بلدي نيوز - إدلب (معاذ العباس)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، خلال الساعات الماضية، فتح ثلاثة معابر إنسانية، إثنين منهم في إدلب وثالث بريف حلب الشمالي، بداعي عبور المدنيين لمناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت الوزارة، إنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب التركي لإعادة فتح ثلاثة معابر في منطقتي إدلب وحلب شمال سوريا لتخفيف صعوبة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا، وفق زعمها.
وجاء الإعلان بعد أيام فقط من قصف الطائرات الروسية لسيارات نقل تعمل في نقل المساعدات الأممية من تركيا إلى مناطق الشمال السوري عبر معبر "باب الهوى" المعبر الوحيد المتفق عليه لدخول المساعدات بعد إعلان إغلاق معبر باب السلامة سابقاً.
ماذا وراء القصف؟
يرى باحثون أن قصف روسيا لهذه السيارات جاء في يوم الأحد 2021/3/21 وهو اليوم الذي يُعد يوم عطلة رسمية في تركيا ما جعل السيارات التي تنقل المساعدات مجتمعة في موقفها ضمن معبر باب الهوى بأربع غارات جوية بطائرات "SU-35".
وفي الأثناء، يرى آخرون أن القصف هو رسالة واضحة من روسيا بقصف السيارات التي تنقل المساعدات الإنسانية وفي حرم معبر باب الهوى ليتم "إغلاقه" كما أغلق معبر "باب السلامة" بريف حلب الشمالي من خلال استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" وهذا ما يمكن أن تعيده روسيا لاحقا لإغلاق معبر باب الهوى أيضاً.
وفي حديث خاص لبلدي نيوز، قال المحلل السياسي "سامر خليوي"، إن هناك أهدافا واحتمالات عدّة، منها تخفيف الضغط الاقتصادي على المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وتصدير العملة السورية التي طبعتها روسيا أخيراً، وهي من دون رصيد للمناطق المحررة.
وأضاف خليوي، أن الهدف كذلك هو الإيحاء بأن روسيا والنظام يعملان على إخراج المحاصرين في المناطق المحررة وقد تستغل روسيا هذا الامر وتشن عملية عسكرية بعد أن تقول إنها فتحت المعابر لمن يرغب بالعودة لمناطق النظام.
وأشار إلى أن الهدف أيضاً ربما يكون هو زرع عملاء جدد وتصدير المفخخات للمناطق المحررة، وهو ما قد تستغله روسيا في حالة إجراء الانتخابات، حيث ستزور مزيدا من الأصوات وتدعي أنها تعود للذين دخلوا مناطق النظام بعد فتح المعابر.
ونوّه المحلل السياسي على أن روسيا قد تستغل افتتاح المعابر الثلاثة، لإيصال رسالة للأمم المتحدة، مفادها أن "المعابر الداخلية مفتوحة ولا حاجة لفتح معابر حدودية من أجل إيصال المساعدات، الأمر الذي رفضته روسيا والصين في مجلس الأمن السماح سوى لمعبر باب الهوى لإدخال المساعدات الأممية وأيضا قد يكون فتح المعابر هو اختبار لتركيا بالتجاوب معها خاصة بعد أن دمرت روسيا مشفى الأتارب الجراحي، ومناطق أخرى.
قصف المساعدات الأممية
اعتبر ناشطون أن القصف الروسي على السيارات المخصصة لنقل المساعدات الأممية بالإضافة لقصف أسواق المحروقات لعدة مرات في ريف حلب الشمالي وريف إدلب بهدف إنشاء أزمة محروقات في الشمال السوري، في ظل نقص المحروقات في مناطق سيطرة النظام.
وكان أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ "لا للمعابر مع النظام" اعتراضاً على فتح المعابر، ورفضاً لها، مع دعوات للتظاهر في الشوارع، تعبيراً عن رفضهم.
يُشار إلى أن الطائرات الروسية قصفت بالصواريخ معبر باب الهوى بالتزامن مع قصف بصواريخ بعيدة المدى منطقة المخيمات في بلدة قاح على الحدود السورية - التركية، بالإضافة لقصف مشفى في بلدة الأتارب، والذي خلقت ضحيته ثمانية شهداء و22 جريح.