بلدي نيوز - (خاص)
ارتكبت قوات النظام وميليشياته بالتعاون مع طائرات استطلاع روسيا، مجزرة في مدينة الأتارب غربي حلب، راح ضحيتها 8 شهداء ومايزيد عن 20 مصاباً، إثر قصف صاروخي استهدف مشفى "سامز الجراحي" في الأتارب غربي حلب، يوم أمس الأحد 21 آذار/مارس 2021.
ورجحت مراصد عسكرية أن القصف سببه سقوط 3 قذائف هاون مصدرها الفوج 46 غربي حلب والذي يتمركز بداخله النظام السوري، وأن القذائف سقطت على البواية الغربية للمشفى، أسفر عن تدمير العيادة العظمية ومكتب الاستعلامات.
في المقابل، قال النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، وهو ضابط منشق عن نظام الأسد، القيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير" لبلدي نيوز: "إن الصواريخ التي استهدفت مشفى سامز الجراحي ليست قذائف هاون، فبحسب الصور التي وصلتني عن أجزاء الصواريخ المتبقية، فإن القصف تم عن طريق صواريخ عالية الدقة وتعتمد على نظام تحديد الموقع GPS، وهذا النوع من الأسلحة متطور للغاية وهذه لايملكها نظام الأسد".
وأكّد على أن القصف مصدره القوات الروسية وليس نظام الأسد أو ميليشياته، باعتبار أن الصواريخ ذكية من جهة وتحليق طائرات روسية الاستطلاعية اثناء حدوث الجريمة في سماء المنطقة.
وعن سبب القصف المفاجئ للمشفى والتصعيد في شمال غربي سوريا، أشار النقيب في حديثه لبلدي نيوز" "إن تصريح الإدارة الأمريكية قبل أيام بعدم الاعتراف بانتخابات نظام الأسد وتأكيدها على أنها غير شرعية ومواصلة تطبيق قانون قيصر، وتهديد روسيا أيضاً بمعقابتها ومحاسبة بوتين، أرادت روسيا الرد عليها في الساحة السورية عبر ضرب وكلاء لها في إدلب وحلب.
وأوضح أن روسيا قصفت بالتحديد مشفى "سامز" المدعوم أمريكيا في مدينة الأتارب غربي حلب، كما قصفت عقب ساعات من المجزرة مقر الفرقة 23 التي شكلتها غرفة الموم سابقا التابعة للإدارة الأمريكية.
وحول استهداف روسيا لمعمل الغاز على الحدود السورية - التركية، قال: "إن قصف المعمل يأتي في إطار ضرب المنشآت الحيوية في منطقة إدلب مقابل فتح المعابر التجارية للنظام السوري لكسر الحصار الاقتصادي المفروض على الأسد من قبل أمريكا".
وأضاف إن روسيا أبلغت الجانب التركي بتنفيذ غارات جوية عدة على الحدود السورية - التركية، في وقت توصف العلاقات الروسية - التركية بالممتازة لاسيما عقب مغازلة أردوغان لبوتين عقب وصف الرئيس الأمريكي للرئيس الروسي بالقاتل وتهديده بالمحاسبة.
وكان أصدر الدفاع المدني السوري، أمس الأحد، بيانا، أدان فيه المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد باستهداف مستشفى مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، صباح الأحد 21 من آذار/مارس.
وقال في بيانه: "جريمة إرهابية، ومجزرة جديدة، يرتكبها نظام الأسد باستهداف مستشفى مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، اليوم الأحد 21 آذار، ما خلف ضحايا من الكوادر الطبية والمرضى، إضافة لخروج المستشفى عن الخدمة".
واعتبر الدفاع المدني أن هذه الجريمة هي استمرار لسياسة النظام وروسيا الممنهجة باستهداف المنشآت الطبية والمشافي، بهدف حرمان المدنيين من خدماتها، إذ كانت المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها وعلى مدى السنوات الماضية هدفا لهذه الهجمات الممنهجة.
وأوضح أن القصف على مستشفى الأتارب جاء في الوقت الذي يعاني فيه العالم نقصا كبيرا في الكوادر الطبية لمواجهة جائحة كورونا، بينما يستهدف نظام الأسد الكوادر الطبية دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية، ولما يمر به العالم من كارثة حقيقية تحتاج لحماية الكوادر الطبية والمشافي بدل قصفها.
وسبق أن وجه فريق منسقو استجابة سوريا تذكيرا لجميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان بضمان سلامة جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمرافق العامة وشبكات المياه و الكهرباء، والسماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة.