بلدي نيوز
أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى غياب الاستراتيجية الأميركية بعد 11 عاما ونصف العام تجاه ما أسمته "الصراع المروّع في سوريا"، الأمر الذي يمنح موسكو وإيران ونظام الرئيس بشار الأسد استغلال الفرصة لعمل ما يريدون.
وقال كاتب المقال جوش روغين، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تتوصل بعد نصف عام من تنصيبها إلى إستراتيجية جديدة لمعالجة هذا الصراع، في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع على الأرض وتستغل فيه القوى الأخرى غياب أميركا.
وبحسب الكاتب، رغم أن إدارة بايدن لم تتجاهل سوريا بالكامل، فبالنسبة للسوريين الذين شجعتهم وعود بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بقيادة جهد دولي جديد لحماية المدنيين وتقديم حل سياسي حقيقي للصراع، تبدو هذه التحركات الأخيرة مخصصة وغير كافية على الإطلاق، مشيرا إلى أن الوجود الأميركي على الأرض في سوريا بالكاد محسوس.
وأضاف أنه ومنذ حل قضية المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، سارع جيش النظام السوري والقوات الروسية إلى تنفيذ أعمال عنف وعدوان ضد المدنيين في إدلب، وحصار شديد على درعا، مهد الثورة السورية.
وكشف روغين عن أن العديد من مسؤولي بايدن أوضحوا له أن الإدارة تركز حاليا على الوضع الإنساني في سوريا، وترى أن مستويات العنف المنخفضة نسبيا تستحق محاولة الحفاظ عليها، كما أنها متفائلة بحذر بوجود فرصة لمزيد من المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا، لكنها تعترف بأن إستراتيجيتها الدبلوماسية لم يتم تحديدها بعد، في انتظار نتائج مراجعة السياسة الداخلية التي ما تزال جارية.
وقال الكاتب إن على بايدن أن يؤكد أن الأسد لا يمكن أن يشق طريقه للعودة للمجتمع الدولي على دماء الناس، مشيرا إلى ما قاله ستيفن راب سفير وزارة الخارجية السابق المتجول في جرائم الحرب: "من الضروري ألا يكون هناك تطبيع للعلاقات مع الأسد، ويجب أن نثني الدول الأخرى عن فعل ذلك أيضا، فالأسد لا يمكن أن ينعم بثمار النصر، هذا يجب أن يكون موقفنا الثابت".