بلدي نيوز – ادلب – (صالح أبو إسماعيل)
تراجعت زراعة القطن في ريف إدلب خلال السنوات الأربع الماضية لأسباب كثيرة منها تعطل أغلب محطات الري، وقصف قوات النظام لها، وارتفاع أسعار المحروقات، والأسمدة والمبيدات، وعدم وجود أسواق للتصريف.
وتشكل زراعة القطن مورداً أساسياً لدخل كثير من المواطنين في بعض المناطق الزراعية في ريف إدلب، إلا أن هذه الزراعة بدأت تنحدر تدريجياً مع بداية الثورة إلى أن وصلت نسبتها إلى 10 بالمئة مما كانت عليه قبل الثورة.
وعزا مزارعون التراجع في زراعة القطن إلى قصف قوات النظام لمحطات الريّ، لأنها تحتاج لكميات كبيرة من مياه الري، مشيرين إلى أن النظام لم يكتف بقصف المحطات في المناطق المحررة، بل فرضت قواته أتاوات لدخول المحاصيل الزراعية إلى مدينة إدلب قبل تحريرها، ناهيك عن سعر القطن المتدني، إذ لم ترفع سعره بالرغم من ارتفاع صرف الليرة السورية مقابل الدولار.
حسين الأحمد مزارع من ريف إدلب، قال لبلدي نيوز "لم أزرع القطن منذ 3 سنوات لعدم وجود مياه الري في سهل الروج بعد قصف نظام الأسد لمحطة مياه عين الزرقاء التي تؤمن المياه لآلاف الهكتارات، وأصبحنا نعتمد على الزراعات البعلية التي لا تناسب طبيعة الأرض في المنطقة".
قلة مياه الري، دفعت عدداً من المواطنين للجوء إلى الآبار الارتوازية لري محاصيلهم، إلا ان تكلفتها الباهظة حال دون سد الحاجة لمياه الري عبر المحطات والسدود.
أبو ياسر من سهل الروج بريف إدلب، قال في حديث لبلدي نيوز "زرعت القطن هذا العام معتمداً في ريه على البئر الارتوازي الذي حفرته مؤخراً، ولكن لم يكن بالشكل المطلوب لعدم قدرتي على دفع سقايته على أكمل وجه بسبب ارتفاع سعر المحروقات، والأسمدة، كما أخشى ألا أجد سوقاً لتصريف الإنتاج بعد جنيه".
ويقدر انتاج محافظة إدلب من القطن بأكثر من 20 ألف طن سنويّاً، إلا أن انتاجها تراجع ليصل إلى ثلاثة آلاف طن حالياً ما شكل أزمة اقتصادية في مناطق زراعته، إذ كان يعتبر من المزروعات الرئيسة.
ويطالب فلاحو ريف إدلب مؤسسات الثورة والمنظمات الإنسانية لإعادة تأهيل محطات الري كون المياه موفر وبكثرة لكنها لا تصل إلى الأراضي، وإيجاد سوق لتصريف المحاصيل الزراعية عموماً كبديل عن مؤسسات النظام، كون الزراعة هي المصدر الرئيسي للدخل في محافظة إدلب.