بلدي نيوز – حلب (جاسم السيد)
يعاني أكثر من 200 ألف نسمة من سكان مدينة منبج شرق حلب، من سوء الوضع الإنساني نتيجة الحصار المفروض على المدينة من قبل ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، منذ نحو أسبوعين.
وأدى الحصار المفروض على منبج، إلى نفاد شبه كامل للمواد الغذائية في المدينة حتى الأساسية منها كالخبر والرز والسمن وغيرها، كما تسببت المعارك المحتدمة بين تنظيم "الدولة" من طرف وميليشيات "قسد" المدعومة بطيران التحالف الدولي، بانقطاع المياه نتيجة قصف شبكة الكهرباء المغذية لمنبج.
وحسب "علي أبو سليم" أحد الموطنين المحاصرين في المدينة، فإن المواد الغذائية تكاد تنفد، والخضروات والفواكه بأنواعهما معدومة في المدينة المحاصرة.
وأوضح أبو سليم في حديثه لبلدي نيوز، أن الأهالي يعتمدون على المواد التموينية الأساسية كالرز والبرغل والخبز، فيما لجأوا إلى خزنات المياه على سوئها للحفاظ على حياتهم بعد انقطاع المياه عن المدينة منذ قرابة أسبوع.
بدوره، قال المواطن أبو ياسين لبلدي نيوز، إن المدينة تعاني من نقص كبير في الأدوية وحليب الأطفال، إضافة لعدم وجود أطباء بعد مغادرة معظمهم المدينة خوفا من الحصار.
بدون ماء ولا كهرباء
وتعتبر منبج من أهم المدن السورية ذات المخزون المائي والكهربائي بسبب وجود نهر الفرات الذي أقيم عليه سد تشرين الذي يؤمن المياه والكهرباء لأجزاء واسعة من سوريا، وفي هذا الصدد يوضح الدكتور عماد الدين حنيظل رئيس المجلس المحلي السابق في منبج وعضو الهيئة السياسية أن منبج تعتمد في حصولها على مياه الشرب من محطة ضخ البابيري في ناحية مسكنة التابعة للمدينة، والتي تعتبر مصدر المياه الرئيسي لكل محافظة حلب، وتضخ لمركز مدينة منبج عن طريق مركز تل أسود الذي يحتوي على خزانات التصفية الأولى، ومنه إلى مركز الكرعة الذي يعتبر المركز النهائي لتوزيع المياه على أحياء المدينة.
وبيّن حنيظل كانت شبكة مياه الشرب (شبكة حديثة)، ولم تكن تحتاج لأعمال الصيانة كثيرا كما تحتاج بشكل دائم إلى وصول تيار كهربائي مستقر ومتواصل حتى يستمر ضخ المياه بشكل سليم ومتواصل، وفي حال انقطاع الكهرباء عن مركز تل أسود يحتاج إلى 12 ألف ليتر مازوت يوميا كي يستمر الضخ باتجاه الكرعة ومنبج، لكن حاليا بعد اندلاع المعارك بين تنظيم الدولة وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية تضررت شبكة المياه والكهرباء وخصوصا مع سيطرة "سوريا الديمقراطية" على محطة ضخ الكرعة، وبذلك تكون قد خرجت عن الخدمة وبها توقف ضخ المياه عن المدينة.
أما عن واقع الكهرباء، أوضح حنيظل بأن الكهرباء تشبه شبكة الطرق أي أننا نستطيع إرسال الكهرباء من منبج لأي مكان في سورية وبالعكس تماما كما تتصل شبكة الطرق ببعضها البعض، حيث تغذى منبج بالكهرباء من مصدر رئيسي هو سد تشرين، وهناك مصادر اخرى عن طريق المحطة الحرارية والباب أو عن طريق سد الفرات.
وقال رئيس المجلس المحلي السابق "تحتوي محطة توليد الطاقة الكهربائية في المدينة على محولتين (66/20) قدرة المحولة 30 ميغاواط أي أن كلاهما 60 ميغاواط في حين كانت المدينة بحاجة لـ90 ميغاواط بدون الريف، ورغم توفر الكهرباء التي تصل المدينة كانت تحتاج إلى محولة ثالثة سعة 30 ميغاواط".
وأشار "حنيضل" إلى أن منبج بلا كهرباء بشكل نهائي على الرغم من وجود 200 ألف نسمة من سكانها، ومئات الأسر النازحة في المدينة التي لا يستطيع أي مدني الخروج منها بسبب الحصار المفروض عليها.