من هم "المُنَقِطون" ولماذا تدربهم أمريكا؟ - It's Over 9000!

من هم "المُنَقِطون" ولماذا تدربهم أمريكا؟

بلدي نيوز – (خاص)
تتحدث العديد من التقارير الإخبارية حول مشروع جديد لتدريب "المعارضة" السورية تنفذه أمريكا حالياً، خلفاً لمشروعها السابق والذي اعتبرت الفترة الماضية فيه أحد أفشل المشاريع الأمريكية على الإطلاق، فبتكلفته التي تجاوزت 300 مليون دولار، لم ينجح سوى بتدريب عدد محدود جداً من المعارضة "المعتدلة"، والذين لم يكن لهم أي دور حقيقي في قتال النظام أو حل المأساة السورية.
لا يعرف إن كانت هذه الملايين من الدولارات قد أنفقت فعلاً لمصلحة تدريب المعارضة، أم أصبح هذا المشروع مطية وغطاء لتمويل نشاطات الولايات المتحدة شمالي سوريا، وبخاصة الدعم الكبير الذي يتلقاه الأكراد منها، والتي لا يعرف إن كانت المساعدات التي يتلقونها مشمولة ضمن نفقات مشروع تدريب المعارضة السورية أم لا، وخاصة أن أمريكا لا تتحدث عن الأكراد بوصفهم معارضة، بقدر ما تتكلم عنهم بوصفهم قوى مستقلة لها مشروعها الخاص.
المشروع الجديد الذي أعلنت عنه أمريكا لتدريب من تسميهم "المعارضة" السورية يختلف عن المشروع السابق، بكونه ذو توجه نخبوي، فبدل تدريب العناصر المقاتلة المشكلة للقوات التي ستواجه التنظيم دون النظام، فإن الولايات المتحدة ستدرب عناصر "ارتباط" فقط، أي أن فكرة تدريب أمريكا لقوة مقاتلة في سوريا قد انتهت (بالنسبة للمعارضة)، و تحولت إلى تدريب عناصر مختارين من الفصائل "المعتدلة"، الذين سوف ينسقون بين عمل القوات الجوية للتحالف، و العناصر على الأرض التي تقاتل التنظيم .
حيث ينحصر عملهم بتوجيه الضربات الجوية والدعم الناري، والتنسيق مع قوات التحالف، وبناء على معطيات المشروع فلن يتجاوز عددهم قرابة 200 عنصر.
فكرة المشروع قد تعتبر امتداداً للتعاون بين الأمريكان والأكراد، وربما مجرد استنساخ للتدريبات التي تلقوها، والذين يمكن الجزم أن الكثير منهم تلقى تدريبات مشابهة، بسبب التنسيق الذي يحدث بينهم و بين طائرات التحالف و بخاصة الأمريكية منها بمستوى عالي، و الذي تظهره العديد من التقارير المصورة، التي تظهر التنسيق العالي بينهم وبين التحالف و تحولهم لعناصر "تنقيط" لطائرات التحالف.
حيث ينفذ الأكراد منذ قرابة عامين المهمة التي تسعى أمريكا الآن لتدريب المعارضة "المعتدلة" عليها، فلا يمكن بمكان أن يكون الأكراد قد وصلوا لهذه المرحلة من التنسيق مع طائرات التحالف بدون برامج تدريبة، فالتجهيزات اللازمة لتنقيط الأهداف والتواصل مع الطائرات وغرف العمليات، تعتبر تقنية متطورة جداً و بحاجة للتدريب عليها، و الذي لا يمكن أن يحدث بدون الأمريكان، و بدون موافقة دول التحالف و دعمها، فالأكراد لم يعملوا مع الطائرات خلال تاريخهم كله، وأنواع الطائرات التي تستخدم في العمليات في سوريا متعددة جداً، وبحاجة لمستوى تقني و عسكري عالي للتعامل معها.
أخطر ما في المشروع الجديد أنه يشير بصراحة أن أمريكا لم تعد تفكر بإنشاء أي قوة عسكرية جديدة وأنها تخلت فعلياً عن الفصائل "المعتدلة" أو عن معظمها و ربما توقف برامج تسليحها و حتى تسحب السلاح منها، وأصبحت ترسخ اعتمادها على القوى الموجودة وتحديداً الميليشيات الكردية، التي أصبحت القوة الموثوقة لدى أمريكا، والتي ألغت أي فكرة لتشكيل قوة عربية في سوريا، و هذا مؤشر على تكرار السيناريو العراقي، الذي جرد فيه العرب السنة من أي قوة عسكرية بعد احتلال العراق، لتتحول الميليشيات الشيعية والكردية لقوة الأمر الواقع، التي تشكل منها الجيش العراقي الحالي.
خصوصاً أن معظم الفصائل العربية في سوريا مصنفة على أنها فصائل إرهابية أو في حكمها، و قد تتعرض للقصف من التحالف في أي لحظة، و حتى الفصائل التي تتلقى الدعم العسكري الغربي قد تنخفض قيمة الدعم الذي تحصل عليه أو يتوقف بنتيجة هذا البرنامج،، ما يخلي الساحة للميليشيات التابعة لنظام الأسد وهي ميليشيات شيعية في غالبها، والميليشيات الكردية لتصدر المشهد تدريجياً.
مقارنة بمشروع تدريب المعارضة "المعتدلة" الذي فشل لم تصدر الولايات المتحدة أي توصيف لحالة و مستوى نجاح مشاريعها لتدريب الأكراد، الذين تحولوا فعليا لقوة مرتبطة جوهرياً بالدعم الأمريكي والبرامج الأمريكية، فلا يمكن القول أن وجود 300 "مستشار و مدرب " في المناطق التي تحتلها الميليشيات الكردية لا يحمل داخله أي بذور لمشروع تدريب و تعاون !!.
و بناء عليه ما هي أسباب فشل مشروع تدريب المعارضة "المعتدلة"، و عدم تكرر حالة فشل التدريب مع الأكراد، علماً أن نسبة كبيرة من المعارضة المسلحة مشكلة من أشخاص عسكريين، بينهم رتب كبيرة وخضع بعضهم لدورات أكاديمية متقدمة سابقاً، في حين تخلو الميليشيات الكردية من أي رتب عسكرية حقيقية، ولا يعرف عن خضوع أفرادها لتدريبات عسكرية أكاديمية خلال تاريخها.

مقالات ذات صلة

العراق ينفي طلب المعارضة تنظيم حوار مع النظام في بغداد

الرقة.. "مسد" يفصل أعضاء عرب من قيادته

تصريح روسي جديدبشأن تعاون أمريكا مع المعارضة السورية

"هيئة التفاوض" السورية تعتزم لقاء بيدرسون وممثلين أوروبيين للحديث عن الملف السوري

خسائر بصفوف قوات النظام بريفي إدلب واللاذقية

هيومن رايتس ووتش: نظام الأسد استخدم ذخائر محظورة في هجومه على بلدة ترمانين