بعد عقود من الطغيان.. هكذا بدأت صرخة الحرية الأولى في سوريا - It's Over 9000!

بعد عقود من الطغيان.. هكذا بدأت صرخة الحرية الأولى في سوريا

بلدي نيوز - (أشرف سليمان)

بدأت إرهاصات الحلم قبل عشرة أعوام مع بدايات الربيع العربي التي انطلقت في تونس أولا ثم مصر وليبيا، حينها بدأ حلم الشعب السوري بالخلاص من 4 عقود من حكم نظام البعث وعائلة الأسد، بينما أشهر بشار الأسد سلاح القمع الذي ورثه عن "أبيه"، بأجهزة مختصة بقمع أي تهديد يمس كرسيه.

شرارة الثورة في دمشق

لم يكن يعلم شرطي المرور أن صفعاته على وجه أحد المواطنين في سوق الحريقة "بدمشق" في شهر شباط 2011، ستكون شرارة الثورة لملايين السوريين، إذ درج العرف على أنه من الطبيعي أن لا يحاسب عنصر الشرطة في "مزرعة الأسد"، وفي هذه الحادثة حاول وزير داخلية النظام فض التظاهر بعبارة اشتهر فيها "عيب يا شباب هي أسمها مظاهرة.

بعد حادثة سوق "الحريقة"، خرج عدة أشخاص من أبناء سوريا في أول مظاهرة مناهضة للنظام بشكل صريح بتاريخ 15/03/2011 في قلب العاصمة دمشق وبالتحديد من سوق الحميدية التاريخي المجاور لمسجد بني أمية الكبير.

مظاهرة درعا

وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة وبتاريخ 18/3/2011، خرج أهالي درعا بمظاهرات مطالبين بخروج الأطفال الذي اعتقلهم النظام بعد أن خطوا عبارات مناهضة على جدران مدارس درعا البلد، "الموت ولا المذلة".

مظاهرات الريف الدمشقي

نصرةً لدرعا وللمطالبة بالمعتقلين السياسيين ورفع قانون الطوارئ، انتفض أبناء الغوطة الشرقية في مدينتي دوما وسقبا بمظاهرتين حاشدتين عقب صلاة الجمعة الأخيرة من شهر آذار عام 2011، وذلك بالتزامن مع خروج الدمشقيين بمظاهرة كبيرة من جامع "الرفاعي" تحمل الأهداف والمطالب ذاتها، وهتفوا بصوت واحد: "الله سوريا حرية وبس"، بعد 40 عاماً على رفع هتاف "الله سوريا الأسد وبس".

وقال "بلال باشا" من أبناء مدينة دوما وأحد المشاركين في أول مظاهرة خرجت بتاريخ 25/03/2011، "كان أول تجمع واعتصام لنا في ساحة البلدية بعد أن خرجت مسيرة مؤيدة للنظام السوري، وهم عبارة عن عناصر أمن، ولتفريق المسيرة والتي لا تمثل الأهالي خرجنا في مظاهرة مناهضة لمطالب المسيرة ونصرةً لدرعا، وتحولت المظاهرة لاعتصام دام ساعات طويلة قبل أن يهاجم عناصر الأمن ومخابرات النظام الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالضرب".

الرصاص خيار الأسد

وأضاف الباشا: "في الجمعة التالية بتاريخ 01/04/2011 خرجنا بمظاهرة من جامع الكبير، لنطالب بالإصلاح ورفع قانون الطوارئ وتعديل الدستور، ليأتي الرد سريعاً بالرصاص الحي، ارتقى فيها أول 11 شهيدا في الغوطة الشرقية وهم 8 من مدينة دوما و2 من مدينة عربين وشهيد من مدينة سقبا، لينتفض سكان الغوطة في اليوم التالي خلال تشييع الشهداء بهتاف الشعب يريد اسقاط النظام".

توسع المظاهرات

وبعدها توسعت رقعة المظاهرات في معظم أحياء دمشق ومدن وبلدات ريف دمشق في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية، ومع توسعها كانت قوات النظام تصعد من إجرامها بحق المتظاهرين من حملات اعتقالات إلى تفرقة المظاهرات بالرصاص الحي، ونصب حواجز أمنية وعسكرية على مداخل ومخارج كل شارع وحي للحفاظ على أمن العاصمة دمشق.

وبعد محاولة مئات الألوف من المدنيين الزحف في الجمعة "العظيمة" بشهر نيسان إلى ساحة العباسين وسط دمشق، ما كان من النظام إلا الكشف عن وجهه الحقيقي بتفريق المظاهرة بالرصاص الحي بشكل مباشر، ارتقى على إثرها عشرات المتظاهرين وأصيب المئات بجروح واعتقل مثلهم، لحماية العاصمة من أي زخف شعبي أو اعتصامات كان من شأنها تغيير الواقع في حال نجاحها.

يذكر أن عشر سنوات من حرب النظام على الشعب السوري تسببت بنزوح وتشريد ملايين السكان، وتدمير البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته المنهكة، عدا عن دمار كبير لم يميز بين منزل ومرفق عام أو منشأة طبية أو تعليمية.

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا

إسرائيل تعلن اعتراض "مسيرة" انطلقت من الأراضي السورية