ماذا حملت قمة "بايدن - بوتين" للسوريين؟ - It's Over 9000!

ماذا حملت قمة "بايدن - بوتين" للسوريين؟

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

لا تحمل التحليلات أي مؤشرات إيجابية حول مصير الملف السوري بعد قمة الرئيسين الأمريكي، جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإن كانت التقارير ألمحت إلى إمكانية التعاون بين البلدين.

ووصفت بعض التقارير اجتماع "بايدن – بوتين"، بالقمة البراغماتية؛ فيما اعتبرها محللون بأنها "قمة الخطوط الحمراء" التي وضعت على طاولة الحوار بين الرئيسين، مع التأكيد أنّ الملف السوري تذيل قائمة الحوار.

بالمقابل؛ لا يعني اﻷمر أن القضية السورية وما يجري على أرضها، أنّ واشنطن وموسكو، لا تعيرانه اهتماما، ولابد من التطرق إلى جانبين:

اﻷول: هناك قضايا استراتيجية كبرى كان على الرئيسين اﻷمريكي والروسي بحثها في مقدمتها اﻻستقرار وإذابة الجليد، أو إخماد نار التوتر بين البلدين.

ومن جهةٍ ثانية؛ لا يبدو أنّ الرؤية الدولية أساسا انتهت إلى تصور واضح حول مستقبل سوريا، لصياغة حل سياسي بمعادلة "ﻻ غالب وﻻ مغلوب" و"التعادل اﻹيجابي"، ومن ثم الانخراط في إعادة اﻹعمار.

ورغم امتلاك موسكو مفاتيح القوة على المسرح السوري، إﻻ أنها غير قادرة على "إنعاش نظام اﻷسد" ومنحه "الروح اﻻقتصادية"، خاصة وهي تعيش حالة "اقتصادية متردية"، وعلى الطرف المقابل؛ تمسك واشنطن بالمفتاح اﻵخر للقوة، لكن لا يبدو أن توافقا حصل بين الطرفين حتى اللحظة فيما يخص سوريا.

والملفت وفق محللين أنّ ما تم تداوله حول ملف سوريا، متعلق بالشأن اﻹنساني، وتحديدا إدخال المساعدات الإنسانية.

ويقول الكاتب الصحفي السوري المعارض، سعد فنصة؛ في تغريدةٍ له؛ " ما حصل في اجتماع بايدن وبوتين .. لا يلوح لي بأي بارقة أمل لحل سياسي جديد وقادم للسوريين".

وأضاف "المسألة عند بايدن كما تبين من حديثه إلى بوتين، بأنه يرجوه لأن يسمح بفتح الممرات الإنسانية لإطعام الجياع". كما وصفهم بالحرف..".

وأدف فنصة "أحمل هذه المسؤولية الكبرى إلى المعارضة السورية في الولايات المتحدة، التي تراخت عن شرح وتوضيح استمرار النظام الحالي واستدامة الكارثة اﻹنسانية الكبرى، بعدم تنفيذ القرار الأممي2254، وقدرة الرئيس الامريكي القوية، بالضغط على مُشَغِل الاسد الروسي لإنهاء هذه المأساة"، حسب تعبيره.

وبيّن فنصة في تغريدته؛ "لقد كان لقاء قادة القطبين الأعظم خلال العقود الماضية ينبئ عن انفراج في ملفات دولية عديدة.. كان لقاء بوتين مع بايدن دون إحراز أي تقدم ملموس في الملف السوري.

واتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول قمة بينهما أمس الأربعاء 16 حزيران 2021، على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو، لكن الخلافات ظلت قائمة في قضايا أخرى.

واستمرت القمة التي عقدت في فيلا "لا جرانج" المطلة على بحيرة في جنيف أقل من أربع ساعات، وهو وقت أقل بكثير مما قال مستشارو بايدن إنه كان متوقعا.

وقال بوتين، الذي كان أول من تحدث إلى الصحفيين، إن الاجتماع كان بناء وخلا من المشاعر العدائية وأثبت رغبة الزعيمين في فهم بعضهما البعض.

وقال بايدن، الذي تحدث بعد ذلك بفترة قصيرة، إنه "لا بديل عن الحوار وجها لوجه" وإنه أبلغ بوتين بأن أجندته "ليست ضد روسيا" لكنها "لصالح الشعب الأمريكي".

وبالمحصلة؛ لم يحمل لقاء بايدن - بوتين جديدا لسوريا، على الأقل فيما رشح عنه، إﻻ أنّ ما جرى خلف الكواليس، سيخرج بعد رفع الستار، وفي وقتٍ لاحق.

أمّا فيما يتعلق بالتصعيد الروسي اﻷخير على إدلب، فهو وفق محللين يأتي في سياق تصفيات "اتفاق سوتشي"، والمعلوم أنّ جبل الزاوية من بقايا الاتفاق، الذي يفترض أن موسكو تسعى لقضم الجبل، فيما تضع أنقرة عينها على "تل رفعت، منبج، عين العرب"، أمّا الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية، حتى الساعة لم تعطِ رأيها، وأبقت الوضع مجمدا، بدليل ما جرى في في لقاء بين بوتين - بايدن.

ويرى مراقبون، أن اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو سيدخل مرحلته الأخيرة والتي يجب أن يفتح فيها أوتوستراد M4 بين اللاذقية - حلب - القامشلي.

أمّا الطريقة، فهي التي بقيت ضمن تكهنات المحللين، وفق سيناريوهات مختلفة، أحسنها صول تفاهم دولي، وأسوأها استخدام القوة العسكرية.

وبالنهاية قمة بايدن - بوتين، لم تجب عن أسئلة الشارع السوري، بشقيه المعارض والموالي، فاﻷمر متروك فيما يبدو على وضعه حتى إشعارٍ أو تصعيد آخر.

مقالات ذات صلة

أمريكا تدين الدور الروسي في حماية الأسد من المساءلة على أفعاله

وثيقة مسربة تكشف تخفيض روسيا لتمويل قواتها إلى النصف في سوريا

فتح ملف منشأة الكُبر" النووية بديرالزور بعد قرابة 12 عامًا من توقفه

مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى" الوضع السياسي في سوريا وصل إلى طريق مسدودة"

هيئة التفاوض تقدم مقترح لنقل مكان اجتماعات اللجنة الدستورية

قطر تدعو للضغط على نظام الأسد بشأن اللجنة الدستورية