بلدي نيوز - (عمر يوسف)
بعد عدة محاولات لم ينجح النازح "بلال الأحمد" بتأمين حليب أطفال لرضيعه الصغير البالغ من العمر ستة أشهر، حيث اضطر لإعطائه القليل من ماء الأرز المسلوق من أجل إسكات جوعه الذي جعله يبكي طوال الليل في داخل الخيمة الباردة بمخيم حنبروش بإدلب.
وبلال (28 عاما) نازح من ريف حلب الغربي، ويسكن في مخيمات ريف إدلب، وهو عامل يعمل بالأجرة اليومية بحسب
ظروف العمل التي تتنوع ما بين نقل البلوك وأعمال البناء والدهان وجني المحاصيل الزراعية.
ويخشى النازح على ابنه من المرض، حيث أخبره الأطباء بأن ابنه يعاني من سوء التغذية ويتحتم عليه تأمين ما يكفي من الحليب كي يشتد عضد ابنه الرضيع.
وبات سوء التغذية يفتك بأجساد العشرات من الأطفال السوريين النازحين في مخيمات الشمالي السوري، في وقت تعاني منه آلاف الأسر من الفقر وقلة المؤن والغذاء.
وعلى وقع النزوح وشبح المعارك، تجتهد فرق طبية من منظمات المجتمع المدني إلى تدارك حالات الأطفال التي تعاني من هذه الحالة الطبية، في مسعى لتوفير الغذاء والدواء من خلال زيارات ميدانية لتلك المخيمات.
حالات تقزم
وبحسب توثيق منظمة الأمم المتحدة فقد تم تسجيل إصابة 34% من أطفال الشمال الغربي من سوريا بحالات التقزم، بسبب سوء التغذية، لافتة إلى أن أكثر من 80% من سكان المنطقة لا يتقاضون أجور تغطي احتياجاتهم.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية الأممي مارك لوكوك نهاية العام 2020، "زاد تقزم الأطفال بنسبة 5% هذا العام. نقدر الآن أن 34% من جميع الأطفال".
وأضاف أن أكثر من واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة في شمال غربي سوريا يعانون من التقزم، وذلك في إحاطة لمجلس الأمن، عقدت نهاية كانون الأول الماضي، لبحث الوضع الإنساني في سوريا.
كما حذرت المنظمة من خطر إهمال علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لارتفاع معدلات وفاتهم تسع مرات مقابل نظرائهم الأصحاء.
وذكرت أن أكثر من 86 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من نقص في المغذيات الدقيقة، وقدرت حاجة 1.6 مليون أم للخدمات الغذائية والعلاجية، مشيرة إلى غياب ممارسات الرضاعة المثالية في سوريا، حتى قبل بدء الأزمة الإنسانية فيها.