على هامش الانقلاب الفاشل.. قتلى"أسديّون" بطلقات وأوهام طائشة! - It's Over 9000!

على هامش الانقلاب الفاشل.. قتلى"أسديّون" بطلقات وأوهام طائشة!

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

كان ليلاً حالكاً في تركيا، إلا أنه انجلى عن انتصار للديمقراطية، خيار حسمه الشعب التركي بشكل واضح وقاطع، مدافعاً عن خياره واختياراته الديمقراطية.

ولا أبالغ إذ قلت بأن الانتكاسة الأكبر، وخيبة الأمل والخزي، لم تكن للانقلابيين الأتراك، بمقدار ما كانت لأنصار وشبيحة بشار الأسد.

إذ سارع أنصار الإرهاب والإجرام في دمشق ومناطق سيطرة النظام السوري، لإعلان سقوط الشرعية في تركيا مع تلقف أول خبر عن بدء محاولة انقلابية، وراحت وسائل إعلامهم تبث الشائعات وهم يرددون صداها في الشوارع بأصوات الرصاص، الرصاص ذاته الذي به قتلوا كل سعي للحياة الحرة الكريمة في سوريا.

"الجيش التركي يتسلم السلطة وأردوغان يهرب خارج البلاد"!.. كان هذا الخبر الأول الذي تناقلته صفحات شبيحة الأسد، لبيع وهم إضافي مؤقت لمؤيديهم، معلنين نصر رئيسهم القابع في أقبية المهاجرين على رئيس شرعي ظل رغم محاولة الانقلاب حاضراً بين الشعب ولم يغب لحظة واحدة، حيث أطل أربع مرات في أقل من أربع ساعات، وهبط بطائرته في مطار اسطنبول في ليلة الانقلاب نفسها، وبينما كان الانقلابيون على مقربة من المطار أو ربما داخله..

مؤيدو الأسد وشبيحته طارت بهم الأحلام ولفت بهم مطارات العالم وعواصمه، فمنهم من أنزل طائرة أردوغان "الهارب" في ألمانيا، ومنهم من قال إن روسيا وحدها هي من يمكن أن تمنحه حق اللجوء، ورغم انسحاب القوى الانقلابية من مطار أتاتورك باسطنبول أمام عدسات الكاميرات وسط مراقبة العالم أجمع، قالت "الإخبارية السورية" في تمام الساعة الخامسة والنصف فجراً إن الانقلابيين عادوا للسيطرة على المطار!.. وتحدثت عن أربعين قتيلاً في أنقرة، فيما رد معلق على الخبر، بأن قتيلاً وعدة جرحى قد سقطوا في مناطق حلب الموالية بإطلاق نار عشوائي، ابتهاجاً بـ "السقوط الوهميّ"، وتحدث آخر عن سقوط 40 جريحاً باحتفالات شبيحة اللاذقية.

استثمار وتمويه

"محللون" بمرتبة شبيحة دعوا إلى استثمار الحدث على الساحة الداخلية، بشن هجوم مفاجئ على بعض الجبهات، كما فعل شخص يدعى "د. أمجد بدران" إذ كتب: "يجب استثمار لحظات الإنقلاب في ‫تركيا سواء فشل أو نجح جزئياً أو كلياً، يجب شن هجوم كبير في حلب وريف ‫اللاذقية والآن."

إلا أن هذه "الآن" مضت وانقضت ولم يحدث شيء غير استباق الفرحة التي لم تتم بتوزيع المشروبات الروحية في شوارع اللاذقية على السكارى لتضخيم أحلامهم وتغييبهم عن لحظة الحقيقة المُرَّة!..

أما المحلل "الفذ"، ناصر قنديل، فقد سارع للمباركة لسوريا بخروج تركيا من المعادلة، فقال: "مبروك سورية نجح الانقلاب أم لم ينجح فتركيا قد تغيرت وفشل الانقلاب سيعني أن تواجه تركيا وضعا داخليا تخرج من معادلة سوريا". متجاهلاً ومتناسياً تماماً –كعادته- أن الثورة هي ثورة السوريين وأنهم وحدهم من يكافحون فيها ضد الأسد وعصابته.

ليأتي الرد من مؤيد محتقن على المحلل الفذ، فيعلق بالقول: "بلش يضرب مقصات لورا بعد ماعملوا الناس مسخرة يلي مات بالرصاص الطايش عنا أكتر من يلي ماتوا بتركيا".

أما "سالم زهران" فقد كان أذكى وأعمق وأقدر على التركيب والاستنتاج، وعلى مبدأ "2 بـ1" أعلن سقوط "أردوغان"، ورأى أن إجازة ملك السعودية في المغرب، سيتبعها "انقلاب أبيض" في المملكة!..

تمجيد "البوط"!

أسباب كثيرة دفعت المؤيدين والشبيحة للاحتفاء باحتمال سقوط الشرعية في تركيا، على رأسها ولعهم بالحذاء العسكري وحكم العسكر، فالعبيد يقاومون محاولات تحريرهم ويموتون دون ذلك، وهم الذين أقاموا أكثر من نصب تذكاري للبوط العسكري، وتباهوا بوضعه على رؤوسهم، وهم الذين تباهوا ويتباهون بالسجود لرئيسهم، فكيف يمكن أن يحتمل هؤلاء فكرة أو حقيقة أن شعباً خرج بصدور عارية لمواجهة الدبابات وإسقاط الانقلاب، ولم يحمل واحد من الملايين التي خرجت صورة لرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، بل رفعوا علم بلادهم وحسب.. فهم يدافعون عن خيارهم الديمقراطي وليس عن شخص رئيس أو حزب حاكم..

هؤلاء الذين رفعوا في وجه ثورة الكرامة شعار "الأسد أو نحرق البلد"، لا يمكن أن يفهموا مطلقاً ما معنى الانتماء للأرض والأمة والهوية..

وستبقى المعادلة الصادمة الجديدة اليوم، ماثلة في الحاضر والتاريخ والمستقبل، بين شعب اعتلى الدبابات وواجهها بلحمه انتصاراً لإرادته، وبين شرذمة قتلوا وشردوا "أهلهم" انتصاراً لعبوديتهم ودفاعاً عن حقبة مظلمة من التاريخ، سيخرج منها السوريون أحراراً معلنين فجراً يليق نوره بتضحياتهم التي تجاوزت حدود الممكنات وحتى المستحيلات.

مقالات ذات صلة

بم صرح سفير تركيا لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا؟

دبلوماسي غربي يكشف عن سبب صمت النظام حيال ما يجري في فلسطين

بالآلاف.. أهالي السويداء يتظاهرون للمطالب بالتغيير السلمي في سوريا

علي مملوك من موسكو يشكر روسيا على مساندتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا

وكالة فرنسية: ميليشيات إيران قلصت وجودها جنوب سوريا

القوات الروسية تجري تدريبات مشتركة مع قوات النظام في طرطوس