بلدي نيوز
أكدت صحيفة عبرية، أن صفقات الغاز الإسرائيلي مع الأردن، الذي يستخدمه في إنتاج الكهرباء وتزويد لبنان بجزء منه، لن تنجح في إبعاد إيران من سوريا ولا من لبنان، خاصة في ظل إمكانية دخول الغاز الإيراني السوق العالمية بقوة.
وقالت صحيفة "هآرتس/ ذي ماركر" في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، إنه رغم نفي الإدارة الأمريكية وجود اتفاق لبيع تل أبيب الغاز إلى لبنان، إلا أن "الزبد ما زال يطفو فوق الماء، واتفاق لنقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن لسوريا ومن هناك إلى لبنان، وقع في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وبحسب الاتفاق المذكور، "ستنقل مصر الغاز إلى لبنان عبر أنبوب الغاز العربي الذي يمر من سيناء مرورا بالعقبة ومنها لحمص في سوريا ومن هناك إلى لبنان، وفي موازاة ذلك، مع استكمال ترميم خطوط الكهرباء بين الأردن وسوريا ولبنان فستبيع عمان الكهرباء إلى بيروت".
ولفت إلى أن "الغاز الذي تبيعه إسرائيل للأردن يستخدمه لإنتاج الكهرباء التي سينقل جزء منها إلى لبنان؛ لكن إسرائيل والأردن وبالأحرى لبنان، لم توقعا على اتفاق ينص على أنه سيتم الفصل بين غاز وغاز، فالغاز الإسرائيلي لن يستخدم لإنتاج كهرباء أردنية سيتم تحويلها إلى لبنان، لأنه ببساطة لا توجد طريقة عملية لتنفيذ هذا الفصل".
وأفادت "هآرتس/ ذي ماركر"، بأن "التقارير حول اتفاق الغاز بين إسرائيل ولبنان، أوضحت أنه استهدف تقليص نفوذ إيران في لبنان وسوريا، وتقليص نفوذ حزب الله في لبنان"، مضيفة بلغة ساخرة أنه "فقط ينقص التقدير -الذي بحسب الاتفاق- سيقود لسلام عالمي، أو على الأقل يخفف من الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية".
ونبهت إلى أن "تأثير إيران في لبنان لا يستند لصهاريج النفط المنفردة التي أرسلتها في أيلول/ سبتمبر الماضي لميناء بانياس السوري، بناء على طلب من حزب الله، وحتى الولايات المتحدة هزت الرأس ولم تمنعها"، موضحة أن "حزب الله عندما سمع عن اتفاق لتصدير الغاز والكهرباء من مصر والأردن لم يعارض، وحافظ على صمته عندما كتب أن الكهرباء الأردنية المخصصة للبنان يتم إنتاجها بغاز إسرائيلي، وسبب ذلك، أن استقرار لبنان هو مصلحة مشتركة لحزب الله وإيران وسوريا وأيضا لإسرائيل".
وزعمت "هآرتس/ ذي ماركر"، أن "الحديث الحثيث عن المطالبة بمقابل سياسي أو عسكري مقابل موافقة إسرائيل على تحويل الغاز إلى لبنان، هو أمر لا أساس له، ليس فقط لأن إسرائيل لا تبيع الغاز إلى لبنان، بل لأنها لا تستطيع أن تفرض الفيتو على بيعه من الأردن ومصر، وبالأساس عندما تكون الولايات المتحدة هي التي هندست هذا الاتفاق بينهم".
ورأت أن من يحلمون ويتخيلون شرق أوسط فيه الغاز الإسرائيلي يغير أنظمة ويبني تحالفات ويهز "حزب الله" ويبعد إيران من سوريا، هؤلاء يجدر بهم الاستعداد لدخول إيران لسوق الغاز العالمية، وخاصة السوق الأوروبية، مؤكدة أن "اكتشاف إيران لحقل غاز ضخم، يضعها على رأس قائمة الدول المنتجة للغاز في المنطقة".
ورجحت "هآرتس/ ذي ماركر"، أنه "في حال رفع العقوبات، فإن إيران تستطيع أن تبيع أو تمنح بالمجان الغاز وبكميات كبيرة إلى لبنان، وتضمن بذلك نفوذها السياسي-الاقتصادي في هذه الدولة، وحتى أنها تجعل من شراء الغاز والكهرباء من مصر والأردن أمرا غير ضروري، وبناء على ذلك فإننا نقترح عدم حبس الأنفاس قبل طرد إيران من سوريا ولبنان بمساعدة أبخرة الغاز الإسرائيلي".
ترجمة: عربي 21