عام على عملية "درع الربيع".. ملامح اتفاق روسي - تركي جديد في إدلب - It's Over 9000!

عام على عملية "درع الربيع".. ملامح اتفاق روسي - تركي جديد في إدلب

بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)

مضى عام كامل على اتفاق سوتشي في منطقة إدلب، والذي بموجبه توقف زحف النظام السوري وميليشيات روسيا نحو أرياف "إدلب وحلب وحماة واللاذقية" شمال غربي سوريا، والذي جاء عقب حدث مفصلي للجيش التركي في إدلب، وهو تلقيه ضربة جويّة للنظام السوري في منطقة بليون جنوبي إدلب، تسبب بمقتل 34 جنديا تركيا، لترد أنقرة بإعلان عملية عسكرية حملت اسم "درع الربيع" لوقف زحف النظام وإجباره على سحب قواته إلى حدود سوتشي.

وأثبتت تركيا عقب إعلان عملية "درع الربيع" في إدلب، قدرة سلاح الطيران المسير من نوع "بيرقدار"، وأوقفت تقدم قوات النظام التي كادت أن تصل إلى أبواب إدلب المدينة من الجنوب وباب الهوى من الشمال.

وجاء اتفاق سوتشي أيضا عقب نزوح مئات آلاف المدنيين نحو الحدود السورية - التركية، لتسجل تلك الأحداث من أكبر موجات النزوح على مدار الحرب السورية منذ عام 2011، وتحرك جميع الدول لفرض هدنة في سوريا للنظر في حال النازحين.

المعارضة: لن نقع في الفخ

يقول المتحدث الرسمي في الجبهة الوطنية للتحرير النقيب "ناجي المصطفى" لبلدي نيوز، إن "الجبهة بالتعاون مع باقي الفصائل عملت منذ بداية هدنة 5 آذار العام الماضي على الاستعداد ورفع الجاهزية العسكرية استعدادا لأي سناريو أو معركة قادمة مستقبلا، حيث أعدت المقاتلين من خلال الدورات والمعسكرات المتعددة لكافة صنوف القوات والاختصاصات على كافة انواع الأسلحة".

وأضاف أنهم عملوا على إعداد المقاتلين إعدادا خاصا من أجل رفع مستواهم العسكري والقتالي أمام التكتيكات العسكرية التي تستخدمها القوات الروسية التي تمتلك الأجهزة والأسلحة المتطورة وخاصة سلاح الجو "طائرات الاستطلاع- والمقاتلات الحربية" والكثافة النارية، حيث قمنا بتدريب المقاتلين من خلال هذه المعسكرات على مواجهة وتجاوز هذه التكتيكات التي تستخدمها قوات الاحتلال الروسي التي تشرف على كافة العمليات المعادية ضد الفصائل الثورية.

وأشار "المصطفى" إلى أن هذه الدورات والمعسكرات ما زالت مستمرة حتى الآن، بالإضافة إلى العمل الهندسي والتحصينات التي تقوم بها الفصائل على كافة محاور وجبهات القتال بغية تمكين فصائل المعارضة على الأرض وتنفيذ التكتيكات والخطط العسكرية الدفاعية والهجومية.

ولفت إلى أن قوات النظام السوري وحليفه الروسي لم يلتزموا باتفاق وقف إطلاق النار ونفذوا العديد من الخروقات البرية والجوية، حيث سجلت العديد من الغارات الجوية والقصف المدفعي معظمها كان على مناطق مأهولة بالسكان، إضافة إلى العديد من محاولات التسلل على أكثر من محور من جبهات ريف إدلب وحماة واللاذقية.

وأضاف أن الجبهة الوطنية وباقي الفصائل العسكرية الثورية ردوا على الخروقات آنفة الذكر من خلال استهداف المواقع العسكرية الاستراتيجية لقوات النظام وروسيا وحققوا إصابات كبيرة في صفوف القوات المعادية، ودمروا العديد من الآليات وقتلوا وجرحوا العشرات من جنود قوات النظام وروسيا والميليشيات المساندة لهم، إضافة إلى التصدي لجميع محاولات التسلل وإفشالها.

وأكد "المصطفى"، أن "الجبهة الوطنية للتحرير وكافة الفصائل العسكرية العاملة على الأرض لا تثق بقوات الاحتلال الروسي"، إطلاقا وهي مستعدة إلى أي سناريو محتمل، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك مخططات عدوانية قادمة لروسيا لذلك نستعد بشكل جيد وكبير لمواجهة أي عدوان أو سيناريو محتمل في المستقبل.

لا حرب بعد "درع الربيع"

من جانبه، يرى المحلل العسكري العميد "أحمد رحال" في حديثه لبلدي نيوز، أنه "من الواضح أن الدول المسؤولة عن الملف السوري تبحث عن حل، حيث أن روسيا لم تعد تطمح بأعمال عسكرية، كما أن التموضع التركي وطريقة انتشاره في المناطق المحررة المتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام بأعداد ضخمة فرضت أمرا واقعا أمام روسيا لا يمكن تجاوزه"، مشيرا إلى أن الحل لم يكن نهائيا إنما 70 بالمئة من مقومات الحرب في شمال غرب سوريا (قد انتهت).

وأشار إلى أن قوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين أصبح لديهم قناعة أن تركيا لن تسمح بتجاوز خطوطها ونقاطها التي رسمتها وتموضعت بها، وبالتالي لم أعد أرى معارك مماثلة للمعارك التي جرت في "مورك وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب"، ومن الممكن أن تقوم روسيا بالضغط بعض الشيء على فصائل المعارضة والنظام يقوم بدوره بالقصف والخروقات ومحاولات التسلل، لكنها لم تكن بالقدر الممكن أن يغير شيء على أرض الواقع العسكري الموجود.

وأوضح إلى أن أي معركة تريد قوات النظام القيام بها تحتاج إلى دعم جوي روسي وجميعنا يعلم بأن طيران النظام لم يعد يحلق في أجواء المنطقة ولم يعد له أي دور وذلك بتعليمات روسية، مما يؤكد بأن النظام السوري يريد موافقة روسيا إذا أراد القيام بأي عمل عسكري، حيث أن نظام الأسد والإيرانيين يريدون الحرب إنما دون الموافقة والمشاركة الروسية مصيرها الفشل، حيث لقنت تركيا قوات النظام درسا عقب استهداف وقتل الجنود الأتراك، وهو الأمر الذي لن ينساه لعشر سنوات على الأقل، حيث دمرت الطائرات المسيرة خلال الفترة آنفة الذكر، مئات الآليات، وقتلت مئات الجنود، وأسقطت طائرات عدّة، ولهذه الأسباب لم تجرؤ قوات النظام وإيران العودة إلى الحرب دون غطاء جوي روسي.

وأضاف "رحال" أن تفاهمات "روسيا" اليوم مع أنقرة أكبر بكثير من استعادة سيطرة قوات النظام على مدينة إدلب أو الباب، حتى إنها أكبر من السيطرة على أوتوستراد حلب-اللاذقية الدولي المعروف بالـM-4 حتى، ورأى أن روسيا تنسق مع تركيا على رسم خارطة ملامحها شبه نهائية للحرب في منطقة شمال غرب سوريا لأسباب سياسية.

مشروع جديد في إدلب

وقال المحلل في الشؤون العسكرية، إن القوات التركية تعمل على اتفاق جديد حول إدلب، من خلال تغيير اسم أو دمج هيئة تحرير الشام ضمن فصيل آخر، لأن روسيا ونظام الأسد يستخدمون هذا الملف ضمن وجود الإرهاب ومحاربته، وهذا الملف الذي يدع الحرب مستعرة، على الرغم من قصفهم وتدميرهم إلى كل شيء يريدون تدميره في المناطق المحررة، إلا مصادر الإرهاب لا يقتربون عليها، لأن روسيا ليس من مصلحتها إنهاء تحرير الشام، حيث أنه إذا انتهت الأخيرة فلا يوجد لهم أي مبرر لقصف المدنيين وتدمير منازلهم وهي ليست دعوة مني لقصف هيئة تحرير الشام، حسب قوله.

وكان توصل الرئيسان التركي والروسي بعد قمة جمعتهما في سوتشي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في محافظة إدلب، وجاء بوصفه ملحقا لاتفاق سوتشي لعام 2018.

وشمل الاتفاق الذي أُعلن عنه، في ختام اجتماع استغرق ست ساعات، وقرأه وزيرا خارجية البلدين في مؤتمر صحفي مشترك، على ثلاث نقاط رئيسة: أولها وقف إطلاق النار ابتداءً من منتصف ليلة 6 آذار/ مارس 2020، وإنشاء ممر آمن على طول الطريق الدولية حلب – اللاذقية "إم 4"، بعمق 6 كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه.

أما النقطة الثالثة فهي الاتفاق على بدء تسيير دوريات مشتركة روسية – تركية على الطريق الدولية من بلدة الترنبة (الواقعة غرب سراقب)، وصولا إلى بلدة عين حور (الواقعة في ريف اللاذقية) بحلول 15 آذار/ مارس.

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

شمال غرب سوريا.. قصف النظام يجبر نحو 6 آلاف مدني على النزوح باتجاه الحدود

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"