بلدي نيوز – (عمر الحسن)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكري روسي وإصابة 3 آخرين جراء تفجير إحدى مدرعات دورية الشرطة العسكرية الروسية في محافظة الحسكة.
وجاء في بيان الوزارة "خلال تسيير دورية للشرطة العسكرية الروسية في محافظة الحسكة السورية بتاريخ 9 حزيران 2021 تعرضت إحدى المدرعات لتفجير بعبوة ناسفة لم تعرف طبيعتها".
وأشار البيان إلى أن الانفجار أدى إلى تضرر إحدى المدرعات ما أسفر عن مقتل عسكري روسي وإصابة 3 آخرين بجروح تم نقلهم للمستشفى.
وقال مدير موقع الخابور المحلي، "إبراهيم حبش"، إن الانفجار وقع في منطقة التماس بين "الجيش الوطني السوري" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات النظام من طرف آخر شرق رأس العين، ما يعني بطبيعة الحال أن أحد الطرفين الذين يسيطران على المنطقة متواطئ إن لم نقل قد شارك في الهجوم.
وأضاف "الحبش"، في اتصال هاتفي مع بلدي نيوز، إنه من الطبيعي أن لا تكون قوات النظام مساهمة في العملية، على اعتبار أنها ترى الدوريات الروسية داعمة لوجودها في وجه الاستفزازات من قبل عناصر "قسد" والتي تحدث بين الطرفين بين الفينة والأخرى في المنطقة، ما يرجح فرضية أن تكون "قسد" هي من زرعت العبوة أو على الأقل سهلت زرعها من قبل أنصار "الإدارة الذاتية" الذين رشقوا أكثر من مرة الدوريات الروسية التركية المشتركة في المنطقة وحاولوا منعها من متابعة طريقها.
وأشار إلى أن الدورية تستهدف بالتأكيد تعطيل الدوريات المشتركة في المنطقة، والتي هدفها الأساسي كما هو معلوم وقف التصعيد في مناطق التماس بين منطقة العملية التركية "نبع السلام" والمناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في محيطها، موضحا أن "قسد" ليست راضية عن الدور الروسي بهذه الخصوص، حيث تعتبر أن موسكو فشلت في وقف هجمات "الجيش الوطني السوري" والقوات التركية ضدها، إضافة لتصريحات المسؤولين الروس المتكررة حول النوايا الانفصالية لـ"قسد" وخدمتها الأجندة الأمريكية في شمال وشرق سوريا.
ومن هذا المنطلق فالهجوم هو رسالة تستهدف الدور الروسي في المنطقة، الذي تعتبره "قسد" يتركز لخدمة النظام بشكل أساسي، وهو يدل على انعدام الثقة في العلاقة التي تربط موسكو بـ"قسد"، بحسب ما يقول "الحبش".
وتدخلت روسيا في سوريا في نهاية 2015 مع حملة قصف جوي ساهمت في تفوق النظام السوري في المعادلة على الأرض، وبدأت في ترسيخ وجودها العسكري الدائم في 2017 بعد اتفاق مع النظام في دمشق.
ومع انسحاب القوات الأمريكية الجزئي من منطقة شرق الفرات، لإفساح المجال أمام العملية التركية "نبع السلام" في خريف 2019، استغلت روسيا ذلك لملء الفراغ وتركزت في قاعدتي عين عيسى وتل السمن الذين كانت أخلتهم القوات الأمريكية شمال الرقة، وزادت من وجودها العسكري في القامشلي والحسكة، ولاحقا وقّع بوتين وأردوغان اتفاقية سوتشي التي بدأت روسيا بموجبها تسير دوريات لضمان وقف التصعيد بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" والقوات التركية بعد سيطرتهم على رأس العين وتل أبيض خلال عملية "نبع السلام".