بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
تواصل الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الروسي وقوات النظام قصفهما الجوي والبري، على بلدات وقرى ريفي إدلب وحماة بشكل مكثف، منذ أسبوع، في حملة قصف تستهدف بشكل أساسي المنشآت الحيوية في المنطقة.
انفراجات وفتح معابر
وحول مستقبل منطقة شمال غرب سوريا على ضوء التصعيد من طرف النظام وروسيا، توقع الباحث في "مركز عمران للدراسات" علي العبد المجيد، أن تحمل سنة 2022 بعض الانفراجات الجزئية في الملف السوري، تتعلق بفتح المعابر، وإعادة تأهيل وتنشيط الطرق الدولية.
وعن التوقعات بشن عملية عسكرية برية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية على إدلب، أشار "المجيد" في حديثه لبلدي نيوز إلى إنه لا توجد دلائل تدعم هذه الفرضية.
وأوضح أنه يوجد عدة أسباب تعيق العملية العسكرية بالنسبة للنظام، وهي وجود جسم عسكري وإداري موحد بإدلب، وتموضع القوات التركية على امتداد الجغرافية في إدلب وخاصة بجبل الزاوية، إضافة لضيق المنطقة الممتدة من جبل الزاوية جنوباً حتى الحدود التركية والتي تقدر بـ 40 كليومترا، إضافة إن القصف الروسي وقصف النظام على إدلب زاد التلاحم الشعبي بين سكان المنطقة، حسب رأيه.
وقال إن تركيا لن تسمح بأي عمل عسكري على ادلب، لأن ادلب محل اهتمام وانتشار كبير للقوات العسكرية التركية، وهي تشكل الخاصرة المهمة لتركيا وأمنها القومي، هذا من جانب ومن جانب آخر لا يمكن أن تتحمل تركيا بظل وضعها الاقتصادي الحالي، موجة نزوح جديدة تهدد الوضع الاقتصادي أو الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
ضغط خشن
بالمقابل، توقع الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن تستمر روسيا في استخدام التصعيد الميداني في إدلب كوسيلة للضغط الخشن على المعارضة، وبالتالي على تركيا الداعمة والضامنة للمعارضة السورية، وذلك للحصول على مكتسبات سياسية، وأخرى تتعلق بتخفيف آثار العقوبات عن النظام.
وفي حديثه لبلدي نيوز، قال"علوان"، إن "وقف إطلاق النار مستقر بتفاهمات بين تركيا وروسيا وبتوجه إقليمي ودولي عام يمنع أي معارك واسعة في سوريا بشكل عام، وبالتالي فمن المستبعد على الأقل في النصف الأول من العام 2022 حدوث معارك في إدلب"، مشيرا إلى أن محاولات التسلل والاشتباكات المحدودة زمانياً ومكانياً والقصف كأداة للضغط السياسي من المتوقع أن تستمر.
ولفت أن من "الأهداف الرئيسية لروسيا عدم استقرار المناطق الخارجة عن سيطرة النظام كنموذج يظهر الخلل والفوضى في مناطق سيطرة النظام، وكذلك من أسباب استمرار التصعيد بقاء ملفات خلافية عالقة بين تركيا وروسيا يتم ترحيلها في كل لقاء تفاوضي بين الجانبين".
وعن الموقف التركي من أي عملية عسكرية لقوات النظام، قال الباحث "علوان"، إن "أنقرة أعلنت أنها لن تسمح بالتقدم العسكري للنظام، وبعد التدخل التركي في الربع الأول من عام 2020 وإيقاف النظام من خلال المواجهات المباشرة تغيرت معادلة المعارك على الأرض، وبذلك استقرت الخريطة السورية لأكثر من 22 شهراً"، مضيفا أن "الموقف التركي ما يزال كما هو لم يتغير ويمنع بالوجود العسكري المباشر أي خرق لاتفاق موسكو في آذار/مارس 2020".