الفاو تحذر من تراجع القدرة الزراعية في سوريا

بلدي نيوز –ريف حلب (أحمد الأحمد)
شهد القطاع الزراعي في سوريا عموماً تدهورا واضحاً بعد أن عمد نظام الأسد إلى سياسية الأرض المحروقة، فقصف الأراضي الزراعية وجردها من غلافها الأخضر بقطع الأشجار أثناء استخدمها للأراضي الزراعية كساحة حرب.
وقد فرض الحصار على المدنيين خياراً صعباً للحفاظ على حياتهم، حيث دفعهم لقطع الأشجار واستخدامها كحطب يقيهم برودة الشتاء بعد انعدام المحروقات.
وتلقى القطاع الزراعي في ريف حلب ضربة موجعة إثر اشتداد المعارك التي دفعت المزارعين للهروب وأوجدت عراقيل زادت في تدهور القطاع الزراعي.
شرح المهندس الزراعي عبد اللطيف حسن لبلدي نيوز العوامل التي تعيق زراعة القمح بالتحديد في ريف حلب فقال :"لم نعد نحصل على البذار المهجن التي تزيد الإنتاج، وارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والمبيدات جعل المزارعين يعزفون عن هذه الزراعة.
وتشير تقارير منظمة الفاو العالمية إلى "تردّى إنتاج القمح في سوريا عام 2015 بنسبة 40 في المائة عن متوسط ما قبل الصراع".
وقال جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو :"هبط الإنتاج الغذائي الوطني، وحلّقت أسعار المواد الغذائية في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة، إذ قفز سعر دقيق القمح في بعض الأسواق بما يصل إلى 300 في المئة وسعر الأرز بما يناهز 650 في المائة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية"
ويشكو المزارعين والقائمين على شؤون القطاع الزراعي في حلب من انعدام الدعم المادي للقطاع الزراعي بما يخص استيراد البذار الهجين، وأرجع غرازيانو ذلك إلى الفارق الكبير بين تكلفة الإنتاج وتكلفة الاستيراد فقال:" يكلف دعم المزارعين 100 دولار لإنتاج طن من القمح، في حين أن نفس الكمية من الحبوب أعلى تكلفة بكثير في حالة استيرادها"
وبحسب تقارير الفاو فإن دعم المزارع بـ 200 $ كفيل بإطعام عائلته المكونة من 6 أشخاص.
وتسعى منظمة الفاو العالمية إلى الحصول على 87 مليون $ من خطة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة السورية، وذلك من أجل دعم 2،9 مليون شخص هم من أشد المحتاجين في سوريا والنهوض بأمنهم الغذائي وذلك في موازنة عام 2016.