قرية "القصر" بالسويداء.. بين ظلم الأسد والإرهاب الأسود - It's Over 9000!

قرية "القصر" بالسويداء.. بين ظلم الأسد والإرهاب الأسود

بلدي نيوز - درعا (مصعب الحسن)

تعتبر قرية القصر من أكبر قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي، والتي يسكنها عشائر البدو، وتمتاز بمدخلها إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي، وتعد منطقة ربط بين بادية السويداء وريفها الشرقي.

في عهد الثورة

بقيت قرية القصر شمال شرق محافظة السويداء خلال الفترة ما بين (2011-2015) خالية من أي تواجد عسكري باستثناء مرور بعض الدوريات التابعة لنظام الأسد بين الحين والآخر.

وفي مطلع عام (2015) سيطر تنظيم داعش على قرية القصر وهجّر أهالي القرية باتجاه محافظة السويداء وريف درعا الشرقي، واتخذ التنظيم من القرية منطلق لعملياته ضد قرى ريف السويداء الشرقي وخاصة تلك التي تنتمي للطائفة الدرزية، كان أعنفها الهجوم الإرهابي الذي شنه التنظيم ليلة 19 أيار/مايو عام (2015) على الحقف شمال شرق محافظة السويداء، وخلف الهجوم في حينها عدد من القتلى في القرية، في غياب شبه كامل لمليشيات نظام الأسد للدفاع عن أهالي القرية.

وخلال تلك الأيام، انضم عدد من أنباء قرية القصر إلى فصائل المعارضة السورية من أجل مساعدتهم على تحرير قريتهم من "داعش"، وفي شهر آذار/مارس من العام (2017) حرّرت فصائل المعارضة السورية قرية "القصر" من تنظيم داعش، وفرضت الفصائل سيطرتها على غالبية قرى ريف السويداء الشرقي.

ولم تمضي تلك السيطرة سوى ما يقارب أربعة أشهر، حيث شنت قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي ومليشيات حزب الله اللبناني ومليشيات الحزب القومي ومليشيات جمعية البستان المدعومة من إيران حملة سيطرت من خلالها على قرية "القصر" في تموز من العام (2017) بعد انسحاب فصائل المعارضة منها.

حلم العودة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر (2019) عمل ما يسمى "مركز المصالحة الروسي" على عودة عدد من أهالي قرية القصر، وتعهدت الشرطة العسكرية الروسية بعدم تعرض الحواجز العسكرية الموجودة في القرية لأي شخص وعدم ملاحقتهم بعد إجراء تسوية أمينة.

 وتفاجئ أهالي القرية بحجم الدمار الهائل الذي طال منازلهم خلال السنوات التي هجروا منها، بالإضافة لتدمير غالبية البنى التحتية في القرية، وفقاً لمصدر محلي لبلدي نيوز.

وذكر المصدر، أن المنازل التي لم تدمر بفعل القصف بالبراميل المتفجرة تمت سرقتها من قبل مليشيات النظام التي اقتحمت القرية، وأن حجم الدمار في القرية يفوق التصور بالإضافة لتدمير البنى التحتية بشكل شبه كامل.

ويقول الشاب "أبو نورس" وهو من أبناء قرية القصر لبلدي نيوز "تهجرت من القرية منذ العام (2015) وأسكن حالياً في سهول ريف درعا الشرقي، ولا أفكر بالعودة خلال الفترة المقبلة، لعدم توفر المدارس، بالإضافة لانعدام الخدمات الأساسية".

وأضاف في حديثه لبلدي نيوز: "أخاف الاعتقال على إحدى الحواجز العسكرية الموجودة في القرية، والزج بي في الخدمة الاحتياطية في جيش نظام الأسد".

وأكّد على أنه يفضل العيش في ريف درعا الشرقي، مشيراً أن بعض الجهات الموالية للنظام تحاول إثارة الفتنة بين أبناء قرية القصر وأبناء محافظة السويداء بزج اسم هذه القرية على أنها من الداعمين لتنظيم داعش.

وأكد على أن عدد من أبناء القرية قتلوا في سبيل تحرير قريتهم من هذا التنظيم الذي ساعدته حكومة النظام ونقلته من مخيم اليرموك جنوب دمشق ومن حوض اليرموك غرب درعا إلى ريف السويداء الشرقي.

ولفت إلى أنهم هم أبناء محافظة السويداء ولا يحملون العداء لأي مكون من مكونات هذه المحافظة وأنهم في خندق واحد في مواجهة إرهاب داعش والمليشيات الإيرانية وحزب الله الإرهابي.

تهميش وفقدان للخدمات العامة

يتواجد في قرية القصر مدرستين أحدهما ابتدائية والأخرى إعدادية طالهما التدمير كما باقي منازل القرية، حيث عمل النظام على ترميم غرفتين في المدرسة الابتدائية فقط، من أجل مساعدة أطفالهم على استكمال تحصيلهم العلمي وتعويض ما فاتهم خلال السنوات الماضية، كما أن مركز القصر لتوزيع الأعلاف والذي تستفيد من خدماته ما يقارب (12) قرية مغلق منذ العام (2012).

من جانبه، تؤكد مصادر لبلدي نيوز، أن غالبية أهالي القرية والقرى المجاورة لها يعملون في تربية المواشي ويضطرون للذهاب إلى مركز مدينة شهبا من أجل استلام مخصصات مواشيهم من الأعلاف.

النظام يثير الفتنة الطائفية

حاول نظام الأسد خلال الأعوام الماضية خلق فتنة بين مكونات محافظة السويداء من خلال بث قنواته الإعلامية تقارير تتهم أهالي قرية القصر والقرى المجاورة لها بالتبعية لتنظيم "داعش" الإرهابي.

ونقل مراسل بلدي نيوز على لسان أحد سكان القرية، قوله: "إن نظام الأسد هو من كان يسمح للسلاح والمواد الغذائية بالوصول لمسلحي التنظيم، وكان التعاون واضحا حين قام نظام الأسد بنقل مسلحي داعش من مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق ومن حوض اليرموك غرب محافظة درعا إلى ريف السويداء الشرقي.

ومنذ عودة أهالي قرية القصر وبعض القرى المجاورة قام أهالي قرية "الحقف وبثينة" على إغلاق الطرق المؤدية إلى قرية "القصر" والقرى المجاورة لها، ممّا كبدهم عناء الذهاب إلى قرية "شقا" والتي تبعد عنها قرية القصر ما يقارب (10) كم.

وعزّا أهالي قريتي "الحقف وبثينة" إغلاق الطرق لعدم ثقتهم بمليشيات نظام الأسد وخوفهم من تسلسل عناصر تنظيم "داعش" كما حصل منتصف العام 2015.

مقالات ذات صلة

فيدان: لا نتهرب من لقاء الأسد لكن يجب عليه مراجعة نفسه أولا

إيران تعلق على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق

وزير أردني يكشف حقائق عن نظام الأسد بما يخص التهريب على الحدود

أثارت السخرية.. بما بررت وزارة الكهرباء رفع سعر الفواتير

وزير خارجية النظام: مستعدون لشن حرب على إسرائيل

تصريح تركي بخصوص مسار التطبيع مع نظام الأسد