"الحياة" و"الشرق الأوسط".. شيطنة تركيا من البوابة السورية - It's Over 9000!

"الحياة" و"الشرق الأوسط".. شيطنة تركيا من البوابة السورية

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

لا يمكن التشكيك بأن صحيفتي "الحياة" و"الشرق الأوسط" هما من أهم الصحف العربية وأكثرها عراقة وحفاظاً على التقاليد.

إلا أن هذا لا ينفي تورطهما –كما معظم الصحافة العربية- في اللعبة السياسية، لتصبحا طرفاً في النزاعات والمعارك السياسية، ما يستدعي بالضرورة "تزييفاً وتزويراً وتأويلاً بالهوى"، كما حدث في تناول القضية التركية في الصحيفتين، ولعبتهما "الذكية" باستجداء عواطف القراء، من خلال محاولة إظهار تركيا وكأنها المسؤول الأول والأخير والوحيد عن تراجع مكاسب الثورة السورية، بل وربما وأدها، كما يُخيّلون.

كما أن الثورة السورية بمنأى عن الانتماء لأي طرف سياسي، وهي ثورة شعب خارج أطر السياسة وتجاذبات الجماعات والأحزاب المتناحرة.

هذا كله، ونظراً لانعدام الأدلة التي توافق الهوى السياسي للصحيفتين، يقوم على مبدأ "التأويل"، وتحميل التصريحات ما لا يمكن أن تحتمل ولا يتوافق والمواقف الماثلة على الأرض.

"موسكو تُقنع أنقرة بتطبيع علاقاتها مع دمشق"

كان هذا هو العنوان الأول الذي تصدّر الموقع الإلكتروني لصحيفة "الحياة" اليوم الخميس، وكما العادة، فإن كاتبه هو المحلل والصحفي التركي المعارض "يوسف الشريف"، المعروف بعدائه لسياسة تركيا الراهنة، وقد بنى تقريره التحليلي اليوم، كما في كل مرة، على تأويلات لما صدر من تصريحات يوم أمس عن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، وتصريحات قريبة منها قبل أيام للرئيس التركي أردوغان.

ولم يلتفت التقرير إلى النفي الرسمي والتصريحات التوضيحية التي صدرت عن مجلس الوزراء، ومن ثم على لسان بن علي يلدريم نفسه اليوم، حيث قال حرفياً "ما لم يُغيَّر بشار الأسد، فإن شيئا لن يتغيّر في السياسة التركية وتوجهات الجمهورية اتجاه سوريا".

وهذا ما تثبته الوقائع على الأرض لحد الآن، وإن كانت سياسة الحكومة الجديدة تقول صراحة بالعودة إلى "تصفير المشاكل"، وترميم العلاقات شرقاً وغرباً، ولكن ليس على حساب المبادئ، كما تقول تركيا، وهنا نذكّر بأنهم يقصدون المبادئ و"المصالح" التركية، وليس مبادئ دولة أخرى أو شعب آخر.

"أردوغان يدير ظهره للسوريين ويطبّع مع الأسد"

هذا العنوان الذي أبرزته "الشرق الأوسط" اليوم، مستندة إلى التأويلات ذاتها، ومستحضرة كلمة "الأسد" من الغيب، ربما تعبيراً "عما يدور في أنفس بعض محرريها من أمنيات"، كما عبر الكاتب الصحفي السوري محمد منصور، في تحليل تناول به المادة.

وفي مقاربة نقدية مهنية موضوعية، واستنكاراً لاستثمار الثورة السورية في حروب سياسية جانبية، قال منصور: "حين فجر السوريون ثورتهم، كانت علاقات الأسد وأردوغان في قمة ازدهارها.. وهم لم يثوروا متأملين من أدروغان أن يكفل لهم النصر، أو يضمن لهم حماية دولية، في عالم لم يخجل فيه ممثلون عن البرلمان الأوروبي من زيارة مجرم حرب ومصافتحه بعد خمس سنوات من ارتكاب المجازر والقتل والتدمير اليوميين".

ورأى الكاتب والناقد أن المانشيت يحمل "لهجة تشفٍّ بالسوريين"، مؤكداً أن السوريين "سواء أدار أردوغان ظهره لثورتهم، أم لم يدر، فهذا لن يجعلهم يحجون إلى أفرع الأمن ويطلبون الصفح والرضا من المجرم بشار الأسد".

وبكل حيادية أضاف منصور: "شخصياً لا أكذّب (الشرق الأوسط) بل سأترك مانشيتها ومعلوماتها الخاصة للأيام، لنر مدى صدقيتها، ومدى حياديتها في التعبير عن الحالة المقبلة بدقة.. وبعيداً عما في أنفس بعض محرريها من أمنيات!".

وما نتمناه كسوريين أولاً ومن ثم كقراء، أن تخرج علينا الصحيفتان، والصحف العربية كلها، بإبراز المواقف الأخوية والشجاعة والمصيرية التي اتخذها أو سيتخذها أو من المحتمل أن يتخذها إخوتنا العرب تجاه قضيتنا.. فإن لم يفعلوا، فلينقلوا بشجاعة ومسؤولية كيف يتم الاعتداء على اللاجئين في لبنان من قبل جيشها البطل، وكيف يتم إذلالهم وتركيعهم وحرق خيامهم، أو فلينقلوا صوراً من مخيمات الشقاء في دول الجوار، أو فليسربوا ماذا يدور بداخل غرف صناعة القرار العربي التي تفرض الجمود على بعض جبهات القتال في سوريا، وتمنعها من دعم جبهات أخرى، تحت التهديد بمنع التسليح عن المقاتلين والخبز عن المدنيين!.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا