بلدي نيوز – (متابعات)
تنتشر مخيمات وتجمعات اللاجئين السوريين عبر الأراضي اللبنانية، وتحتضن بلدة عرسال المتاخمة للحدود مع سوريا آلاف العائلات اللاجئة بسبب الحرب في بلادها، وتعاني هذه الأسر ظروفا اقتصادية ومعيشية وصحية بالغة الصعوبة.
في جولة على المراكز الطبية والمشافي بالمنطقة، استوقفتنا الكثير من الحالات المرضية التي تخضع للعلاج.
وتعج المشافي بالكثير من الحالات الإنسانية الخاصة بلاجئين سوريين. ويعانى هؤلاء من صعوبات تحول دون حصولهم على الخدمات الطبية اللازمة، الأمر الذي دفع بجمعيات ومؤسسات إغاثية وممولين إلى إنشاء مراكز صحية واجتماعية مجانية للمساعدة.
منى والدة الطفل السوري توفيق عوض تحدثت لنا عن رحلة تهجيرها من منزلها في بلدة القصير وعن الصعوبات التي تواجهها لتوفير أدوية للأعصاب لابنها الذي يخضع لعلاج فيزيائي مجاني منذ أربعة أشهر.
أما اللاجئ عبد القادر سرحان من مدينة حمص فقد تمكن بعد أشهر من الانتظار من إجراء عملية ناجحة في إحدى عينيه لم يكن بمقدوره إجراءها في أي من المشافي الخاصة بسبب ارتفاع كلفتها.
ويرى رئيس جمعية التعاون الإنساني فادي شامية أن العلاج من أصعب الأمور التي تواجه اللاجئ السوري في لبنان.
وقال شامية للجزيرة نت إنهم يواجهون صعوبات في تأمين الدواء بسبب ارتفاع أسعاره، وأوضح أن المؤسسات الضامنة لا سيما مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تغطي بعض الحالات بنسبة 75%، في حين تعمل الجمعيات الخيرية ومنها جمعية التعاون على محاولة تأمين المبلغ المتبقي.
وانتقد شامية غياب الدولة عن هذا المجال، واعتبر أن هناك أطرافا سياسية لبنانية تعرقل الحصول على مساعدات للاجئين بغية الضغط لترحيلهم.
وضمن الجهود المبذولة للتكفل بعلاج اللاجئين، أنشئ مجمع الأمل الطبي عام 2014 إثر نزوح عدد كبير من السوريين بعد سقوط منطقة القلمون الغربي وخروج معظم الكوادر الطبية باتجاه بلدة عرسال اللبنانية الحدودية شمال شرقي البلاد.
وقال مؤسس ومدير المجمع طلال أبو مراد إن مؤسستهم تقدم الخدمات بشكل مجاني بالكامل، مؤكدا السعي لاستحداث خدمات طبية إضافية.
وأوضح للجزيرة نت أن "تجمع الأمل والرجاء السوري" ومقره الدوحة قدم الدعم لتأسيس المجمع، كما أن "هيئة الشام الإغاثية" والهلال الأحمر القطري ساهما في تطويره وتوسيعه.
بدوره تحدث رئيس "مؤسسة عامل" الدكتور كامل مهنا عن بعض المتاعب الصحية التي يعاني منها كثير من اللاجئين، وقال للجزيرة نت إن مشكلة التهاب الأمعاء منتشرة بين اللاجئين بسبب سوء التغذية، كما أن نحو 70% من اللاجئين يعانون أمراضا جلدية ناتجة عن ظروف إقامتهم.وتشهد المراكز الاستشفائية المجانية إقبالا كثيفا من قبل اللاجئين، وقال الدكتور مهند زهوري من الطاقم الطبي في مجمع الأمل إن المركز يستقبل أكثر من ثلاثمئة حالة مرضية كل يوم. ولفت إلى وجود صعوبات من بينها نقص المعدات والتجهيزات، إضافة إلى نقص الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة.
ولفت مهنا إلى أن التهجير والحرب والفقر أدت لانتشار اضطرابات نفسية بين اللاجئين، وحذر من أن الوضع يزداد سوءا بسبب نقص التمويل، ودعا إلى تعزيز التضامن الدولي لمساعدة اللاجئين.