حينما كان "حزب الله" لاجئاً في سوريا! - It's Over 9000!

حينما كان "حزب الله" لاجئاً في سوريا!

بلدي نيوز – (علاء نور الدين)

لا يبدو المشهد مختلفاً تماماً بين الأمس القريب واليوم، سوى ملامح من كانوا أطفال مذعورين وقتها تتلقفهم أيادي السوريين مرحبةً مطمئنة، كما لا يبدو أن السماء خلت من أشرارها وإن اختلفت الأسماء بين الأسد وإسرائيل وهؤلاء ممن كانوا أطفالاً بملامحهم الطائفية الجديدة والكثير من عقيدة القتل بجعبتهم.

تقول الحكاية إنهم كانوا أطفالاً هربوا من قصف الطائرات الإسرائيلية منذ عشر سنوات تماماً، مروا بالزبداني وقتها ومضايا، منهم من توجه إلى القصير، وآخرون إلى دمشق وحلب والكثير منهم استقر بحمص الوليد. قال السوريون وقتها: "أهلاً بأهلنا.. الصدر لكم والعتبة لنا".

وتقول الحكاية أيضاً إن طوابيرهم لم تتوقف عند البوابة الحدودية. لم يكن الوقت حينذاك ينتظر كفيلاً أو فيزا وخيمة تبنى على عجل. لم يكن آنذاك الموت المستعجل كما اليوم يفرّق بين طفل وامرأة وكهل وإن اختلف القاتل، كما أن السوري يدرك تماماً أن الموت لا يفرز الأرواح تبعاً لعقيدة ودين أو طائفة.

اليوم نفسه يعاود هؤلاء عبور الطريق نفسه، ليس هرباً من القصف الإسرائيلي، فقد أمِنوا له، فذاك كان من الماضي واليوم يبدو صديقاً أكثر ما هو عدو. منذ ثلاث سنوات جاؤوا بأعلامهم الصفراء مسلحين بكل شيء إلا من "رد الجميل". وفروا صواريخهم ورصاصاتهم منذ ذاك الوقت! أفرغوا كثيراً منها في القصير عرفاناً، كذلك مروا بالزبداني ومضايا، ولازالوا يتابعون المرور على جثث من رحبوا بهم في طريقهم المنشود إلى من قصفهم وهربوا منه عام 2006!

واليوم أيضاً حملَ ذاك الطفل السوري السلاح لردع لاجئي الأمس غزاة اليوم!  وأخر دفن على عجل في نفس الحديقة التي شاركهم بها اللعب والأراجيح قبل عشر سنين خلت، وثالث لازال يموت جوعاً وحصاراً محروماً من لقمة لم يتوانَ عن اقتسامها آنذاك مع من يحاصرونه اليوم!

إذاً، يحتفل حسن نصر الله اليوم بـ "انتصاره" المزعوم على إسرائيل في حرب تموز 2006، لكن بحرب يجددها لصالح إسرائيل وليس على أرض فلسطين أو جنوب لبنان، فالبوصلة الطائفية تقول إن الطريق إلى "قم" أقصر عبر سوريا منه عبر الضاحية الجنوبية.

ووحده التاريخ يذكر أنه في مثل هذا اليوم تماماً منذ عشر سنوات كان "حزب الله" نازحاً ولاجئاً في سوريا. مليون من اللبنانيين لم يحتج شخص منهم خيمة كما لم يخدش فرد فيهم، وحدها قلوب السوريين اتسعت لهم كما وطنهم، ليست مِنّة ولكن من باب التذكير والتعريف بتاريخهم وتاريخنا فقط.

مقالات ذات صلة

مدربة باليه سورية تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية

فراراً من الأوضاع المتدهورة اللاجئون اللبنانيون يعودون إلى لبنان بمعدل 50 أسرة يوميًا

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

قضائيا.. مجلس الشعب التابع للنظام يلاحق ثلاثة من أعضائه

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا