بلدي نيوز – إدلب (محمد خضير)
صعدت الطائرات الحربية الروسية وقوات النظام، من قصفها المدفعي والصاروخي خلال الأيام الثلاثة الماضية عبر استهداف عدة مراكز حيوية ومصادر الطاقة كأسواق المحروقات ومعمل الغاز الوحيد في شمال غرب سوريا.
وعرضت روسيا اقتراح على تركيا بفتح ثلاثة معابر باسم ما أسمته "الإنسانية" بين مناطق المعارضة والنظام، حيث نقلت وكالة "تاس" للأنباء عما يسمى بـ "المركز الروسي للمصالحة السورية" قوله أمس الثلاثاء إن روسيا اقترحت على تركيا أن تعيد فتح ثلاثة معابر في إدلب وحلب بسوريا اعتبارا من 25 آذار؛ بسبب "الوضع الإنساني الصعب" في سوريا.
ويأتي ذلك العرض مع استهداف الطائرات الحربية الروسية لمصادر الطاقة في شمال وغرب سوريا، حيث قصفت الطائرات الحربية الروسية منطقة "باب الهوى" بريف إدلب الشمالي، وحرش بسنقول على طريق M4 بريف إدلب الجنوبي، سبقها إصابة مدنيين بجروح جراء قصف القوات الروسية من قاعدة "حميميم" العسكرية بصاروخ بعيد المدى، مخيمات النازحين على أطراف بلدة "قاح" شمال إدلب، وارتكاب مجزرة في مدينة الأتارب حيث استهداف مشفى هناك خلف عشرة شهداء، سبقها استهداف صهاريج لنقل مادة المازوت في ريف حلب.
وكان صرح في وقت سابق مصدر خاص لبلدي نيوز، أن روسيا طلبت من تركيا فتح المعابر وإلا ستبدأ بتصعيد عسكري جديد، وبعدها بأيام بدأت الحملة العسكرية، ثم أعلنت روسيا بشكل علني وطلبت من تركيا فتح ثلاثة معابر.
تفسيرات
يبدو أن الأمور تتجه لفتح المعابر لكن السؤال هنا من المستفيد من ذلك، حيث يرى الأهالي في الشمال المحرر أن المستفيد من فتح المعابر هم تجار النظام والمعارضة، إضافة للنظام السوري بحد ذاته.
حيث يتم تبادل المنتجات بين الطرفين، ويمكن للطرفين الاستفادة من الرسوم الجمركية، كما أن التجار سيصدرون منتجاتهم عبر المعابر الثلاثة، وسيزيد انتاجهم بوجود سوق تصريف جديد للبضائع التابعة لهم.
لأن مناطق سيطرة المعارضة في إدلب تستفيد من التبادل التجاري الكبير مع تركيا، ما يجعل النظام المستفيد الأكبر من استئناف الحركة التجارية وافتتاح المعابر، نظراً لعدم وجود خيارات أخرى أمامه سوى مناطق سيطرة المعارضة، على الأقل في الوقت الحالي بسبب العقوبات التي فرضتها عليه الدول الغربية.
كما يستميت النظام لافتتاح المعبر للتخلص من الضائقة الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرته، وحالة نقص السلع والمواد والقطع الأجنبي من العملات، بسبب توقف التبادل التجاري مع أي جهة كانت.
البعد اﻻقتصادي
ولكن "البعد اﻻقتصادي" أكثر عمقا ووضوحا في حالة "التصعيد" الأخير فاستياء الروس لا يبدو أنه فقط نابع من عدم "تنسيق العمليات العسكرية"، بل إنّ اﻷهداف الحيوية، (أسواق النفط، معامل الغاز، مستشفيات، مناطق التجارة)، التي تم استهدافها تعطي مؤشرا أن موسكو تسعى لترجيح أو خلق توازن بين كفتي ميزان المعارضة والنظام في شق "المحروقات" تحديدا.
ما يعني أنّ الرسالة الروسية، هي استنزاف المناطق المحررة اقتصاديا، وما يؤكد تلك الفرضية أنّ اﻷهداف والضربات كانت محدودة.
رفض شعبي
أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجًا على الطلب الذي قدمته روسيا لتركيا حول افتتاح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة النظام السوري والمعارضة.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وساماً بعنوان "لا لفتح المعابر" و "لا للمعابر مع النظام" تعبيراً على رفضهم التام لذلك، معتبرين أن روسيا تريد فتح المعابر لدعم النظام اقتصادياً بعد فرض العقوبات عليه، وخلال الأزمة التي تشهدها مناطقه من نقص في مواد البانزين والغاز والمازوت.
ويرجع الغضب الشعبي من فتح المعابر إلى تجارب سابقة، حيث يستغل التجار حاجة تجار مناطق سيطرة النظام للمواد فتسحب من السوق وبالتالي ارتفاع جديد للأسعار بالتزامن مع ارتفاعها المستمر وفي ظل انتشار للبطالة وانعدام الدخل لشريحة واسعة من المدنيين.