العيد في الغوطة الشرقية " حنينٌ للذكريات القديمة" - It's Over 9000!

العيد في الغوطة الشرقية " حنينٌ للذكريات القديمة"

بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق خوام)
مرّ العيد على الغوطة الشرقية وهي تلملم جراحها، بعد معارك خاضها أبناءها ضد منطقة المرج في الغوطة الشرقية.
على الرغم من ذلك يحاول المدنيون في الغوطة الشرقية إقناع أنفسهم بأن العيد هو فسحة للفرح والأمل، والابتعاد عن هموم الحرب وأوجاعها، ربما يكون العكس تماماً هو الصحيح، لكنهم مضطرون لإقناع أنفسهم بذلك من أجل أطفالهم، الذين حرموا من أقل حقوقهم في هذه الحرب، حتى الحياة.
يمسك أبو ماجد بيد طفله ويأخذه معه لصلاة العيد، ثم يذهبان إلى المقبرة لقراءة الفاتحة على قبور الشهداء، الذين يعجز اليوم عن تعداد قبورهم، يقول لبلدي نيوز: "العيد في وقتنا الحالي هو مزيد من الحنين للذكريات القديمة، أكثر من نصف أقربائي سافروا وهاجروا، والكثير منهم استشهدوا، والآخرون باقون معي هنا يحاربون الحصار بكل استطاعتهم، ورغم ذلك حاولت أن أكون سعيداً أمام أطفالي، فما ذنبهم لنحبطهم معنا، يكفي أنني لم أشترِ لهم ثياباً جديدة بسبب الغلاء الفاحش للألبسة، لكن زوجتي صنعت لهم بعضاً من المعمول، مستعينة بالطحين الذي وزع علينا من الأمم المتحدة" .
ويضيف: "قبل الحرب كانت طاولة العيد مليئة بالحلويات والمكسرات والفواكه، من جميع الأصناف، أما الآن فقد اكتفينا بالمعمول مع الشاي أو القهوة، والكثير من أهالي الغوطة الشرقية استغنوا عن المعمول، توفيراً للطحين الذي نصنع منه الخبز".
قبيل العيد كان ملاحظاً الاستياء الكبير على وجوه أهالي الغوطة الشرقية، بسبب غلاء الملبوسات والاحتياجات الخاصة بالعيد، ما دفع المكاتب الإغاثية في الغوطة الشرقية لتأمين الدعم، وشراء ملابس لعدد كبير من أطفال الغوطة الشرقية، وعن هذا العمل يتحدث أبو محمد المسؤول العام في الهيئة الإنسانية في مدينة سقبا لبلدي نيوز قائلاً: " وافق الداعمون على الفكرة، وقررنا التركيز على أطفال الشهداء والمعتقلين، ثم على باقي الأطفال، وكانت فرحة الأهالي عارمة بهذا المشروع الذي أدخل السرور على قلوب أطفالنا".
وفي سياق مشابه، طرحت مجموعة من ناشطي وإعلاميي الغوطة الشرقية فكرة، تدعو للتكافل الاجتماعي بين أفراد الغوطة الشرقية، وجمعوا تبرعات للناس من أهالي الغوطة الشرقية، بعيداً عن الدعم الخارجي الذي أرهق الناس بالتصوير والتوثيق، الذي وصل لدرجة الإذلال، على حد وصفهم.
استعان أهالي الغوطة الشرقية بالأقبية والأماكن المخفية، لنصب الأراجيح والألعاب بسعر رمزي جداً، بما يناسب الوضع المادي للناس، كما ساهم بعض الشباب بتوزيع الهدايا على الأطفال، وبيع الحلوى والعصير لهم.
بفرح كبير عبر الطفل أحمد لبلدي نيوز عن سعادته بالعيد قائلاً: "أستيقظ كل يوم وألبس ثيابي الجديدة التي وزعوها لي، ثم أنزل وألعب في العيد، وأتمنى ألا ينتهي, لكن بصراحة أشعر بالخوف عندما أسمع صوت الطائرة وأختبئ في أقرب بناء" .
أما والدته فقالت لبلدي نيوز: "أفرح لفرح أطفالي لكنني أنا بعكسهم تماماً، أتمنى أن ينتهي العيد بسرعة، لأنني أخاف عليهم كلما خرجوا من المنزل، فالنظام ليس له أمان ولا يفرق بين طفل أو كبير، وبنفس الوقت لا أستطيع منعهم من الخروج لأنني أراهم سعداء في العيد".
أمنيات كثير تحلق في سماء الغوطة الشرقية، منها إسقاط النظام وفك أسر المعتقلين، أرسلها الأهالي في دعواتهم خلال شهر رمضان المبارك، تناثرت في السماء لعلها تتحقق يوماً.

 

مقالات ذات صلة

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا

سفير إيطاليا لدى النظام "أبدأ بحماس مهمتي في دمشق"

قاطنو العشوائيات في دمشق"روائح كريهة وانتشار للقوارض ومعاناة مستعصية"

محاولة هروب فـاشلة لمتـ.ـهم في "مجزرة التضا.من" خلال محاكمته في ألمانيا

غارات إسرائيلية جديدة على المزة بدمشق