لماذا تراجعت "قسد" عن قرار التجنيد الإجباري في منبج؟

بلدي نيوز - حلب (محمد خضير)

أصدر مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بيانا، اليوم الأربعاء 2 حزيران/يونيو، أعلن فيه إيقاف حملة التجنيد الإجباري وفك أسر المعتقلين.

جاء ذلك في بيان مصور، أمام وجهاء من مدينة منبج، أكد فيه "إيقاف مشروع التجنيد ومناقشته في منطقة منبج وريفها مع وجهاء المنطقة، وإطلاق سراح المعتقلين بالأحداث الأخيرة، وتشكيل لجنة محاسبة المتورطين في إطلاق الرصاص على المتظاهرين".

من جانبها، أصدرت الفعاليات المدنية في منبج، بياناً موجهاً إلى وجهاء وإدارة قوات "قسد" في مدينة منبج شرقي حلب، أعلنت خلاله إنهاء الاحتجاجات.

وجاء في البيان، "كبادرة حسن نية نعلن عن إيقاف جميع الاحتجاجات ونمهل الإدارة والوجهاء حتى يوم الجمعة 11 حزيران/ يونيو، ليتم تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها في اجتماع الوجهاء و"قسد" اليوم الأربعاء.

وطالب البيان الإدارة الذاتية بعقد جلسة صلح مع جميع أهالي شهداء المدينة وفق شروطهم وطلباتهم، وعلاج جرحى الاحتجاجات على نفقة الإدارة، وتوفير المحروقات والغاز المنزلي، وتوفير الأسمنت بسعر مقبول، وفصل الفاسدين ممن يعطلون شؤون المواطنين ضمن الإدارة في منبج، وعدم ملاحقة أو اعتقال أو محاسبة أي شخص شارك أو دعم الاحتجاجات.

وحذّر البيان الإدارة الذاتية أنه وفي حال عدم موافقتهم على الشروط آنفة الذكر ستكون الجمعة القادمة جمعة "غضب وحساب"، وفق تعبيرهم.

وجاءت احتجاجات بمنطقة منبج، على خلفية دعوات من قبل ناشطين رفضا لعمليات التجنيد الإجباري التي تنفذها "قسد" بحق سكان مناطق سيطرتها شمال وشرق سوريا.

وخلفت الاحتجاجات 8 شهداء وأكثر من 40 جريح برصاص قوات "قسد"، بالإضافة لاعتقال العديد من الشبان.

ضغط للتحالف أم ضغط شعبي

يقول الصحفي ابن مدينة منبج "جاسم السيد" لبلدي نيوز: "إن الترجع عن القرار هو متوقع من البداية، لوجود تجارب سابقة، والقرار ليس الأول من نوعه، بل صدر قرار سابق وحصل أضراب ومظاهرات لكن لم تكن بهذه الحدة وتم التراجع عنها، ولكن هذه المرة أخد الموضوع منحة أخرى، وهي رسالة أوصلتها "قسد" للمدنيين أنها إذا أصدرت قرار مماثل في المرات القادمة فيجب عليهم الرضوخ لتلك القرارات".

ويضيف، الأمر الأخر وبحسب المعلومات فإن سبب تراجع "قسد" هو الضغوط الشعبية والحراك الشعبي، مؤكدا أنه حراك شعبي وليس مسيس، وأن معظم المدنيين الذين خرجوا قد خرجوا بدافع شخصي للمطالبة بحقوقهم، وأهم تلك المطالب هو إلغاء قرار التجنبد الإجباري.

وأشار إلى أن "قسد" أصدرت قرار بإيقاف التجنيد الإجباري، وهنا يجب علينا التمييز بين إيقاف وإلغاء، فمعنى إيقاف هو أن يتم تفعيل القرار في الأيام القادمة.

وعن موضوع بيان الفعاليات المدينة التي أصدرت بيان قال: "أن أغلب الفعاليات هي مع "قسد"، منهم المجلس التشريعي والمؤسسات التابعة لها، فهذا البيان متوقع جدا جدا من قبلهم، وهم لا يمثلون الشارع بحسب قوله، وهناك أشخاص حاولوا تسيس الموضوع لعدة جهات ومنها النظام، ولكن المتظاهرين هم ليس تابعين للنظام ولا لغيرهم".

ما أهمية مدينة منبج للأطراف المتصارعة

تعد مدينة منبج خطاً اقتصادياً ساخناً يربط مدينة حلب بطرفي نهر الفرات الشرقي والغربي منه، وتقع في شمال شرقي محافظة حلب على بعد 80 كيلو مترا من المحافظة و30 كيلو مترا غربي نهر الفرات.

تعتبر منبج بالنسبة لـ "قسد"، الشريان الإقتصادي بسبب نشاط الحركة التجارية التي تربط مدينة حلب بمناطق شرق الفرات وغربها مثل القامشلي والرقة والحسكة وشرق دير الزور.

وتوجد في المدينة قواعد عسكرية للتحالف الدولي وهي خط ساخن لدعم العمليات اللوجستية ل"قسد"، عدا عن أنها تربط المدن الكردية من شمال شرقي البلاد إلى شمال غربها وبالتالي قد تصبح "قسد" أقوى لحصولها على الإمدادات اللازمة بسهولة.

كما كانت تستخدم الولايات المتحدة مدينة منبج كورقة ضغط على تركيا من خلال دعم "قسد"، الذين طردوا تنظيم "داعش" من منبج، وخاصة أن تركيا لم تسمح للولايات المتحدة من استخدام قاعدة "أنجرليك" التركية وتقربها من روسيا.

وجرت التطورات بشكل سريع في كانون الأول علم 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإنسحاب من منبج، في حين سارعت "قسد" إلى الاتفاق مع موسكو والنظام الذي أرسل بدوره 300 من عناصره إلى المناطق الحدودية لمنبج للعمل جنبا إلى جنب مع القوات الروسية ومقاتلي مجلس منبج العسكري بناء على دعوتها إلى ذلك.

وأدت هذه الخطوة إلى تريث تركيا وإيقاف تهديداتها بالهجوم على منبج.