بلدي نيوز - (خاص)
حسمت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من فصيل "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب بشأن إزالتها من على قائمة "الإرهاب"، بحسب ما أكد مبعوثها الخاص إلى سوريا "جويل رايبورن".
باقية في لوائح الإرهاب
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "جويل رايبورن"، إن إزالة "تحرير الشام" من على قائمة الإرهاب لا زال أمرا مستبعدا، خاصة أن بعض عناصرها مستمرون باعتقال الناس وسجن الآلاف بدون أسباب.
وأشار "رايبورن" إلى وجود جهات تحاكي تصرفات النظام السوري، داعياً إياها إلى تجاوز تلك التصرفات، لأن سكان إدلب عانوا بما يكفي ولا يحتاجون إلى نظام جديد يقمعهم بالطريقة المماثلة التي حاولوا التحرر منها خلال السنوات الماضية.
مكافأة مالية مقابل معلومات عن "الجولاني"
في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الفائت، أعلنت الولايات المتحدة عن منح مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار لقاء إرسال معلومات متعلقة بـ"أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام".
ونشر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على "تويتر" تغريدة ذكر فيها أن الوزارة تبحث عن معلومات تخص القائد الأعلى لـ"تنظيم هيئة تحرير الشام".
وقال إن "تحرير الشام" مسؤولة عن جرائم كثيرة بحق السوريين، و"الجولاني" يتظاهر بالاهتمام بسوريا "لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه بحقهم"، حسب التغريدة.
فرصة للتصحيح
وكان اعتبر "تقي الدين عمر" مسؤول العلاقات العامة في "هيئة تحرير الشام" أن الأخيرة تنظر إلى إدراج اسمها على لوائح "الإرهاب" على أنه "تصنيف سياسي ليس مبنياً على أي حقائق أو معطيات".
ووفقاً لـ"عمر" فإن "تحرير الشام" لا تعتبر نفسها مصنفة على لوائح "الإرهاب" لأنها تخوض حرباً مفتوحة مع النظام الذي قتل وهجر ملايين السوريين، وجاء بروسيا وإيران لإجهاض الثورة الشعبية، وذلك وفقاً ما نقلت صحيفة "المدن" اللبنانية عنه.
ورداً على سؤال بخصوص رفع اسم "الحزب التركستاني" من لوائح "الإرهاب" وإمكانية تطبيق هذا الإجراء على "الهيئة"، قال "عمر": "التصنيف الذي وضعت بموجبه "تحرير الشام" على قوائم الإرهاب أساسه سياسي محض، ولا يُعبر عن الصورة الحقيقية، فلم يكن مبنياً على حقائق أو أدلة ملموسة".
ومضى بالقول: إن "زوال التصنيف فرصة للتصحيح وإعادة النظر فيمن هو فعلاً قاتل ويمارس أبشع أنواع الإبادة بمختلف الأسلحة المحظورة دولياً بشهادة المنظمات والهيئات الحقوقية المحلية والدولية".
تحسين الصورة أمام الغرب
وكان أكد "عبد الرحيم عطون" الشرعي العام لـ"هيئة تحرير الشام"، في وقت سابق، أن التشكيل الذي ينتمي إليه يحاول جاهداً تحسين صورته أمام الدول الغربية وشطب اسمه من القوائم السوداء.
وذكر "عطون" في تصريحات أدلى بها لصحيفة "لو تيمبس" الصادرة من العاصمة السويسرية "جنيف" أن "تحرير الشام" والمقيمين في إدلب ليسوا كـ"تنظيم الدولة" ولا كأولئك الذين كانوا في الرقة أيام "الخلافة".
وأضاف أنه في إطار مشاركته في التقرير الذي نشرته الصحيفة أن "تحرير الشام" ترغب في تطبيع العلاقات مع الدول الغربية، وتحاول حالياً تحسين صورتها أمام تلك الدول.
وأردف: "نريد الخروج من القوائم السوداء، عندها فقط ستتمكن المنطقة من التعافي لأننا بحاجة إلى مساعدة دولية لإعادة الإعمار".
وزعم "عطون" أن "هيئة تحرير الشام" هي آخر من يقاتل النظام السوري وحلفائه، مضيفاً "لكننا لن نتمكن من القضاء عليه دون مساعدة"، على حد تعبيره.
سياسة جديدة تتبعها "تحرير الشام"
وقال الباحث في الجماعات الإسلامية "عرابي عبد الحي عرابي" في تصريح لبلدي نيوز إن "تحرير الشام" بدأت بأوائل عام 2020 الفائت بإعادة تعريف نفسها وكان ذلك خلال مقابلة أجراها قائدها "أبو محمد الجولاني" مع "مجموعة الأزمات" والذي ظهر فيها محاولا إثبات فصيله على أنه محلي لا يحمل أي بعد جهادي عالمي ويحارب الإرهاب ويعتمد على التمويل الذاتي ويحارب نظام الأسد وروسيا وإيران مستبعدا ذكر الولايات المتحدة.
استغلال الحاضنة الشعبية
وأشار "عرابي" إلى أن "الجولاني" عمل على ظهوره أمام الحاضنة الشعبية خاصة بعد الانتكاسات العسكرية التي حصلت خلال السنوات الماضية ليبدأ الفصيل بإعادة هيكلة نفسه.
ويرى أن "الجولاني" يريد من هذه الزيارات إثبات نفسه على أنه حاضر في الساحة وأنه ما يزال مقبول عند الحاضنة الشعبية وعلى أنه أيضا ممثل شرعي للأهالي في إدلب وبذلك يريد إيصال رسالة للمجتمع الدولي على أنه موجود ومقبول شعبيا.
مهاجمة "حراس الدين"
وأكد "عرابي" أن مهاجمة تنظيم "حراس الدين" يمكن تصنيفها ضمن سياقين، الأول أن التنظيم حاول التكتل ضد "تحرير الشام" وإنشاء فصائل منافسة، خاصة غرفة عمليات "فاثبتوا"، وثانيا أن "حراس الدين" ورقة يستطيع "الجولاني" أن يساوم الغرب فيها، حيث أبعد التنظيم الشرس وأنهى الورقة مؤقتا أمام المجتمع الدولي.
وأضاف أن المجتمع الدولي مهد لـ "تحري الشام" لإزالة تنظيم "حراس الدين" عبر اغتيال قياداته بغارات جوية لطائرات مسيرة ليستغل الجهاز الأمني في "تحرير الشام" الأمر ويبدأ باستئصال التنظيم، ويحصل على ثمرة فعله عند تصنيف الولايات المتحدة له على أن الفصيل "مصدر قلق" وليس "إرهابياً".
"تحرير الشام" والنهج الأمني
سلوك الفصيل ما يزال أمني وعسكري ولكنه يعمل على إعادة هيكلته وعلى ضبط الساحة العسكرية في إدلب ويعمل بنهاية الأمر على السيطرة مثل حركتي حماس وطالبان أو نموذج مهجن عنهما، بحسب "عرابي".
ولفت إلى أن الفصيل متمسك بجميع الإدارات الأمنية والعسكرية والمدينة والخدمية، حيث أن حكومة الإنقاذ يده الإدارية وبعد كل هذه المعطيات نرى أن "هيئة تحرير الشام" قد تتغير في المستقبل من ناحية الاسم قد تندمج مع فصائل في جسم أكبر ولكون هذه الفصائل ستكون خاضعة لها.