بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
منح قائد تجمع القوات الروسية في قاعدة حميميم وساما رفيع المستوى لـ 4 قادة ميليشيات في قوات النظام، لدورهم في قتل السوريين وتهجيرهم.
وقالت صفحة ميليشيا "الدفاع الوطني" في السقيلبية، إن العماد سيرغي يوريفيش كوزوفلوف قائد تجمع القوات الروسية في قاعدة حميميم منح في السابع من الشهر الجاري، وسام الميدالية الثانية على مستوى روسيا الاتحادية لقادة ميليشيات الدفاع الوطني في السقيلبية المدعو "نابل العبدالله"، ومثيله في محردة المدعو "سيمون الوكيل"، ولقائد ميليشيا الدفاع الوطني في السلمية المدعو "فاضل وردة" والذي يشغل منصب عضو في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد، إضافة لتقليد العميد في قوات النظام "صالح العبدالله" بذات الوسام نظرا لدور هؤلاء في "محاربة الإرهاب"، بحسب بيان القوات الروسية.
وفي سياق متصل، كثف الضباط الروس زياراتهم الميدانية والرسمية لمدينتي السقيلبية ومحرددة في الآونة الأخيرة بهدف العزف على الوتر الديني، وتصوير روسيا نفسها بمظهر الحامي لأبناء الديانة المسيحية في سوريا إلا أن موسكو تستعمل أبناء المدينتين على وجه التحديد في محاربة تنظيم داعش بباديتي حماة وحمص.
وتنتشر مجموعات تابعة لميليشيات الدفاع الوطني في السقيلبية ومحردة بمناطق إثريا ومحيط السلمية شرقي حماة، بالتوازي مع تنفيذ تلك الميليشيات عمليات قتالية ضد التنظيم بين الفينة والأخرى منذ نيسان 2020 والتي أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات التابعة للمدعوين نابل العبدالله وسيمون الوكيل سيما في تموز 2020 إثر انفجار لغم أرضي بسيارة نابل العبدالله، والذي أفضى إلى مقتل عنصر من أبناء مدينة السقيلبية وإصابة 5 آخرين، فيما نجا العبدالله حينها من الانفجار.
يقول الناشط "محمد الصالح"، لبلدي نيوز، إن المدعو نابل العبدالله كان يعمل في تربية الكلاب قبل اندلاع الثورة السورية ليتحول إثر اندلاعها إلى جمع عدد من أبناء مدينة السقيلبية ويتزعمهم ضمن ميليشيا تابعة للدفاع الوطني، والتي حولت مدينة السقيلبية إلى قاعدة عسكرية تحوي معسكرات تدريب وأسلحة ثقيلة ظهر عليها المدعو نابل العبدالله أثناء قصف المدن والبلدات المجاورة لا سيما مدينة قلعة المضيق التي نالها الكم الأكبر من انتهاكات ميليشيات الدفاع الوطني في السقيلبية تحت قيادة نابل العبدالله الذي استعان برجال دين مسيحيين لإضافة صبغة دينية إلى إجرامه تحت مسمى "الجهاد المقدس".
وأضاف الصالح، أن المدعو "سيمون الوكيل" أمعن أيضا في جرائمه التي استهدفت السوريين، وانطلاقا من مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية والتي أقحمها "الوكيل" في أعمال عسكرية مناصرة لقوات الأسد ليتحول "الوكيل" إلى الآمر الناهي في المدينة، والمتربع على أهم الأعمال التجارية والاقتصادية بغية توسعة ثروته من خلال زج أبناء محردة في صفوف ميليشيات النظام وروسيا، والذي قتل كثير منهم كان آخرهم العنصر بميليشيا الدفاع الوطني موسى إبراهيم الخوري بقصف صاروخي مركز للمعارضة على نقاط تمركز قوات النظام وميليشياتها في معرشورين جنوب إدلب منتصف الشهر الفائت.
وأكّد على أن الوكيل والميليشيات التي بناها بشكل طائفي مسؤولون عن كثير من عمليات القتل التي طالت السوريين لاسيما في بلدات ريف حماة الشمالي التي قتل الآلاف من سكانها بالقصف المدفعي والصاروخي المنطلق من نقاط تمركز ميليشيات سيمون الوكيل باتجاه منازل المدنيين.
وبالتوازي مع دعم روسيا للوكيل ونابل العبدالله، يقول الناشط الإعلامي "علي أبو الفاروق" لبلدي نيوز، إن روسيا قدمت دعما جزئيا للمدعو "فاضل وردة" والذي يتزعم ميليشيات الدفاع الوطني في مدينة السلمية، والذي سبق أن كافأه الأسد بمنحه مقعدا في مجلس الشعب او ما يعرف بـ"مجلس التصفيق" عن قائمة حزب البعث.
وأشار الفاروق أن المدعو "فاضل وردة" تولى منصب قائد مركز الدفاع الوطني في مدينة السلمية، حيث سلّح مجموعات من الشباب وشكّل نواة ما بات يعرف بالدفاع الوطني في السلمية، والتي ارتكبت عدداً من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب السوري.
وأضاف أن الميلشيات التي أسسها فاضل وردة عملت باستقلالية عن الأجهزة الأمنية، مستفيدة من الغطاء السياسي والعسكري الذي وفره وردة لها على مدار السنوات الماضية، ولم تكتف تلك الميليشيات بالعمليات الإجرامية بحق المعارضين للنظام، بل مارست عمليات الخطف والقتل والابتزاز ضد أبناء مدينة السلمية، ومارست أعمال التهريب بتنسيق مع تنظيم "داعش"، كما انخرطت في عمليات تهريب الآثار وتجارة السلاح في مناطق نفوذها.
ولم تستثنِ روسيا التي ساندت الأسد في حربه ضد السوريين من التكريم العميد صالح العبدالله والذي عينته روسيا في 2020 قائدا لما يعرف باللواء 16 المشكل من قبل موسكو كمرتزقة تابعين للقوات الروسية في حربها ضد السوريين. وكان العبدالله نائب المدعو سهيل الحسن في قيادة الفرقة 25 المسؤولة عن ارتكاب الكثير من المجازر ضد السوريين.
إلى ذلك، قال الراصد العسكري، أبو حمزة الحموي، في حديث خاص لبلدي نيوز، إن العميد "صالح العبدالله" الملقب بالسبع، مسؤول ومشارك في اقتحام الجامع العمري في درعا، والذي قتل حينها 31 مدنيا واعتقل آخرين، كانوا يعتصمون بساحة الجامع، وأضاف أن العبدالله شارك في مجزرة اللطامنة في حماة بتاريخ 7/4/2012 والتي راح ضحيتها وقتها 70 مدنيا.
وأشار الحموي إلى أن العبدالله، هو المسؤول المباشر عن عدد من المجازر في حماة، أبرزها "مجزرة القبير 6/6/2012" والتي راح ضحيتها 78 قتيلا، ونحو 15 مفقودا، وعدد من الضحايا الذين حُرقت جثثهم ولم يتم التعرف على هوياتهم، و"مجزرة التريمسة" في 12/7/2012 والتي راح ضحيتها 305 مدنيا وأكثر من 300 جريح، نتيجة قصف البلدة بالدبابات والرشاشات الثقيلة، ومن ثم اقتحامها، و"مجزرة حلفايا" في 16\12\2012، والتي أدت إلى استشهاد 25 شخصا، و"مجزرة اللطامنة" في 14\1\2016، راح ضحيتها حينها 6 مدنيين و"مجزرة بكفرزيتا" راح ضحيتها 5 مدنيين وإصابة عشرات آخرين.
وأضاف الراصد العسكري في حديثه لبلدي نيوز، أن المدعو، صالح العبدالله، ارتكب مجزرتين في بلدات "الجلمة ومعرزاف" بمحافظة حماة في صيف العام 2014 أدت إلى استشهاد 27 مدنيا نصفهم أطفال، عند اقتحام العبدالله للبلدتين بصحبة قوات نظامية وميليشيات طائفية وأسلحة ثقيلة.
وتسعى روسيا بشكل متكرر إلى تكريم قادة ميليشيات وضباط بميليشيات وقوات الأسد لمكافأتهم على جرائمهم ومجازرهم ضد السوريين من جهة، وشراء الولاء المطلق لها واستعمالهم في تثبيت نفوذها بعيدا عن حضور الأسد وأركان حكمه من جهة أخرى، سيما في المناطق البعيدة دينيا عن ارتباطات إيران التي تسعى بدورها إلى افتتاح معاهد دينية وإعداد معسكرات في محافظات حلب ودير الزور وبعض مناطق الساحل الغربي من سوريا في حرب نفوذ مفتوحة بين موسكو وطهران بوجود الأسد الذي يلجأ للخطاب الديني تارة وللعلماني تارة أخرى، للعب بعواطف مؤيديه وإبقاء صورته الرمزية في أذهانهم.