الجنسية التركية للسوريين.. بين الواقع والمأمول - It's Over 9000!

الجنسية التركية للسوريين.. بين الواقع والمأمول

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

لاقت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أروغان، بإمكانية تسهيل منح بعض السوريين الجنسية التركية، ردود أفعال متباينة في الشارعين التركي والسوري.

فأطلق ناشطون أتراك وسماً على تويتر "لا نريد السوريين في بلدنا"، حصل على عشرات آلاف التعليقات والمشاركات، التي لم تكن معظمها سلبية، فالكثير من المشاركين كانوا ضد العنصرية ومع مناقشة موضوع الجنسية من دون تعصب، فيما أظهر البعض العداء للسوريين من قبيل العداء لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

ورداً على الوسم "الهاشتاغ" التركي، أطلق ناشطون سوريون وسماً مضاداً " لا أريد جنسية بلدكم"، إلا أن الأمور لن تُحسم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وفق القانون، في البرلمان وأروقة صنع القرار السياسي، فما هي إمكانية تحقيق وعد الرئيس التركي، ومن ستشمل، وكيف ستكون آلياتها؟

ماذا يأمل السوريون؟

المحامي السوري ماهر الخطيب المتابع والناشط في الشأن السوري بتركيا، رأى أن إمكانية التجنيس واردة بلا شك، فالوعد صدر عن رئيس الجمهورية، الذي أكد أن مكتبا خاصاً في وزارة الداخلية قد شُكل لمتابعة الأمر.

وقال الخطيب في حديث خاص لبلدي نيوز إن الإجراءات المرجوة من قبل السوريين بتركيا والمتوقعة يمكن أن تكون على النحو الآتي:

-منح الجنسية في حالة الإقامة في تركيا لمدة خمس سنوات أو أقل أياً كان شكل الإقامة، شرط أن تكون الإقامة نظامية (عمل - سياحية – طالب- لاجئ)، في حين أن القانون الحالي يتيح التقدم على الجنسية لمن يحمل إقامة عمل فقط.

-إلغاء أو تخفيف شرط المدة لمن يتزوج من مواطن تركي، بحيث يتم منح الجنسية بمجرد الزواج إذا طلب الزوج التركي منح الجنسية لزوجه، لأن القانون الحالي يشترط أن تكون مدة الزواج ثلاث سنوات على الأقل.

-منح الجنسية بحالاتها الاستثنائية بشكل أوسع لتشمل كل أصحاب الخبرات، والقانون الحالي يخول الرئيس منح الجنسية في هذه الحالة، ونحن نتحدث هنا عن زيادة استخدام هذه الصلاحية.

-منح الجنسية للمستثمرين ضمن شروط معينة تتعلق بحجم الاستثمار في تركيا ومدى الفائدة العائدة على المجتمع التركي، ولا يوجد بند في القانون الحالي لهذا الأمر.

-منح الجنسية في الحالات الإنسانية، وهذا الأمر يختلف من حالة لأخرى حسب شروط مختلفة يعود لوزارة الداخلية تحديدها في حال قررت تفعيل مثل هذا الأمر، حيث لا يوجد أي بند في القانون الحالي يشير إلى هذا البند.

وختم القانوني ماهر الخطيب حديثه بالتأكيد على أن "كل الحالات السابقة هي تكهنات بشكل تطبيق كلام الرئيس، بالإضافة إلى أنها تنسجم مع رغبة قسم من الشارع السوري وتطلعاته للحصول على الجنسية التركية والاندماج في المجتمع التركي بشكل فعال".

إقصاء الأسد وعودة المهجرين هي الحل

أما الكاتب الصحفي عبد الرحمن مطر، مدير مركز الدراسات المتوسطية، فرأى أن "الرئيس أردوغان كان عجولاً في قذف الكرة المتدحرجة بعيداً، في ظل تنامي التساؤلات المشروعة عما ستؤول إليه أوضاع السوريين، وقضيتهم، إثر شروع أنقرة بتسوية خلافاتها مع كل من موسكو وتل أبيب، في خطوتين مفاجئتين، قبل نحو أسبوع. هكذا جاء كلامه حول بدء الداخلية، إجراءات دستورية لمنح الجنسية للسوريين اللاجئين في تركيا".

وأضاف أن كلام الرئيس لم يكن تصريحاً رسمياً، ولم يُعقب أي مصدر رسمي، ينفي أو يؤكد، باستثناء ما نشرته صحيفة "ملييت"، مؤكدة أن ثمة تعديلات تخص السوريين، ستأخذ طريقها الى البرلمان قريبا.

ورأى مطر أن السؤال الأكثر أهمية – في مواجهة اللغط الذي أثاره حديث عابر لرئيس الدولة – هل السوريين حقاً هم بحاجة اليوم إلى الحصول على جنسية تركية؟ وبعيداً عن الحديث بأنه يصبّ في خانة توطين اللاجئين في دول الجوار، وبالتالي تعزيز تفريغ البلاد من مواطنيها. فإنه من المهم القول بأن حصول السوريين على جنسية تركية ليست أولوية.

وفي تقييم أوضاع السوريين في تركيا، قال مطر في حديثه لبلدي نيوز: "بلا شك تعتبر التسهيلات التي تقدمها أنقرة للسوريين، إيجابية ومتقدمة على ما عداها من دول الجوار السوري. ولكن ثمة مسائل أخرى تتصل بأوضاعهم يجب النظر إليها بجدية وحلّها".

واستطرد موضحاً: "نعني بذلك الاعتراف بهم كلاجئين ذوي حقوق كاملة، وأن يسمح للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفتح أبوابها أمام السوريين، وتسوية أوضاعهم، وإيجاد آلية جديدة لاستيعاب الهاربين من الموت، من جحيم الروس والإيرانيين والأسد وداعش. وأن تُوقف التعليمات الدائمة لحرس الحدود بإطلاق النار على المدنيين. والعمل على وقف عمليات الابتزاز التي يمارسها تجار البشر على طرفي الحدود".

ويرى الكاتب مطر أن ما يريده السوريين، هو أبعد من موضوع التجنيس، ويتمثل بـ "إيجاد حل جذري وحاسم لقضيتهم، المتمثلة بإسقاط نظام القتل والإجرام، والذهاب إلى مرحلة انتقالية، يعود اللاجئون السوريون فيها إلى بيوتهم وأعمالهم".

منوهاً إلى أنهم (السوريون) "لا يريدون مزيداً من النقمة عليهم، من مجتمعات محلية وجماعات منظمة، تطالب بطردهم من بلدان اللجوء. وأن يكونوا متمتعين بالكرامة والحقوق الكاملة، خير من الحصول على جنسية تبقيهم كسوريين معلقين في الهواء: لا حلّ .. ولا وطن".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قال في كلمة ألقاها خلال زيارته مدينة كلس الحدودية، يوم السبت الفائت 2 تموز: "أعتقد أن من بين الإخوة السوريين من يرغب بالحصول على الجنسية التركية، وهناك إجراءات تتخذها وزارة الداخلية التركية بخصوص هذا الشأن".

وأوضح الرئيس أردوغان أنه سيتم العمل على منح "إمكانية المواطنة" للاجئين السوريين الراغبين بالحصول عليها، عبر متابعة مكتب خاص شكلته وزارة الداخلية التركية في هذا الإطار.

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

اجتماع بين المبعوثة الفرنسية إلى سوريا ومسؤولة أممية بشأن المساعدات الإنسانية

بم صرح رئيس اتحاد نقابات حقوق العمال التركي بشأن العمال السوريين؟

جيمس جيفري يقيّم الوضع في سوريا ويتحدث عن الوجود الامريكي

استئناف الإجازات من تركيا إلى سوريا.. اليك التفاصيل

اجتماع في أنقرة لبحث التطورات شمال سوريا