التصدير يحرم السوريين من "الكمأة" - It's Over 9000!

التصدير يحرم السوريين من "الكمأة"


بلدي نيوز - (فراس عزالدين)  

غابت الكمأة عن موائد الغالبية الساحقة من السوريين، نظرا لارتفاع سعرها، وتصديرها خارج البلاد باعتراف المسؤولين الموالين، بالرغم من أن البادية السورية تعتبر أغنى مصادر الكمأة في العالم.

التصدير يحرم السوريين

وكان أعلن رئيس مجلس إدارة غرفة زراعة دمشق، "عمر الشالط" أن حكومة النظام تصدّر "الكمأة" إلى عددٍ من الدول، مبررا بأنّ هناك فائضا من الخضار والفواكه لهذا يتم تصديرها، فهي لا تؤثر على حاجة السوق المحلية.

صيد الجما

ويروي "فريد" من أبناء دير الزور ويملك أرضا ينبت بها الكمأ لبلدي نيوز، أنّ موسم "الكمأة" تكثر فيه الذكريات، فهو يستذكر كلمات جدته التي تروي له وﻹخوته عن خروجها للبحث عن "الكمي" أو "الجَما" باللفظ الفراتي وعن اﻷغاني التي ترددها مع بعض صويحباتها، آنذاك.

وتسمي جدته البحث عن "الكمأة" بـ"صيد الجما".

لحم بلا عظم

وبعد جمع "الكمأة" ينزل "صيادوها أو جامعوها" إلى اﻷسواق المحلية لبيعها، وتنتشر في مناطق مثل دير الزور شرق البلاد، على اﻷرصفة، في حين تباع بمحلات سوق باب سريجة وسط العاصمة دمشق.

وينادي الباعة خلف بسطاتهم في سوق باب سريجة الدمشقي، "لحم بلا عضم يا كمي"، فاﻻسم المشهور لدى "الشوام" وهم أهل العاصمة دمشق "كمي".

وتطهى "الكمأة" بالماء، وتضاف إلى "البرغل" أو "اﻷرز" وبعض السيدات يطهينها مع "البيض"، ووصفاتٍ أخرى متعددة، لها ذكرياتها في حديث السوريين، وتستخدمها بعض السيدات في وصفات الحلويات.

 يذكر أن سعر "الكمأة" تراوح ما بين (500-1000) ليرة سورية، أي ما يعادل (10 و20) دولارا في عام 2011 منذ عشر سنوات، بينما يبدأ سعر الكيلو الواحد اليوم، بما يزيد عن 25 ألف ل.س أي ما يعادل نصف دخل الموظف في القطاع العام إن وجدت.

أنواع وأسماء الكمأة

ومن أجود أنواع الكمأة في العالم، "الزبيدي"، وتشتهر به بادية السخنة في (ريف حمص الشرقي)، ويمتاز هذا النوع بكبر حجمه، ولونه قريب من الأبيض، و"الخلاسي"، وحجمه أصغر من الزبيدي، ولونه قريب من الأحمر، ثم "الجيبي"، و"الهوبر"، ولونهما أسود، لكن داخله أبيض، وحجمه صغير، وقريب من حبّة البندق، وهذا النوع يبدأ بالظهور مبكرا مقارنة بالكمأة من اﻷنواع السابقة.

وللكمأة أسماء مختلفة، فأهل الجزيرة العربية يطلقون عليها "الفقع"، وفي المغرب "ترفاس"، أمّا في السودان فتسمى "بنات الرعد"، أو "بنت الرعد.

مناطق ظهورها

وتنمو ثمرة "الكمأة" بشكل طبيعي في بادية الشام عامة، وبادية حمص خاصة، أواخر الشتاء، على عمق يتراوح ما بين (5-15) سم عن سطح الأرض. 

فوائدها

وورد ذكر الكمأة في حديث للنبي "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين" ويؤكد الأطباء أنّ أهم فوائدها الصحية؛ "علاج المياه الزرقاء والبيضاء، التي تصيب العين".

الكمأة طريق الموت

وأصيب عدد من تجار الكمأة بجروح، يوم الخميس 11 آذار/مارس الجاري، جراء استهدافهم بالرشاشات من قبل قوات النظام في بادية محافظة دير الزور شرق سوريا.

وقال مصادر محلية، إن قوات النظام أطلقت الرصاص على سيارة مدنية يستقلونها تجار الكمأة قرب "جبل البشري" جنوب غرب ديرالزور.

وكان 18 مدنيا قضوا في انفجارين منفصلين لألغام أرضية بسيارات تحمل مجموعة من العمال كانوا في طريقهم للبحث عن "الكمأة" في منطقتي رسم الأحمر ووادي العذيب في منطقة السلمية بريف حماة الشرقي منذ يومين.

وسبقها بعشرة أيام مقتل وجرح 20 شخصا، إثر انفجار لغم أرضي في سيارة كانت تقلهم، أثناء بحثهم عن "الكمأة" في منطقة رسم الأحمر بالقرب من وادي العذيب بمنطقة السلمية بريف حماة.

وخسر عشرات الأشخاص حياتهم العام الفائت بسبب انفجار مخلفات أسلحة النظام، أثناء بحثهم عن "الكمأة".

ما دفع البعض لتسميتها "طريق الموت"، ولدى أبناء تدمر قصصا مع النظام ومخابراته، التي يصفها "أبو جمال عبيسي" من أهل تدمر، بأنها "نهبت رزقهم"، ويروي أن لرامي مخلوف دور في اﻻستحواذ على تجارتها.


مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا