بلدي نيوز - (محمد خضير)
تستمر هجمات تنظيم "داعش" في البادية السورية، ابتداء من دير الزور وصولا إلى تدمر، بالتزامن مع فشل هجمات النظام والميليشيات الإيرانية للقضاء على الخلايا الممتدة على طول طريق البادية.
ثقب أسود يبتلع عناصر النظام
أعلن تنظيم "داعـش" الأحد 25 كانون الثاني، إنه هاجم رتلا لقوات النظام السوري على طريق "دير الزور - دمشق" في البادية السورية، ونشرت وكالة "أعماق" بيانا قالت فيه إن عناصر التنظيم نصبوا كمينا لرتل من قوات الحرس الجمهوري التابع لنظام الأسد وآلية رباعية الدفع، وأخرى تحمل رشاشا ثقيلا، قرب بلدة الشولا على طريق "ديرالزور - دمشق".
وأضافت الوكالة أن العناصر استهدفوا الرتل بالرشاشات ما أدى لمقتل وجرح 20 عنصرا وتضرر عدد من الآليات.
بدورها، نقلت وسائل إعلام النظام السوري عن مصدر عسكري قوله: "في الساعة 13،40 ظهراً تعرضت حافلة تقل عسكريين على طريق "دير الزور - تدمر" في منطقة المالحة - الشولا، لإطلاق نار من جنوب الطريق من مجموعة قادمة من منطقة التنف، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح عشرة آخرين.
تقاطع مصالح إيران و"داعش"
وفي الصدد، قال العميد "عبد الله الأسعد" مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية لبلدي نيوز: "الميليشيات الإيرانية ونظام الأسد يعملون سابقا وإلى الآن جنبا إلى جنب، وهي الحليفة لنظام الأسد والداعمة له ضد أبناء الشعب السوري؛ في الواقع تنظيم "داعش" بعد أن تلقى ضربات كبيرة جدا وتم حصره في الباغوز بعد أن كان يسيطر على مساحات كبيرة جدا في البادية وصلت لـ 4000 كيلو متر تقريبا، إلا أن التحالف يستطيع حصره في منطقة وقطع طرق الإمداد عنه وقتله وفنائه بالكامل.
وأضاف أن "خلايا تنظيم داعش تعمل بطريقة الكمائن، وهذه الكمائن تفاجئ النظام على الطرقات، حيث ينقضون على الهدف سواء قوافل مبيت أو قوات لنظام الأسد وقتل وتدمير العربات".
وأشار إلى أن نشاط "داعش" في سوريا خلال عام 2020 كان تقريبا محصورا بشكل جزئي، أما نهاية 2020 بدأ بجمع النقاط المتبقية له في البادية، وتنفيذ عمليات إنقضاض سريع "إغارة" والعودة إلى مكانه بأعداد صغيرة جدا".
ويضيف: "وجود داعش في البادية لصالح إيران، لأن إيران تلقت خرقا من روسيا، حيث قامت روسيا ببناء قاعدة ضمن قطاعها في مناطق دير الزور، وتعلم إيران أن نظام الأسد وروسيا يعملان جنبا إلى جنب لتخفيف وتقليص دورها، وعلى إثرها تدعم إيران التنظيم في البادية وتعطيه الأوامر بتنفيذ عمليات ليكون عبارة عن خط حماية لها من جهة الجنوب، حتى لا تعود روسيا وتتمدد باتجاه هذه المنطقة، لأن تمدد روسيا في دير الزور تعتبره إيران تقليل من حصتها، لأنها تعتبر البوكمال والمياديين ودير الزور ملعبها ولا تريد لروسيا أن تدخل عليها".
ويرى المتحدث أن إيران لا تريد أن توقف "داعش" لأنها هي من صنعته في العراق وأرسلته فيما بعد إلى سوريا، فلذلك هي مخترقة للتنظيم وتتحكم به من خلال القرارات وإعطاء أوامر القتال في هذه البادية الممتدة من دير الزور إلى تدمر حتى الحدود الإدارية لمحافظة السويداء
أهمية طريق تدمر - دير الزور للإيرانيين
بحسب العميد، فإن طول خط طريق تدمر ودير الزور يعتبر مهم جدا للقوافل، وهو طريق ذات أهمية استراتيجية بما يمتلك من ثروات باطنية أو طرق مواصلات، فهذه الطريق بالنسبة لإيران حيوية جدا، إضافة إلى طريق بغداد دمشق الدولي الأكثر أهمية، فهي تريد أن تجعل من تدمر عقدة لها، لكي يصل الطريق من دير الزور إلى تدمر من أجل إقامة شبكة مواصلات تربطها في دمشق ومنطقة معبر التنف فيما بعد، ولو شاهدنا "داعش" يكثف هجماته على هذا الطريق إلا أنه لن يستهدف سوى قوات النظام.