تحذيرات من كارثة إنسانية في الغوطة الشرقية المحاصرة

بلدي نيوز - ريف دمشق (طارق خوام)
شهدت الغوطة الشرقية مؤخراً حركة نزوح جديدة داخلها، أغلب النازحين من بلدات جنوب الغوطة "المرج" التي شهدت في الأشهر الماضية تقدّماً لقوات النظام، ما دفع مئات العائلات من البلدات والقرى الجنوبية للغوطة بالتوجه للمناطق الداخلية التي تعد أكثر أمناً.
وتسببت موجة النزوح الأخيرة بارتفاع نسبة الاكتظاظ السكاني في بقعة جغرافية صغيرة محاصرة منذ 3 سنوات، وهذا ما جعل ظاهرة المبيت بالعراء منظراً شبه اعتيادي في شوارع الغوطة التي تتعرض بشكل مستمر للقصف.
وأعلن المجلس المحلي لريف دمشق عن عجزه في استيعاب وإغاثة النازحين من منطقة المرج، كما ناشد المجلس المحلي المنظمات الإنسانية والمدنية التدخل لمساعدة النازحين قبل حصول كارثة إنسانية، حيث تستوعب الغوطة الشرقية قرابة 1000 عائلة مهجرة من مناطق الريف الشرقي التي وقعت تحت سيطرة قوات النظام.
لم يلاقِ المهجرون داخل سورية بشكل عام وفي المناطق المحاصرة بشكل خاص ومنها الغوطة الشرقية الاهتمام اللازم من الدول المشاركة في وضع حل لما تسميه بـ "الأزمة السورية"، كما أنها لم تساهم في الضغط على نظام الأسد الذي منع مراراً دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى هذه المناطق؛ بالرغم من موافقة الأمم المتحدة على عملية الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق المناطق المحاصرة.
وكانت مساعدات إنسانية وصلت إلى الغوطة الشرقية وُصفت حينها "بالمهزلة" حيث اقتصرت بمجملها على بعض الصناديق الكرتونية المتضمنة لأدوات التنظيف.
يعاني النازحون يومياً أوضاعاً معيشية وظروفاً إنسانية صعبة، وفي لقاء لبلدي نيوز مع أحد النازحين، قال "لقد خرجت من بيتي ومزرعتي بحثاً عن الأمان فأصبحت هنا مشرداً أتنقل بين بيوت الأصدقاء، وأحياناً أبيت في الشارع".
وأفاد رئيس مركز الإيواء في مدينة سقبا "أبو حسين" لبلدي نيوز "ما يزال المركز يحاول تأمين منازل للعائلات النازحة، لكننا نعاني من أزمة سكن خانقة في بقعة جغرافية صغيرة، نضطر أحياناً لوضع عدة عائلات في منزل واحد".
وتعتبر قرى منطقة المرج جنوب الغوطة الشرقية خالية من سكانها باستثناء بلدة أوتايا التي تعد هادئة نسبياً، حيث تحولت قرى وبلدات حوش الصالحية وميدعا وحرزما والنشابية وبيت نايم والقاسمية لمناطقَ تقع تحت كثافة نيران قوات النظام، بينما تعد بلدات حران العواميد ودير العصافير وبزينة تحت سيطرة قوات النظام.