بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
يطل عيد الفطر السادس منذ إنطلاقة الثورة السورية، على السوريين بمزيد من الألم والحزن على فقدان الأحبة ممن غيبتهم السجون أو باتوا جثثاً هامدة تحت التراب، بعد أن وافتهم المنية إما بصاروخ طائرة حربية أو برميل متفجر أو رصاص قناص أو جوعاً جراء الحصار الذي تفرضه وتمارسه قوات النظام على الشعب السوري الثائر.
جاء العيد ومعه الذكريات الأليمة لأمهات وأبناء وعوائل الشهداء الذين قضوا بقصف آل الأسد والمجازر التي ارتكبها عناصره وطائراته بحق المدنيين العزل، فأثقلت هذه الذكريات كاهلهم وأعادت لهم صور أحبابهم، كانوا يتمنون لهم أن يكونوا بينهم يشاركوهم فرحة العيد التي تحولت لحزن عميق بفقدهم.
ويمر عيد الفطر السادس على السوريين في كامل أرجاء الوطن مع مزيد من الدمار والمجازر والقتل والتي تصاعدت وتيرتها خلال هذا العام بشكل كبير، لاسيما مع بدء التدخل الروسي لصالح نظام الأسد ضد الشعب الثائر، مرتكباً مئات المجازر المروعة بحق المدنيين والشعب الثائر، وما زالت عمليات القصف والقتل مستمرة حتى الساعة دون مراعاة للشهر الحرام وعيد الفطر المبارك.
يمر العيد وعشرات الآلاف من النازحين ما زالوا يشتاقون للعودة لمنازلهم التي هجروا منها وأبعدوا عنها قسراً بفعل القصف والقتل والحصار الذي مارسته قوات النظام، لتلقاهم في مخيمات الشتات من الشمال على الحدود التركية حتى مخيمات البادية والمخيمات المنتشرة على الحدود الجنوبية مع الأردن ولبنان، وسط معاناة كبيرة وأوضاع إنسانية بالغة في الصعوبة، في ظل غياب الخدمات الأساسية وعدة قدرة منظمات الداخل على توفير أبسط احتياجات النازحين خصوصاً على الحدود الأردنية واللبنانية.
ومع آخر ساعات شهر الصيام واقتراب تكبيرات العيد، ترى عيون السوريين تتطلع لذلك العيد القريب البعيد الذي يجلو فيه عنهم الحزن بإسقاط أعتى أنظمة القمع في العالم، قتل وهجر وطغى في بلادهم، ليكون عيدهم بزواله ونظامه وإسقاط رموزه، فتعم فرحتهم وتعلو البسمة محياهم ليكون العيد أعياداً تزهر فيها سوريا الحرة من دون حكم آل الأسد.
