بلدي نيوز- (أحمد العلي)
تصدرت البادية السورية المشهد الميداني بعد عودة نشاط خلايا تنظيم "داعش" فيها وزادت العمليات العسكرية مؤخرا حتى بدا وكأنه لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع بتفجير، أو كمين، أو اغتيال، أو هجوم خاطف يقوم به هذا التنظيم في مناطق متفرقة من البادية السورية الممتدة بين أرياف محافظات ديرالزور والرقة وحماة وحمص وصولا للسويداء مستهدفا أمنيين وعسكريين من قوات النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا.
وأفادت مواقع محلية موالية لنظام الأسد، بأن قوات الأسد شيعت ثلاثة عناصر من بينهم ضابط برتبة نقيب قتلوا أول أمس الأحد جراء انفجار لغم أرضي بآلية تقلهم ضمن طريق ترابي يصل بين مدينة السخنة وطريق أثريا ببادية حمص الشرقية وهم الرائد شرف علاء عبد المناف معلا والملازم شرف باسل صلاح الدين محمود والملازم شرف سعد الدين زكريا نصر.
كما قتل العميد ركن "نزار عباس فهود"، نتيجة انفجار لغم بمركبته العسكرية زرعه عناصر تنظيم "داعش" على الطريق الدولي (ديرالزور - حمص) شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي الخميس الفائت.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، أن المستشار العسكري في الحرس الثوري الإيراني حسن عبد الله زاده، ومرافقه محسن عباسي، قتلا بكمين نصبه عناصر تنظيم "داعش" على الطريق الواصل بين مدينتي ديرالزور وتدمر بريف حمص يوم الأربعاء الماضي.
وسبقها بيوم مقتل ثلاثة عناصر لميليشيا "لواء القدس" وأسر عنصر آخر بهجوم لعناصر "داعش" على مقرات وحواجز الميليشيات الإيرانية في بادية السخنة شرق حمص.
وفي 29 أيار/مايو الماضي، عثرت قوات النظام على جثث 13 عنصرا قرب حقل "آراك النفطي" شرق حمص، بعد يومين على فقدان مجموعة مؤلفة من 30 عنصرا في بادية تدمر.
وفي 17 أيار تعرض رتلا يضم 7 آليات عسكرية ونحو 40 عنصرا لميليشيات إيران لهجوما بقذائف "آر بي جي"، ما تسبب بمقتل خمسة عناصر وإصابة آخرين، وفقدان ثلاثة عناصر.
الرقة
وفي السبت 5 حزيران/يونيو من الشهر الجاري استهدف عناصر "داعش" بالأسلحة الثقيلة آليات عسكرية لميليشيات "حزب الله" و"النجباء" في منطقة "جبل البشري" بريف الرقة، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من الميليشيات وإصابة 9 آخرين بجروح.
وفي يوم الخميس 3 حزيران، هاجم تنظيم "داعش" نقاطا لميليشيا "القاطرجي" ببادية "القادسية" شرقي الرقة، وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة عناصر من الميليشيا وإصابة آخرين بجروح.
فيما استهدف عناصر "داعش" نقطة عسكرية لقوات النظام في محيط "حقل صفيان" بريف الرقة ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر بتاريخ 29 أيار الفائت.
وسبقها مهاجمة عناصر "داعش" نقطة عسكرية تابعة للفرقة الرابعة في قوات النظام على المدخل الجنوبي لبلدة السبخة بريف الرقة الشرقي النظام، ما تسبب بمقتل رقيب وعنصر من الفرقة الرابعة، بالإضافة إلى إصابة عنصر آخر.
وحول العمليات المكثفة الأخيرة لخلايا "داعش" في البادية قال الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي لبلدي نيوز، إنه تنظيم داعش يعتمد منذ حزيران/ يونيو ٢٠١٩ على استراتيجية أطلق عليها "غزوة الاستنزاف"، وتقوم على توجيه ضربات مستمرة ومكثفة على أهداف متعددة تسبّب الضرر لمصالح الطرف المستهدف على كافة المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية، أو تشتت تركيزه ونظره عن أهداف وتحركات أخرى قد يقوم بها. وهذا يشمل العمليات التي نفّذها التنظيم في البادية والتي استدعت إطلاق روسيا في تموز/ يوليو 2020 عملية الصحراء البيضاء بعدما اتّسعت رقعة نشاط خلايا التنظيم.
وأضاف "في الواقع، يهدف داعش من خلال تكثيف عملياته في البادية السورية إلى إفقاد النظام السوري وحلفائه القدرة على السيطرة على طرق الإمداد والاتصال اللوجستي وخطوط التماس إلا بتكاليف عالية".
وأشار إلى أن التنظيم يعتمد غالبا في تنفيذ الهجمات على شبكة من الخلايا غير المركزية والتي تمتلك قدرة عالية على اتخاذ القرارات دون العودة والتنسيق بالضرورة مع القيادة في العراق أو الخلايا الأخرى العاملة شرق الفرات وفي العراق.
وأضاف أن داعش يعتمد على الموارد التي يتم الحصول عليها خلال تنفيذ الهجمات الخاطفة أو من خلال المخصصات المالية القادمة من قيادة التنظيم والتي تتيح لهم شراء الأسلحة حتى من النظام السوري نفسه أو قوات سورية الديمقراطية أو غيرها.
في الـ23 من آذار/مارس 2019، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هزيمة داعش في سوريا، لتطوى بذلك نحو خمس سنوات من سيطرة التنظيم المتشدد على مناطق في سوريا، والتي كان آخرها قرب الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وتوجت هزيمة التنظيم بمقتل أبو بكر البغدادي، في تشرين الأول/أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أمريكية في محافظة إدلب السورية.
ورغم إعلان هزيمة داعش، لا يزال خطر التنظيم قائما في خارطة النزاع الذي يدور في سوريا، حيث يسيطر عناصره على بعض المناطق، تشكل منطلقا لشن هجماته.