ملخص لأبرز الأحداث السياسية لعام 2021 في سوريا.. هل هناك مؤشرات للتطبيع؟ - It's Over 9000!

ملخص لأبرز الأحداث السياسية لعام 2021 في سوريا.. هل هناك مؤشرات للتطبيع؟

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

مقدمة:

شهدت الساحة السياسية الخاصة بالملف السوري زخما، وانقلابا إلى حدّ كبير، تجاه نظام اﻷسد، من بعض اﻷنظمة العربية والغربية، خاصة بعد سيطرة الأخير على ما يقارب 70% من الأراضي السورية، ويمكن توصيف العام 2021، حسب محللين بـ"عام التطبيع مع النظام"، أو محاوﻻت تعويمه.

بالمقابل، لا توجد مؤشرات سياسية ترجح فرضية عودة النظام، إلى الساحة الدولية واﻹقليمية، رغم بعض الأحداث السياسية المتتالية والمتغيرات في عمق العلاقات السورية الدولية والعربية.

ويمكن رصد أبرز الأحداث السياسية في الملف السوري، على النحو التالي:

أستانا وتجديد التفاهمات

أصدرت تركيا وروسيا وإيران بيانا ثلاثيا في ختام الجولة 15 من مباحثات مسار أستانا، الذي عقد على مدار يومين في مدينة سوتشي الروسية.

والواضح أن البيان الختامي اكتفى بالتأكيد على ضرورة تنفيذ جميع التفاهمات المتعلّقة بإدلب، ما يعني استمرار التهدئة لـ6 أشهر إضافية بموجب ما تنصّ عليه مذكرة خفض التصعيد أو حتى انعقاد جولة أستانا 16 والتي تم تحديدها بمنتصف عام 2021.

مؤتمر بروكسل لجمع التبرعات

انطلقت في 30 آذار/مارس، أعمال مؤتمر بروكسل الخامس، لدعم مستقبل سوريا والمنطقة.

وكالعادة؛ من النسخ القديمة التي بدأت في نيسان/أبريل 2017، تعهد المانحون الدوليون بتقديم مساعدات مالية للسوريين بنحو 6,4 مليار دولار خلال مؤتمر المانحين المنعقد في بروكسل.

عقوبات أوروربية على النظام

مدد اﻻتحاد اﻷوروبي، في 27 أيار/مايو 2021 العقوبات الأوروبية على نظام اﻷسد، لسنة أخرى حيث تم تمديدها حتى 1 حزيران/يونيو 2022 للمرة العاشرة على التوالي.

وقال المجلس عبر موقعه الرسمي، إنه شطب خمسة متوفين من القائمة، وأصبحت تضم الآن 283 شخصا مستهدفا بتجميد الأصول وحظر السفر إلى جانب 70 كيان خاضع لتجميد الأصول.

مسرحية اﻻنتخابات

وكالعادة، وبحصيلة أصوات أقل بقليل مما اعتاد عليها حافظ اﻷسد، فاز "بشار اﻷسد" بنسبة 95.1 بالمئة من عدد أصوات الناخبين، في "مسرحية اﻻنتخابات الرئاسية"، التي لاقت انتقادات دولية، وسخرية واسعة.

المؤتمر الوزاري الموسع بشأن سوريا

كما انعقد المؤتمر الوزاري الموسع بشأن سوريا، برئاسة انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة وبمشاركة 15 من ممثلي مجموعة السبع الكبرى (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا، الولايات المتحدة)، والمجموعة المصغرة (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، مصر، السعودية، الأردن)، وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إضافة إلى إيرلندا والنرويج المسؤولتين عن الملف الإنساني في مجلس الأمن.

وجدد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر التأكيد على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.

كما أشار المؤتمرون إلى أن "الحل السياسي الشامل" حسب القرار 2254 هو "الوحيد الذي سينهي الصراع السوري الذي دام عقدا من الزمن ويضمن أمن الشعب السوري وتحقيق تطلعاته".

عودة إلى "استانا"

وانطلقت في عاصمة كازاخستان "نور سلطان"، بتاريخ 7 تموز/يوليو، جولة مفاوضات حول التسوية السورية برعاية روسيا وتركيا وإيران.

ولم تخرج الجولة عن التأكيد بأن البنود الرئيسية في جدول أعمال المحادثات تتضمن إيصال المساعدات الإنسانية واستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية.

التقارب بين الأردن والنظام

الخطوة اﻷولى في "التطبيع" مع النظام، بدأت عبر "اﻷردن"، حيث استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي وزير الدفاع ورئيس أركان جيش النظام، العماد علي أيوب، الذي وصل إلى العاصمة الأردنية عمان 19 أيلول/سبتمبر.

وتضمن اللقاء بحث تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود، والأوضاع في الجنوب السوري، ومواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات.

تبعها في 29أيلول/سبتمبر، قيام السلطات الأردنية بإعادة فتح مركز جابر/نصيب الحدودي مع النظام، أمام المسافرين وحركة الشحن بعد حوالى شهرين من إغلاقه بسبب المعارك التي جرت في جنوب سوريا بين جيش النظام، وبعض فصائل المعارضة التي بقيت في المنطقة.

"الانتربول" يغازل الأسد

جاءت الخطوة اﻷكثر جدﻻ بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث قرّرت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الـ"انتربول" إعادة دمج نظام اﻷسد في نظامها لتبادل المعلومات، بعدما علّقت ذلك في العام 2012 في سياق العقوبات الدولية ضد الحكومة السورية.

تطبيع إماراتي مع النظام

وأتت زيارة وزير الخارجية اﻹماراتي عبدالله بن زايد، لرأس النظام، بشار الأسد، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، لتحمل معها الكثير من الدﻻﻻت.

وقرأت تلك الزيارة على أنها انقلاب إماراتي على موقفها من اﻷسد، كما عكست تلك الزيارة التحسن الذي طرأ على العلاقات الثنائية، والذي كان من أبرز ملامحه إعادة الإمارات عمل بعثتها الدبلوماسية بدمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2018، بعد نحو 7 سنوات من إغلاقها.

النظام والجامعة العربية

أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في 28/ تشرين الأول، إن الجزائر والعراق والأردن لديها رغبة في عودة النظام لشغل مقعده بالجامعة العربية.

كما ذكر "أبو الغيط" في مقابلة متلفزة، أن "بعض الدول العربية (لم يسمها) تنفتح بشكل هادئ على سوريا".

وكانت علقت الجامعة في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، عضوية سورية فيها، بموافقة 18 دولة واعتراض 3 أخرى، هي سوريا ولبنان واليمن وامتناع العراق عن التصويت.

استغلال صورة

واستغل النظام عقد مدير إدارة المخابرات العامة، التابعة للنظام، حسام لوقا، اجتماعا مع رئيس المخابرات السعودية، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، خالد الحميدان في مصر، على هامش "المنتدى العربي الاستخباراتي" في العاصمة المصرية القاهرة، والذي جرى افتتاحه في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، ليعيد التأكيد على "إمكانية التطبيع" ومحاوﻻت التقرب العربي منه، إلا أن هجوم المبعوث السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي قلب كل الموازين، عندما وصف بشار الأسد بالقاتل المنتصر على جماجم السوريين، ما يؤكد أن الموقف السعودي يرفض إعادة التطبيع مع نظام الأسد.

وبالمجمل؛ وبعد تتبع ما سبق، ﻻ يمكن القول بإمكانية "عودة النظام" إلى "الحضن العربي"، في الوقت القريب، لن يمكن اعتبارها نوع من "المرونة" التي ما كانت لوﻻ وجود ضوء أخضر أمريكي_إسرائيلي، مع وجود "تفاهم" مع "موسكو" على خطوات سياسية لحل الملف.

مقالات ذات صلة

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا