بلدي نيوز- (ريما محمد)
منذ بدأت الميليشيات الطائفية بالظهور في صفوف قوات النظام، بدأ جنود جيش النظام بإبداء غيظهم وامتعاضهم، حيال تدهور الرواتب المنخفضة التي يتلقونها، بينما يتمتع عناصر الميليشيات سواء من "العلويين أو الشيعة" بمزايا اقتصادية، أولها الرواتب العالية التي يحصلون عليها.
فعلى الرغم من أن الرواتب ليست المصدر الأساسي لدخل عناصر جيش الأسد، لكنها تعتبر أحد الأمور المهمة والمميزة لنوعية الميليشيا والداعم لها.
يدرك الكثير من السوريين بأن الحرب لن تنتهي قريباً، فبعد مرور خمس سنوات على انخراط نظام الأسد في العمل العسكري ضد شعبه، مازال النظام يعتقل الشبان ويرسلهم إلى جبهات القتال، فيما لاتزال الميليشيات المساندة له تدعو المؤيدين للتطوع، لتعويض الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها خلال المعارك مع الثوار، التي تحول بعضها لمحارق بكل ما تعنيه الكلمة.
حيث أعلنت ما تعرف بقوات "حماية سوريا أسود الحسين" عن "عرض" لتسوية أوضاع المتخلفين والفارين من الخدمة الإلزامية، عبر التطوع ضمن صفوفها براتب يصل إلى 80 ألف ل.س، لمن يود القتال على جبهة تدمر، أي ما يعادل 160 دولار، بينما وصلت "تسعيرة" القتال على جبهة اللاذقية إلى 50 ألف ل.س فقط أي ما يعادل 100 دولار، ما يعني أن العنصر في هذه الميليشيا سيحصل على راتب أكبر مرة ونصف من راتب الجندي في جيش النظام، حيث يتقاضى معظم الجنود في جيش النظام راتباً لا يتجاوز 30 ألف ل.س ما يعادل 60 دولاراً فقط!
لاقى إعلان أسود الحسين تعليقات ساخرة من قبل بعض عناصر النظام، حيث كتب أحدهم ويدعي أنه عنصر احتياط في جيش النظام تعليقاً في صفحة "أخبار جبلة" الموالية والتي نشرت الإعلان "كل واحد بروح بيكون ما في جنس العقل ليكني احتياط من 4 سنين عايش متل الكلب".
ووصف آخرون الإعلان بالمهزلة، فعلق محمد أحمد "80 ألف في تدمر و50 ألف في اللاذقية عيب عليكم"، وأردف آخر "شكراً بالحلقة الجاية إن شاء الله بس لتجيبوا مخرج متل البشر بنروح عالمسلسل هادا"، وكتب "الكومندس الأسدي": "أنا بدي أهرب، ليش ضل شباب".
وتعتمد "أسود الحسين" على دعم ماهر الأسد، ويقودها حسين توفيق الأسد أحد أبناء عمومته، وتتولى ظاهرياً حماية قرى ريف اللاذقية وبعض أفراد آل الأسد.
وتشير التقارير بأن قرى ريف اللاذقية تتشح غالبيتها بالسواد، ونسائها لا يكدن يخرجن من عزاء حتى يدخلن في عزاء آخر، وكان أحد ضباط النظام صرح لوكالة آكي الإيطالية في وقت سابق بأن "الطائفة العلوية خسرت 40% من شبابها، حيث قضى أكثر من 130 ألف قتيل منهم في المعارك الدائرة في سوريا".
وتعاني الطائفة بحسب تقارير إحصائية من تهديد ديموغرافي حقيقي، إذا استمرت وتيرة الخسائر البشرية بهذا المستوى، حيث يشير ناشطون من اللاذقية أن قرى اللاذقية وخاصة المحيطة بمدينة القرداحة، تستقبل يومياً عشرات الجثث لقتلى سقطوا في المعارك، إضافة إلى أعداد أكبر من المشوهين والمعاقين، الذين أصبحت مشاهدتهم في تلك المناطق أمراً معتاداً.
تجنب المحرقة
حاولت إيران التهرب من مواجهة نفس الحالة، فدفعت بالميليشيات الشيعية الأفغانية وقبلها العراقية، والتي تحملت القسم الأساسي من الخسائر، حيث زجوا على الجبهات الأشد خطورة، وقد بثت خلال سنوات الحرب المئات من التسجيلات التي تظهر أسرى من الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية بيد الثوار، إضافة للمئات من الجثث بعد المعارك التي أبيدت فيها مجموعات كاملة من هذه الميليشيات.
أحد الأمور التي يخشى منها العلويون هي أن نظام الأسد لم يعد القائد أو المسيطر على الأمور، حتى في مواضيع المفاوضات مع الثوار في ما يخص مبادلة أو افتداء جنوده، حتى العلويين منهم، حيث سجلت العديد من الحالات التي فاوض فيها النظام على حياة عناصر الميليشيات الأفغانية والعراقية والجنود الإيرانيين، متجاهلاً جنوده حتى العلويين منهم.