بلدي نيوز – (متابعات)
سجل السوريون في هذا اليوم، اليوم العالمي للاجئين، أكبر مأساة عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، بحوالي 4 مليون لاجئ، ونحو 9 مليون نازح، ليتجاوز الرقم نصف عدد السكان في سوريا، فضلاً عن حساب النوايا لدى من بقي منهم، والذين تنتابهم رغبة جامحة بالرحيل من البلد الذي أغرقه نظامه ببحر من دم.
ولا تكمن المأساة في الأرقام فقط، بل بنقص المساعدات التي تقع على عاتق المجتمعين الإنساني والدولي على حد سواء، في حين أن مؤسسات الأخير المعنية بهذا الشأن، أعلنت عجزها شبه الكلي عن تحمل الأعباء، داعية المجلس الدولي إلى دفق مزيد من الأموال في محاولة لسد حاجات اللاجئين السوريين الأساسية.
وفي الوقت نفسه، تثير مشكلة قبول اللاجئين في الدول الأوروبية، توتراً، وتخبطاً، ظهرت تجلياته في المؤتمرات التي عقدها لدراسة تداعيات اللجوء، وخاصة عبر الهجرة غير الشرعية، ومحاولة نقاش محاصصة أوروبية في استقبال اللاجئين، والذي وقفت عنده عدد من دول الاتحاد، دون قرار، في حين أن بريطانيا رفضت الفكرة.
كما أن الولايات المتحدة، في هذا الإطار، اعتبرت أن موضوع إعادة توطين اللاجئين السوريين لا يشكل حلاً، وهو ما جاء على لسان مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي سايمون هينشو، حين قال "إن برنامج الولايات المتحدة لـلاجئين هو الأكثر ريادة، مقارنة بـباقي الدول، وإن إعادة توطين اللاجئين السوريين لا تمثل حلاً للأزمة في سوريا".
الاتحاد الأوروبي، يطلق الإثنين المقبل، عملية بحرية للتصدي ومكافحة أنشطة المهربين الذين يستغلون وضع المهاجرين المأساوي من أجل عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، بعد أن شهد المتوسط في الآونة الأخيرة وقائع مأساوية، دون النظر في الظروف التي دفعت أولئك المهاجرين، والذي يشكل السوريون منهم السواد الأعظم، إلى ترك بلادهم، واللجوء إلى مهربي بشر وبحر لا يرحمان.
ورغم أن التقرير السنوي للمفوضة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ذكر أن عدد النازحين واللاجئين حول العالم بسبب الصراعات والنزاعات وصل إلى 60 مليون شخص حتى نهاية عام 2014 ، وأن سوريا سجلت أعلى نسبة نزوح ولجوء منذ بدء الأحداث عام 2011، إلا أن المجتمع الدولي مازال يغمض عينيه عن أكبر الكوارث على هذا الكوكب، وفق مراقبين.
من جهة أخرى، يرى محللون أن سلب الفعل عن قضية اللاجئين، ومأساتهم، مرده إلى المصلحة المباشرة، من الظروف في بلادهم، مشيرين إلى نتائج التقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام "IEP" الذي ذكر أن أكثر من 14 تريليون دولار أنفقت على الصراعات في العالم خلال العام الماضي وحده.
كما يعتبر معارضون أن كلام دول الانحاد الأوروبي ليس مبنياً على واقع، أو منطق، حيث أنه من غير الأخلاقي، أن تستنكف تلك الدول عن استقبال بضعة آلاف من اللاجئين السوريين، في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا قرابة مليون و800 ألف لاجئ سوري، والأردن مليون و600 ألف، في حين يبلغ عدد اللاجئين في لبنان قرابة المليون و200 ألف.
السوريون في المخيمات، لم يذكروا نية في البقاء في دول اللجوء، ومؤكدين للعالم أجمع أن انتهاء بطش النظام في بلادهم، كفيل بعودتهم إلى ربوع الوطن، ومطالبين هذه الدول التي ترفض وصول السوريين إلى أراضيها، أن تساعدهم في العودة إلى أراضيهم على أقل تقدير.