"الخبز والماء".. معضلة مخيمات ريف حماة - It's Over 9000!

"الخبز والماء".. معضلة مخيمات ريف حماة

بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)

يضم ريف حماه الشرقي ما يزيد عن مئتي قرية محررة تمتد بشكل خط يبدأ من قرية عطشان غرباً حتى ناحية السعن شرقاً، على امتداد يصل إلى ١٤٠ كم، ويحوي هذا الريف 23 مخيماً للنازحين من القرى التي احتلتها قوات الأسد، وجعلتها مراكز عسكرية لحماية خطوطها من تقدم للثوار على مدن وقرى الريف الحموي الشرقي .

وتواجه منطقة الريف الشرقي عموماً ومخيمات النزوح فيها على وجه الخصوص العديد من العوائق والمصاعب اليومية، أوجزها لبلدي نيوز الأستاذ "ريان الأحمد" ممثل الريف الشرقي في مجلس محافظة حماه الحرة، قائلاً: "يتألف ريف حماه الشرقي المحرر من مئتي قرية، يبلغ  تعداد سكانها التقريبي حوالي المئة ألف نسمة أو يزيد، وتحوي هذه الأرياف على 23 مخيماً، منها (تل حلاوة، وأبو حية، وعبلة، المكسر، والخالدية، وباشكون) حيث يبلغ تعداد العائلات فيها مايقارب ٢٨٠٠ عائلة، جلهم من النازحين من قرى الريف الشرقي كـَ (الشعثة، ومعان، ودوما، والفان الشمالي، وكوكب، السماقة، الرحية، أبوقدور، الحمرا، ووادي جحم، وقصر مخرم، وجنينة، والحويجة، و غيرها) والذين نزحوا من قراهم منذ حوالي الأربعة أعوام .

وعن المعاناة التي يعيشها نازحو مخيمات الريف الشرقي، أضاف الأحمد: "أهم ما يعانيه قاطنو هذه المخيمات هو كيفية تأمين الماء والخبز، وهذه المعضلة باتت تحرج  المجالس المحلية في المنطقة، وأظهرتها بمظهر العاجز عن تلبية أدنى متطلبات المعيشة الأساسية، وخصوصاً بعد إنشاء فرن آلي في المنطقة، ولكن عدم توفر الطحين لهذا الفرن تسبب بإيقافه بعد أربعين يوماً من انطلاق عمله، بالإضافة إلى العبء الكبير في إيصال المياه إلى هذه المخيمات، والذي أثقل كاهل المجالس المحلية وقاطني المخيمات على حد السواء".

وأشار الأحمد إلى إحجام المنظمات الإغاثية عن العمل في منطقة الريف الشرقي لحماة متسائلاً عن الأسباب أو العوائق التي تقف دون تحولهم لمساعدة المئات من المخيمات في المنطقة والتي تعاني من مصاعب كبيرة قد تؤدي هذه المنظمات دوراً فاعلاً في تحسين ظروفها باستثناء بعض المنظمات القليلة التي بادرت للتوجه للمنطقة وتقديم العون للمحتاجين، إلا أن ماقدمته لا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية لجميع النازحين.

وما يزيد المعاناة والتشرد في المنطقة هو استمرار القصف اليومي سواء كان من الطيران الحربي والمروحي أو القصف المدفعي على المنطقة، لتضاف إلى جملة العوائق والصعوبات التي تواجه أبناء الريف الشمالي والمشردين في مخيمات النزوح.

إسماعيل، أحد مؤسسي مخيم "المكسر" شرح معاناة المخيمات، وقال لبلدي نيوز: "خرجنا من منازلنا وقرانا بعد أن هجرتنا الميليشيات الطائفية الحاقدة، واحتلت قرانا وجعلتها ثكنات عسكرية، وأصبحت هذه المخيمات موطننا الجديد، الذي لا نتمنى أن تطول إقامتنا فيه"، متأملاً بتحرير قريته والعودة إليها عما قريب، وناشد المنظمات الإغاثية إسعاف مخيمات النزوح في الريف الشرقي بالخبز والماء، كما أشار إلى أن خيامهم التي بلغت من القدم حد الاهتراء، بحاجة إلى الاستبدال، متمنياً أن تدعمهم الجهات الداعمة بخيامٍ جديدة، أو تسعى لتحسين وضع معيشتهم، ببناء وحدات سكنية مؤقتة على أبسط تقدير، كما نوه إلى أن أطفال هذه المخيمات باتوا يعيشون في جهل مدقع، في ظل عدم وجود التعليم في هذه المخيمات .

وتتميز مخيمات الريف الشرقي بامتدادها الأفقي الواسع، والمسافات المتباعدة بين الخيمة والأخرى، الأمر الذي قد يجعل من يمر بالقرب من هذه المخيمات لا يشعر بوجود المخيمات أصلاً، ويظنها عن بعد بيوت بدوٍ رُحَّل وليس مخيماً للنازحين، وهذه ربما إحدى أبرز أسباب المعاناة التي يعانيها ناشطو المنطقة في نقل الصورة الحقيقية عن مخيمات النازحين في البادية السورية.

مقالات ذات صلة

قوات النظام تقتل شابا باستهدافه مباشرة غرب درعا

"حظر الأسلحة الكيمائية" تكذب مزاعم النظام بشأن قصف استهدف عناصره

خسائر بصفوف النظام بهجومين منفصلين ببادية دير الزور

جرحى مدنيون بقصف مدفعي لقوات النظام شرق إدلب

الفصائل تهاجم النظام جنوب إدلب وتكبده خسائر في الأرواح

النظام يفتتح مركزا لتسليم السلاح في السويداء