بلدي نيوز - (خاص)
تصاعدت الاغتيالات في مخيم الهول شمال شرق سوريا، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، منذ بداية العام الحالي، حيث وصل عدد عمليات الاغتيال إلى 27، ما يعادل أكثر من نصف عدد الاغتيالات التي حدثت في المخيم العام الفائت والتي بلغت نحو 40 عملية اغتيال.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تدير المخيم، إن أغلب عمليات القتل الأشهر السابقة نفذها مسلحو "داعش" بهدف الترهيب، وأدى تصاعد العنف إلى تصعيد دعوات الدول إلى إعادة مواطنيها الذين يعيشون في المخيم الذي يقطنه نحو 62 ألف شخص.
مخاوف أممية
وفي كانون الثاني الماضي، أعربت الأمم المتحدة، على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "مخاوف جدية" من تدهور الأوضاع الأمنية في مخيم "الهول" بعد تلقيها تقارير عن مقتل 12 شخصا منذ بداية العام حتى 16 كانون الثاني.
فيما قال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة تلقت تقارير حول مقتل 12 شخصا من سكان المخيم، بينهم 11 سورياً وامرأة عراقية لاجئة، في الفترة بين 1 و16 كانون الثاني الجاري، معتبرا أن جرائم القتل في المخيم تشكل خطرا كبيرا على إيصال الأمم المتحدة "مساعدات إنسانية ضرورية" لسكان المخيم، دون أن توضيح منفذ الهجمات.
وناشد خبراء يعملون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الشهر الماضي، 57 دولة من أجل استعادة الآلاف من رعاياها من عائلات عناصر داعش يعيشون في مخيمات تديرها قوات "قسد".
إمارة لـ"داعش"
يؤكد الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، إن تنظيم "داعش" يقيم إمارة داخل المخيم، تصل إليها الأسلحة عن طريق عناصر في قوات "قسد" الذين يديرون المخيم.
ويقول "الجابر" في حديثه لبلدي نيوز، إن زيادة الاغتيالات في المخيم مرتبطة بوجود خلية تشكل "إمارة" في المخيم مكونة من نساء أجنبيات هن زوجات لعناصر "داعش" محتجزات في المخيم.
ويضيف، أن الأسلحة تصل إلى النساء المتطرفات عن طريق عناصر قوات "قسد" التي تدير المخيم مقابل الحصول على رشاوى كبيرة، مشيرا إلى ما يدل على ذلك هو اعتقال "قسد" ذاتها لبعض هؤلاء العناصر في فترة سابقة.
ويشير إلى أن عمليات الاغتيال تستهدف بشكل خاص المتعاونين مع "قسد" من أبناء المخيم، أي معارضين التنظيم، بهدف إرهابهم.
مدير موقع الخابور المحلي إبراهيم الحبش، يقول إن "قسد" تستطيع وقف الاغتيالات في المخيم من خلال منع تهريب الأسلحة، مشددا على أن "قسد" تحاول دائما الاستفادة من "البعبع الداعشي" لتخويف العالم من إعادة ظهور التنظيم، وبالتالي مواصلة حصولها على التمويل والدعم من التحالف الدولي.
وشكك "الحبش" في حديثه لبلدي نيوز، بعدم قدرة "قسد" على احتواء نشاط "داعش" في مخيم الهول، قائلا إن "المخيم أشبه بمعتقل وكل شيء يدخل إليه يخضع لتفتيش والخروج منه شبه مستحيل إلا بتواطؤ من عناصر "قسد" وليس من المعقول أن تحدث كل هذه الاغتيالات بدون أن يترك القائمون او القائمات عليها أثرا يمكن تتبعه".
ويضم مخيم الهول زوجات وأرامل وأطفال وأفراد عائلات عناصر "داعش"، إذ أن أكثر من 80% من سكان المخيم البالغ عددهم 62 ألفا من النساء والأطفال، والغالبية من العراقيين والسوريين، لكنها تضم حوالي 10000 شخص من 57 دولة أخرى، يقيمون في منطقة منفصلة في المخيم باسم الملحق.