بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم أمس الخميس، قراراً بإدراج لواء "شهداء اليرموك" على قائمة الإرهاب الدولي باعتباره منظمة إرهابية في سورية، في إضافة لعدد ليس بقليل من الفصائل المناوئة للنظام والناشطة على الأراضي السورية.
وجاء في البيان: "أضافت الولايات المتحدة جماعة "شهداء اليرموك" إلى قائمة المنظمات الإرهابية العاملة في سوريا".
وأضاف البيان: "وبعد هذه الإضافة ستتعرض أصول موجودات هذا التنظيم للحجز إذا وقعت ضمن نطاق الصلاحيات الأمريكية، وستمنع السلطات الأمريكية مواطنيها من التعامل مع هذا التنظيم،وتجدر الإشارة إلى أن "شهداء اليرموك" تأسست في 2012 في مدينة درعا جنوب دمشق، وأعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات إرهابية في جنوب سوريا، وهي التي قامت في 2013 بخطف 21 عسكريا فلبينيا من العاملين في قوة حفظ السلام الدولية في الجولان".
وقد استند التصنيف إلى تعامل لواء "شهداء اليرموك" مع تنظيم "الدولة" وانتمائه له، بالإضافة إلى تنفيذ عدة عمليات "إرهابية" على حد وصف البيان، الذي ذكر بأن التنظيم يشكل خطرا على الأمن الأمريكي.
وفي سياق الخبر تحدث المحامي عبد المنعم الخليل لبلدي نيوز، قائلاً: "هذا ما جنته يدانا على ثورتنا بكل أسف، لم نكن أمناء حقيقيين على الثورة، وسمحنا لكل من هب ودب أن يدخل في صفوف الثورة، ولم نستطع إلى الآن، وبعد دخول الثورة عامها السادس من تنظيف الثورة من الشوائب ومن العلق الذي تسلق على جسدها".
وأكد الخليل أن "إدارج لواء "شهداء اليرموك" على لائحة الإرهاب لم يكن مستبعدا بسبب الغلو الذي يتبعه قادة هذا التنظيم، والفكر المتشدد الذي يزرعه في عقول مناصريه، وبالنسبة لحوران حتما ستتضرر من هذا القرار، كونه سيوفر الحجة والغطاء القانوني الدولي لضرب بعض مناطق حوران التي ينتشر فيها هذا التنظيم".
ونوّه السيد الخليل إلى إمكانية التدخل العسكري الجوي من قبل التحالف الدولي تحت غطاء هذا التصنيف، مؤكداً على أن أهم ما في القرار شرعنة التدخل الجوي بالجنوب السوري، يقول الخليل: "الغاية الأهم، كما أعتقد، والهدف المتوقع من هذا القرار هو إضفاء صفة الشرعية الدولية على التدخل العسكري في الجنوب السوري، وأعتقد جازما بأن التدخل سيكون عبر سلاح الجو مستبعداً أي تدخل بري".
أما عن مغزى هذا القرار بهذا التوقيت، أوضح الخليل: "المغزى من هذا القرار هو تثبيت الهدنة المزعومة في الجنوب السوري من ناحية عبر رسائل مشفرة (من لا يلتزم فهذا مصيره)، ومن ناحية أخرى إكمال خطة العالم المزعومة في محاربة الإرهاب".
وفي السياق ذاته تحدث مالك برغش، القائد العسكري لألوية قاسيون، أحد أهم الفصائل المشاركة بالمعارك ضد لواء "شهداء اليرموك"، فقال لبلدي نيوز: "طبعا نحن مع الخطوة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية لإدراج هذه العصابة ضمن لائحة الإرهاب، فنحن عندما بدأنا قتال هذه العصابة قاتلناهم لأنهم إرهابيون، وقاموا بأفعال تنافي ديننا وتنافي الإنسانية".
وأضاف برغش بأنه من المحتمل عدم تأثر المعارك الدائرة على الأرض بهذا القرار، "ولكنه يمنحنا غطاء دولياً لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي"، وفق قوله.
أما بالنسبة لاحتمالية استغلال هذا القرار من قبل الإدارة الأمريكية لاستهداف الفصائل في المنطقة الجنوبية بحجة محاربة الإرهاب، قال برغش: "أغلب الفصائل الموجودة في الجنوب تندرج ضمن تشكيلات الجبهة الجنوبية، والتي تقاتل باسم الجيش السوري الحر، ونحن من نقاتل التنظيمات الإرهابية في الجنوب كلواء "شهداء اليرموك" و"حركة المثنى"، فاحتمال استهداف الفصائل بحجة محاربة الإرهاب هو احتمال مستبعد".
وأنهى القيادي برغش كلامه لبلدي نيوز معقباً على قرار الإدارة الأمريكية: "نحن عندما نقاتل هذه التنظيمات بالجنوب السوري، نقاتلها بالدرجة الأولى كي نحمي أهلنا وشعبنا من هذا الفكر المتطرف.. هذه بلدنا وثورتنا، وقتالهم واجب علينا كي ننقذ شعبنا من سواد ظلامهم".
الجدير بالذكر أن لواء "شهداء اليرموك" تأسس في أواخر 2012 من أبناء حوض اليرموك، وخاض العديد من المعارك ضد قوات النظام، وشارك اللواء في خطف جنود قوات حفظ السلام في عام 2013 مع "جبهة النصرة"، حيث تم الإفراج عنهم فيما بعد، وهو الآن يسيطر على عدد من قرى حوض اليرموك في أقصى الجنوب الغربي لمحافظة درعا منذ ما يقارب السنتين، بعد اندلاع اشتباكات بينه وبين الفصائل الموجودة في محافظة درعا والقنيطرة على خلفية اتهامات موجهة له بمبايعة تنظيم "الدولة"، إذ أن اللواء ينتشر على الشريط الحدودي مع كل من "إسرائيل" من الغرب والأردن من الجنوب الغربي، ولم تتخذ الدولتان أي إجراء ضد اللواء منذ بداية الاشتباكات بينه وبين الفصائل الثورية منذ ما يقارب العامين، واكتفتا بوضعية المراقب للأوضاع، حيث من المتوقع تغير الأمور في تلك المنطقة بعد إدراج الولايات المتحدة للواء على قائمة المنظمات الإرهابية.