41 عاما على مجزرة جسر الشغور.. شاهد آخر على إجرام آل الأسد - It's Over 9000!

41 عاما على مجزرة جسر الشغور.. شاهد آخر على إجرام آل الأسد

بلدي نيوز - إدلب (محمد خضير)

تمر الذكرى الـ41 على المجزرة التي ارتكبها نظام "الأسد" الأب بحق أبناء مدينة جسر الشغور بريف إدلب، التي لا تزال حاضرة في أذهان أبناء المدينة الذين ثاروا على "الأسد" الابن مطلع العام 2011 ليجددوا رفضهم لنظام الظلم والاستبداد.

بدأت القصة عندما أضربت مدينة جسر الشغور في الثامن والتاسع من آذار/مارس عام 1980، وفي يوم الاثنين العاشر من آذار، خرجت مظاهرة لطلاب المدرسة الثانوية، وانضم إليهم عدد كبير من المواطنين، وجابت حينها الشارع الرئيسي في المدينة، هتفوا ورددوا شعارات تندد بالنظام الحاكم، وهاجمت المظاهرة المؤسسة الاستهلاكية (رمز الجوع والحرمان) لدى نظام الأسد، ثم توجهوا إلى مكتب حزب البعث الذي فر عناصره يومها من مكاتبهم.

في ليلة العاشر من آذار، وصل إلى المدينة أكثر من 25 طائرة عمودية محملة بجنود الوحدات الخاصة يقودهم العميد علي حيدر، ويعاونه عدنان عاصي، قائد مخابرات إدلب، وتوفيق صالحة محافظ إدلب يومها، حيث نزلت الطائرات حول المدينة (في معمل السكر والثانوية وطريق حمام الشيخ عيسى، وساحة البريد، ومحطة القطار)، ليفرضوا حصارا خانقا من الاتجاهات كافة، وفرض حظر تجوال وقصف المدينة بالمدافع.

وبدأت الوحدات الخاصة تقتل كل من تصادفه أمامها، دون معرفة شيء عنه، ليصل عدد الشهداء إلى نحو خمسين مدنيا بينهم عدد من المسيحيين من أبناء المدينة، كما أحرقوا قرابة 30 متجرا بعد أن نهبوا ما فيها من بضائع، ومنها محلات الذهب، ومحلات الأقمشة ومحلات الأدوات الكهربائية.

بدأت الكتيبة الأولى بذبح العشرات ممن لا ذنب لهم سـوى أنهم من أهالي جسر الشغور، واعتقلت كتيبة ثانية الرجال من البيوت وجمعوهم في المقرات التي استقروا فيها حول المدينة، وعذبوهم أقسى أنواع التعذيب كالضرب بالكابلات الحديدية، وحرق لحاهم، وصعقهم بالكهرباء وغيرها من الأساليب الإجرامية، وبحثوا عن طلاب الجامعات ليقتلوهم دون تحقيق معهم، ووثق ناشطون أسماء 15 طالبا أعدموا ميدانيا.

ويروي أبو سعيد أحد سكان المدينة لبلدي نيوز ما حدث في اليوم الثاني، قائلا: "كنت يومها طفلا صغيرا عندما رأيت عشرات الباصات تجتمع عند البريد بعد أن جمع عشرات الرجال من المدينة، ليتم قتلهم بالرصاص بعد تعذيبهم، حيث رأيت أكثر من ثلاثين رجلا أطلقوا الرصاص عليهم، كما رأيت جثث النساء، لن أنسى ذلك اليوم ما حييت، كما لن أنسى كيف نقلوا الجثث بالجرافات خارج المدينة".

وبعد التحقيق المبدئي والتعذيب نقلوا الرجال إلى مدينة إدلب مكبلين، وفي اليوم الثالث، توجهت الوحدات الخاصة بطائراتها العمودية إلى القرى المحيطة بجسر الشغور مثل الجانودية، وزرزور، والحمامة، والشغر، وخربة الجوز، وبكسريا، وقتلوا العشرات من أبناء تلك القرى.

يقول الناشط الإعلامي دريد باش، أحد أبناء المدينة، لبلدي نيوز: "36 عاماً وصراخ ضحايا مجزرة جسر الشغور لايزال يعانق هتاف الثوار المطالبين بالثأر ومحاسبة الجلادين، عندما هتفت المدينة لأول مرة بالحرية، تذكرت كلام أبي وجدي وحطمت وقتها كل جدران الصمت، وقلت لن نصمت بعد اليوم ولن ننساكم أبدا فهو اتصال بين ثوار 1980 وثوار 2011 على العهد باقون".

يذكر أن مدينة جسر الشغور انتفضت في الشهر السادس من العام 2011، وتحررت بالكامل لتأتي قوات النظام بأرتال ضخمة، وسيطرت على المدينة التي نزح سكانها خوفا من تكرار سيناريو ثمانينيات القرن الماضي، ليأتي العام 2015 ويحررها الثوار بالكامل من سيطرة نظام "الأسدين" الأب والابن.

مقالات ذات صلة

اختلاس بالمليارات.. الكشف عن فساد كبير في "تربية دمشق"

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

غارات إسرائيلية على القصير بريف حمص

"صحة النظام" تبدأ استجداء الدعم على حساب اللاجئين اللبنانيين

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان