكة مع السنة العرب في سوريا والعراق، حسب ما يراه تللو .

من جهته الكاتب والشاعر السوري محمد دركوشي قال لبلدي نيوز: "القوى المسيطرة على العالم من جمعيات ومنظمات سرية تحكم العالم بواجهات ديموقراطية، وهذه القوى تصنع العدو وتروج له في الإعلام لتبرير إشعال النزاعات في مناطق كثيرة من العالم، مثل إفريقيا والشرق الأوسط وتدعم الطغاة والمستبدين فيها، لتبقى هذه المناطق سوقا لتصريف السلاح".

واعتبر الكاتب "أن القاعدة والتنظيم والخميني منتجات غربية بحتة هدفها خلق التوترات وبث الفوضى، فليس هناك أفضل من الاستثمار في الدم، وأن التحالف الدولي ليس هدفه محاربة الإرهاب، لأن من يريد محاربة الإرهاب يحارب أسبابه، ومنها الظلم الاجتماعي والسياسي، الذي يمارسه أمثال بشار الأسد بحق الشعب السوري، وإسرائيل بحق الفلسطينيين".

واستطرد الكاتب بالقول: "التحالف الدولي لا يريد محاربة الإرهاب، لأن من يريد ذلك لا يدعم ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية، لخلق عداء تاريخي بين السنة والشيعة مثلا، فهدف التحالف الدولي تعميم التجربة العراقية (الاقتتال الطائفي) على عموم المنطقة، لخلق كنتونات طائفية عرقية دينية، تكون إسرائيل هي الكانتون الأقوى فيه" .

مقالات ذات صلة

القوات الروسية تجري تدريبات مشتركة مع قوات النظام في طرطوس

"الشبيبة الثورية" تحرق أحد مقرات "الوطني الكردي" في الحسكة

نظام الأسد يدعو للاستثمار ويتعهد بكسر الحصار الاقتصادي

صيف سوريا سيبدأ في أيار المقبل

إدانة أمريكية لاستهداف قواتها شرقي سوريا

شهيد مدني بقصف النظام على ريف حلب