بلدي نيوز – طرطوس (هبة محمد)
استقبلت طرطوس خلال النصف الأول من الشهر الحالي قرابة الثلاثين قتيلا بينهم رتب رفيعة المستوى، كالعقيد الطيار ماهـر جابـر قشعـور الذي قتل صباح اليوم في دير الزور، وهو من أبناء قرية بيت المرج في القدموس، وقبله العميد "محمـد صيـوح" الذي لقي حتفه في معارك ريف اللاذقية، وهو من أبناء بلدة بانياس، فضلا عن مجموعة من رتبة "نقيب وملازم أول" وهم النقيب "محمـد علـي ديـب" من صافيتا، والملازم أول "مجـد ميهـوب" من بانياس، والملازم أول "مضـر وفيـق رستـم، ومحمـد علـي سليمـان، شحـادة عيسـى سليمـان".
وتشمل قائمة القتلى أيضاً ضباطاً من المخابرات العسكرية وهم "إبراهيـم محمـد العلـي" و"غيـاث نجـار" إضافة إلى قائد مجموعة "فهد 3 " إبراهيـم مصطفـى القيضبـان، مع نائبه "عامـر هاشـم علـي"، حيث لقوا مصرعهم على يد كتائب الثوار في مزارع الملاح بحلب، وجميعهم قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية، مع عشرين آخرين من المتطوعين ضمن الميليشيات المسلحة ومقاتلي الدفاع الوطني.
وعلى الرغم من أن محافظة طرطوس الساحلية بمنأى عن الحرب السورية حتى الساعة على أقل تقدير، كما بقيت هذه المحافظة خلال هذه السنوات الماضية شبه بعيدة عن العمليات العسكرية إلا بعض الهجمات التي تبناها تنظيم "الدولة"، إلا إنها دفعت ومازالت تدفع أكبر فاتورة من شبابها ثمنا لبقاء بشار الأسد في سدة الحكم.
طرطوس أو كما باتت تعرف اليوم بمدينة "الموت" على خلفية خسارتها الهائلة للشبان المتطوعين في صفوف قوات النظام والميليشيات الرديفة له، والتي باتت تقود أغلب المعارك على الجبهات السورية التي يقارب عددها الـ 400 جبهة.
وتقع محافظة طرطوس على الساحل السوري وتضم العشرات من المناطق الموالية للنظام السوري، والتي كان لها الأثر الأكبر في انتشار ما كان يعرف بادئ الثورة الشعبية في البلاد بـ "اللجان المحلية" التي تم تسلحيها من قبل مستودعات قوات النظام الحكومية.
فشل قوات الأسد وهذه الميليشيات في وأد الثورة السورية، نتج عنه ضخ آلاف المدنيين الجدد لصالح تعزيز سفك الدم السوري ودفع الثورة السورية نحو إظهارها على أنها حرب طائفية وأهلية، وتزامناً مع ذلك بدأت محافظة طرطوس بإفراز تشكيلات جديدة سميت بميليشيات "الدفاع الوطني".
ووسّع الأسد من خلال عدة أوامر أصدرها وصلاحيات قدمها لضباطه دائرة نفوذ هذه الميليشيات حتى انتقلت عدواها إلى عموم المحافظات، مقيمة مئات الحواجز، مقتحمة المنازل لسرقة الأثاث ونهب المقتنيات بحجة أنها تتبع لـ "الإرهابيين التكفيرين".
كما تعتبر هذه الميليشيات في سوادها الأعظم تحت قيادة وإشراف "شبيحة الأسد" الذين ينحدرون من طرطوس، وقتل من هذه الميليشيات الآلاف خلال وقفوهم بصف الأسد في سفك الدم السوري، فيما لا تزال طرطوس وضواحيها حتى الساعة تستقبل أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، وسط اعتقاد كبير في أوساط الموالين بأنهم يقاتلون دفاعاً عن محور المقاومة والممانعة الذي عرّته الثورة السورية وكشفت زيف ادعاءاته.