بلدي نيوز – ريف دمشق (محمد أنس)
سيطر الثوار بمساندة جبهة النصرة، يوم الخميس، على حاجز "الصفا" في جرود القلمون الغربي، إثر عملية واسعة في المنطقة، وأفاد "مراسل القلمون" عبر تويتر أن عناصر جبهة النصرة بالاشتراك مع لواء القادسية، هاجموا أكبر حاجز في القلمون الغربي، والذي يضم ثلاث كتائب عسكرية لقوات النظام وعناصر حزب الله في نقطة تلة الصفا الاستراتيجية، ليسيطروا عليه ويقتلوا كل من كان في الحاجز، إضافة لأسر 14 عنصراً أحدهم لبناني، واغتنام أسلحة وذخائر بينها دبابة.
العملية العسكرية المشتركة بين كتائب الثوار وجبهة النصرة في منطقة القلمون الغربي، تعتبر بحسب العديد من المصادر المطلعة من العمليات المفاجئة على مختلف الأصعدة، تحديداً لجهة أنه سبق لحزب الله ومعه النظام السوري، أن أعلنا منتصف العام الماضي، عن السيطرة على القلمون، وإن المعارك باتت فقط مع الفصائل السورية في الجرود الفاصلة بين لبنان وسورية.
انكسار حزب الله وخسارته لموقع عسكري استراتيجي في القلمون، خلّف تخبطاً جديداً لدى الإعلام الموالي له وخاصة قناة "الميادين" التي نقلت تصريحاً منافياً للواقع بشكل كامل على لسان قيادي في حزب الله، دون ذكر اسمه مطلقاً.
الناشط الإعلامي في وكالة "سنا" الإخبارية "زكريا الشامي"، قال لبلدي نيوز "سارع إعلام النظام وميليشيا حزب الله اللبناني إلى نفي الأخبار عن وقوع عناصرهم في الأسر، إلى أن تم نشر صور ومقاطع فيديو من قبل جبهة النصرة تحمل صورة وتسجيلات للأسرى الذين تم إلقاء القبض عليهم.
وأضاف "هذا الأمر جعل صفحات غالبية الموالين للحزب تتسابق في تحميل المسؤولية لقوات النظام، متهمين ضباط النظام بالانسحاب من نقاطهم وترك باقي العناصر بمن فيهم عناصر الحزب للوقوع في الأسر بيد الثوار".
مصدر حزب الله الذي نقلت عنه قناة الميادين الفضائية، نفى صحة الأنباء التي تتحدث عن قتل كتائب الثورة وجبهة النصرة لـ27 عنصراً من النظام وحزب الله، وأسر 14 آخرين في القلمون، مشيراً إلى إن ما يتم تداوله غير صحيح وهو "محاولة للتغطية على انتكاسات المسلحين"، على حد زعمه.
ولكن ما هي إلا ساعات قليلة حتى أثبتت جبهة النصرة رواية الثوار وروايتها حول مصرع عدد كبير من عناصر النظام وحزب الله في الهجوم الأخير عبر نشرها لعدد من الصور التي تظهر سيطرتها المطلقة على الموقع العسكري، ووقوع عناصره قتلى وأسرى لديها.
الصور أثبتت رواية الواقع وكسرت الرواية الافتراضية التي حاولت قناة الميادين مستعينة بقيادي من حزب الله نفيها وربما تضليلها خلال الوقت الحالي، الأمر الذي يرى فيه مراقبون سياسة جديدة ينتهجها الحزب ومن والاه، وتتمحور هذه السياسة بتكذيب ونفي أي خبر من شأنه إضعاف الحزب وإظهار انكساره، الأمر الذي يوضح المأزق الكبير الذي يعاني منه حزب الله مؤخراً خاصة بعد الانهيار الغير مسبوق له في ريف حلب على يد جيش الفتح.