بلدي نيوز
كشف إعلان نتائج الامتحانات الثانوية العامة وشهادة التعليم الأساسي من قبل حكومة النظام، عن مشاركة أبناء قادة في "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات "قسد" في الامتحانات على الرغم من أن "الإدارة" تمنع مئات آلاف الطلاب في مناطق سيطرتها شمال وشرق سوريا من الدراسة في المدارس الحكومية، وتفرض مناهج دراسية خاصة بها منذ العام 2014.
وبحسب صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن من بين هؤلاء المسؤولين، مصطفى بالي المتحدث السابق باسم "قسد"، و إبراهيم قفطان رئيس حزب سوريا المستقيل، و صالح علي رئيس دائرة الامتحانات في مناهج "الإدارة الذاتية"، وأنور مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د".
وفي السابع من الشهر الجاري، أصدرت وزارة التربية في حكومة النظام، نتائج امتحانات الثانوية العامة، بينما صدرت نتائج التعليم الأساسي يوم أمس.
وأصدرت "هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة (الحسكة)"، التابعة "للإدارة الذاتية"، نتائج الشهادة الثانوية بفروعها العلمي والأدبي والمهني.
وجاء إعلان النتائج بعد أن انتهى الطلبة من تقديم امتحاناتهم بتاريخ الـ27 من شهر حزيران الماضي.
يذكر أن عدد الطلبة الذين تقدموا لامتحانات المرحلة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، بمناطق سيطرة "قسد" بلغ 3 آلاف و172 طالبا وطالبة.
بدوره، علق رئيس الهيئة السياسية في الحسكة، محمود الماضي، على ذلك، بالقول: "بعد أن أقدمت "الإدارة الذاتية" على تغيير مناهج التعليم في محافظة الحسكة قبل عدة سنوات، رغم تحذير أساتذة عاملين في التربية والتعليم من خطورة المساس بمؤسسة التعليم، لكنها فرضت بقوة السلاح قرارها، وأغلقت المدارس والمعاهد وأدى ذلك إلى تسرب عشرات آلاف الطلاب من المدارس ناهيك عن أنّ هذه المناهج مؤدلجة وغريبة على قيم ومفاهيم وعقائد شعبنا،ورأها الكثير أنَها تستهدف طمس موروث وتاريخ المنطقة .
وأضاف الماضي، وهو مدرس سابق للغة العربية في مدارس القامشلي، إن هذه السياسة أثارت غضب الأهالي هناك واندلعت احتجاجات شعبية ضد هذا الانتهاك السافر، وتعرض الكثير من المعلمين والأهالي للاعتقال، ولم تأبه هذه الإدارة بكافّة المناشدات للعدول عن فرض هذه المناهج.
وتابع أنه "واليوم بعد أن صدرت نتائج امتحانات الثانوية العامة والتعليم الأساسي "التاسع" لدى وزارة التربية التابعة للنظام نتفاجأ بأنّ أغلب أولاد قادة "الإدارة الذاتية" و"قسد"، ضمن هذه النتائج"،
وشدد على أن "هذا ما يدلّل على أنّ قادة (قسد والإدارة الذاتية" الذين فرضوا هذه المناهج على مدارس المنطقة غير مقتنعين ويبحثون لأبنائهم على مستقبل مضمون، بينما هناك الآلاف من الطلاب الذين تقدموا لامتحانات الثانوية العامة لدى هذه الإدارة وفق المناهج التي فرضت دون اعتراف بهذه الشهادات من أيّة جهة رسمية وهذا ما يحول دون دخولهم الجامعات السورية والدول الأخرى وبهذا فقد أضاعوا مستقبل هذه الأجيال".
وناشد "الأمم المتحدة متمثلة بمنظمة اليونسيف والمنظمات الإنسانية والحقوقية للتدخل لإنقاذ الأجيال من الضياع والعبث بمستقبلهم".
وكانت أصدرت "الإدارة الذاتية"، في 29 تشرين الثاني 2018، قرارا يمنع فيه أبناء موظفي ومسؤولي الإدارة من الالتحاق بالمدارس التابعة لحكومة النظام السوري.
وكان نظام تعليم "الإدارة الذاتيّة"، قد اعتمد تدريس مناهج بثلاث لغات منذ عام 2014 في مراحله الأولى، حتى وصل بشكل تدريجي مع بداية العام الدراسي الجاري إلى المرحلة الثانوية.
وتخضع مناطق سيطرة "الإدارة الذاتيّة" لازدواجية في النظام التعليمي، أحدهما يتبع لها وفقا لمناهجها، ويطبق على غالبية المدارس في الحسكة والقامشلي وأريافهما، والآخر يتبع لحكومة النظام ويطبق في مدارس وتجمعات ضمن المربعين الأمنيين في المدينتين.