كيف نهب آل الأسد آثار السويداء؟ - It's Over 9000!

كيف نهب آل الأسد آثار السويداء؟

بلدي نيوز – السويداء (عمر الجبلي)
تعتبر محافظة السويداء أقصى الجنوب السوري، من أبرز المحافظات التي تحوي في ثنايا تضاريسها معالم تاريخية وأثرية كبيرة، لم تسلم آثارها من جشع آل الأسد، الذين لا يقيمون أي أهمية للحضارات التي تعاقبت على المنطقة، بل ينتهزون الفرص لسرقة آثار هذه الحضارات، بغية طمس الهوية الحضارية للمدن والمحافظات السورية.
محافظة السويداء ليست بمنأى عما حدث ويحدث في باقي المحافظات السورية التي طالتها يد الإجرام والسرقة، حيث حاورت شبكة بلدي نيوز أحد الأكاديميين الباحثين في مجال الآثار والتنقيب -والذي رفض الكشف عن اسمه- ليشرح ما يحدث في محافظة السويداء، وقال "تعود الآثار في السويداء إلى حقب وفترات مختلفة، بداية من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بحضارات الشرق القديم، والفترتين الهيلينية والرومانية، ثم الإسلامية بمراحلها".
وأضاف "تعاني الآثار في السويداء من إهمال كبير، لاسيما في السنوات الخمسة الماضية، فقوانين الآثار لا تخدم إمكانية حمايتها، وبالتأكيد هناك نفوس مريضة ومدارة أيضاً، تساهم في عمليات التخريب، فلم تخلو قرية في السويداء من أعمال التنقيب السري والعلني، وللأسف كان بعضها في مواقع هامة دون أي رادع".
وأشار الباحث إلى أنه تم منح العديد من رخص البناء في المنطقة الأثرية بالسويداء، وهذا مخالف للأعراف والحجة عدم قدرة المديرية على الاستملاك.
وأكد ناشطون في محافظة السويداء لبلدي نيوز أن سرقة آثار السويداء ليست بالحالة المستجدة، فهي استمرار لمسلسل السرقات في عهدي آل الأسد الأب والابن، لا بل وتشويه متعمد لحضارة المحافظة، حيث يذكر أهالي السويداء ما فعلته سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد في الثمانينات، عندما صوروا السويداء من الجو، ووضعوا أيديهم على أهم مناطق الآثار والذهب في المحافظة، ولاتزال بعض الحفر التي خلفوها في أراضي السويداء شاهدة، كما لاتزال مواضع بعض القبور التي نبشوها وأخذوا محتوياتها ماثلة حتى اللحظة.
فيما لا يزال يذكر أهالي السويداء ما فعله محافظ السويداء من عائلة زيود، عندما قطع أحد الأعمدة من مدينة "قنوات" ونقله إلى الساحل السوري، ليزين به مدخل قصره، تاركاً بقايا هذا العمود دليلاً على هذا الحدث الهمجي حتى اللحظة في مدينة قنوات.
وعن مدينة السويداء، قال ناشطون لبلدي نيوز أن أحد أهم شوارع مدينة السويداء، أو ما يعرف بالشارع المحوري في المدينة، مقام على كنيسة تعد من أقدم الكنائس في الشرق الاوسط، ومدرج روماني مميز.
وأشاروا إلى أن أزلام النظام يعملون على سرقة آثار المحافظة بطرق عشوائية من خلال شبيحتهم في المحافظة خلال الثورة، وحتى قبل اندلاعها عندما سرقوا شاهدتي قبر تعود للعصور النبطية من قلعة صلخد في ريف السويداء عام 2010.
شواهد كثيرة ومتعددة على سرقات الآثار في السويداء، من قبل ميلشيات النظام وقادة أفرعه الأمنية وعلى رأسهم العميد وفيق ناصر، عادت لتنشط في الآونة الأخيرة متسلحة بغطاء أمني، يجعل لها اليد الطولى في التحكم بمقدرات المحافظة، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة سياحة النظام مؤخراً عن نيتها إجراء دراسات في موقع تلول الصفا الأثري، لإدخاله ضمن التراث الإنساني.
تجدر الإشارة إلى أن رأس نظام الأسد الذي بات يصور نفسه كحامٍ للآثار والحضارات في سوريا، لم يبقِ مدينة أو قرية سورية إلا ودمر معالمها بطائراته أو سلط عليها زعرانه وشبيحته، ليعبثوا بتاريخها وحضارتها كما فعل في محافظة السويداء.

مقالات ذات صلة

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي

"السفارة الأمريكية": لا تنخدعوا برواية النظام السوري